تأخرت فرق الطوارئ والإنقاذ فقضى السراح صعقا
عبدالله اليوسفي، خالد الريعي - بريدة
فيما خيم الحزن أمس على مدينة بريدة إثر تشييع جثمان محمد السراح رئيس صيانة المرافق بأمانة القصيم الذي لقي حتفه صعقا بالكهرباء أثناء أداء عمله في فتح مناهيل تصريف المياه في دوار التخصصي. سارعت عدة جهات لتبرير مواقفها من خلال حديث المسؤولين فيها عن السبب الرئيسي في وفاة السراح.
عدسة "عكاظ" رصدت سلكا كهربائيا مكشوفا في الموقع يعتقد بأنه السبب الرئيسي في عملية الصعق المأساوية التي شهدت بطئا في التعامل معها نظرا لتأخر وصول طوارئ شركة الكهرباء لأكثر من نصف ساعة كما أن ضعف الإمكانات وخطر التيار الكهربائي الذي سرى في المياه المتجمعة جعل من تعامل الدفاع المدني دون المستوى المأمول. "عكاظ" التقت العامل الذي اكتشف جثة السراح الذي أشار إلى أنه شاهد سيارة الفقيد متوقفة واخذ يبحث عنه لمساعدته وقال: إنه فوجئ بوجوده ممددا على الأرض ومن ثم أبلغ رجل مرور كان قريبا من الموقع الذي هرع لإنقاذه وعندما مد يده لانتشاله شعر بالتيار الكهربائي وتراجع طالبا مني الابتعاد عن الخطر وهذا ما أكده رجل المرور الذي أفاد بأنه يعمل على تصريف السيارات في الاتجاه الآخر بعد أن أغلق الدوار وحينها وصلت سيارة جيب وطلب صاحبها الدخول للوقوف على مشكلة الدوار معرفا بنفسه بأنه من الأمانة وكان يتنقل راجلا على الدوار حتى وصل العامل وأخبرني بما شاهده ومن ثم أبلغت قائد الميدان الذي طلب الدفاع المدني وشركة الكهرباء حيث حضر الدفاع المدني بسيارات لم تكن مجهزة للتعامل مع الواقعة وحاول أفرادها الاقتراب من الموقع لكن الخوف من التيار منعهم من التقدم حتى وصلت سيارة مساندة وبدأت في اخلاء الجثة عبر طريقة وصفها الحضور بالبدائية ومن ثم سلمت الجثة للهلال الأحمر الذي سارع بنقلها إلى المستشفى التخصصي المجاور للموقع لكن حسب مصدر في قسم الطوارئ فقد وصل متوفى. ورغم تأخر وصول طوارئ الكهرباء فقد أفاد أحد الفنيين الذي لم يترجل عن سيارته لمباشرة الحادثة أنه لا يعلم شيئا عن مصدر الكهرباء ونقطة إغلاقها لفصل التيار. من جهته عبر المهندس أحمد السلطان أمين منطقة القصيم عن حزنه العميق لوفاة السراح وقال: إن الفقيد من أميز العاملين في الأمانة ولفرط حرصه على إنهاء مشكلة الدوار سارع للعمل بيده قبل وصول العمال للموقع. وعن وجود الكهرباء بأسلاكها المكشوفة قال: هناك فريق بحث سيكشف الأسباب مشيراً إلى أن غرف التفتيش تسحب المخلفات مما يتطلب نظافتها وهذا ما كان يفعله الفقيد.
إلى ذلك أوضح مدير الدفاع المدني بالقصيم العميد فهيد الغامدي أن الفرقة التي وصلت إلى الموقع أولا كانت دورية سلامة وكانت تنتظر وصول فرقة إنقاذ لتحرير الفقيد من الكيبل.
وكان جمع غفير من أهالي بريدة ومن المسؤولين بالأمانة أدوا صلاة الميت على الفقيد في جامع الخليج ومن ثم ووري الثرى بمقبرة الموطأ.