فتاة تنفق 3000 ريال شهريا على «كلبتها» .. وأخرى تغذي قطتها بالفيتامينات
الحيوانات المخملية تستنزف «الجيوب» ولا تقتل الفراغ
عيد الحارثي- جدة
"منال" فتاة في مقتبل العمر صدمتها تجربة زواج فاشل.. شعرت بعدها بضمور حبها للحياة لكن سرعان ما وجدت بعض العزاء في كلبة فرنسية اشترتها بحوالى 2500 دولار.. ولم تكن متأكدة حينها من أنها تقلد الآخرين "المتأمركين والمتأوربين" الذين يجوبون الشوارع برفقة كلابهم أو قططهم السيامية ذات الفراء الناعم أم أنها تعزي نفسها، لكن التجربة كانت رائعة كما تقول وتستحق عناء الرعاية والصرف عليها بما يعادل 3000 ريال شهريا، أي راتب ثلاث خادمات من الدرجة الأولى، اضافة الى نفقات الشامبو لجعل شعرها أكثر نعومة ولمعانا.. وهذا المظهر يثير منال ويستحوذ على اهتمامها.. فضلا عن زيارة العيادة الخاصة بالكلاب الراقية التي تكلف مراجعتها للاطمئنان على صحة الكلبة مبالغ لا يستهان بها، علما بأن هناك حجزا مسبقا قبل زيارة البيطري الذي يزور الكلاب لدى اصحابها لطمأنتهم على صحتها.
عربة أطفال لـ«السيامية»
صديقات "منال" لا يدخرن وسعا في العناية بقططهن المخملية الملمس.. التي تأكل من معلبات فاخرة يصل سعر العلبة الواحدة 50 ريالا.. وبلغ ولع احداهن بقطتها حداً جعلها تنقلها عند زيارتها لصديقاتها في عربة الرضع من الاطفال ولم يبق لها إلا تربيطها بحزام الأمان عند تنقلها بسيارتها الخاصة.
مبرد لأظافر الكلاب
وذكرت احدى هؤلاء أنها تحتفظ بطقم شامبوهات وجهاز استشوار لتجفيف فراء قطتها عقب تنظيفها في الحمام، كما عرضت علينا علبة حبوب قاسية الملمس قالت أنها فيتامينات للقطة اضافة الى فرشة أسنان فاخرة لحماية أسنانها من التسوس، كما لوحت احداهن بمبرد لامع قالت انها تقلم به أظافر كلبها واضافت أنها شديدة العناية به وأنه يخضع لكشف دوري لاكتشاف اي أعراض مرضية مبكرا لتطويقها بالرعاية اللازمة وبذلك تصبح القطط والكلاب المخملية مساراً لاستنزاف الجيوب دون ان تساهم بفاعلية في قتل وقت الفراغ.
«البوليسية» للجرأة
أما الشباب فأكثرهم مولعون بالكلاب البوليسية وخصوصا الذين يرتادون صالات ألعاب القوى وكمال الأجسام لتنمية عضلاتهم، وحسب أحدهم فإن الكلاب الشرسة المظهر تتماشى مع هيئتهم وتعزز روح الجرأة كما تلفت الانتباه لهم.
وللأطفال ايضا غرائب، فمنهم من يهوى الحمام والببغاوات والفراريج والأرانب، كما يشارك بعضهم شقيقاته واشقاءه في التعلق بالقطط والكلاب، وحسب دراسات نفسية فإن الطفل الذي يربي حيوانا أليفا.. يطعمه ويسقيه يشعر بأنه قوي بغرض حمايته ووصايته على ذلك الكائن الذي يدافع عنه امام الآخرين.
أحمد سعيد عامل في محل لبيع الحيوانات والطيور الأليفة قال: ان أغلب زبائنه من الأطفال والمسنات وذكر أن الأخيرات يفضلن القطط والكلاب الصغيرة من ذوات الفراء الناعم وأنهن يدفعن مبالغ طائلة للعناية بهن وأن لدى بعضهن اشتراك في المحل الذي يحتفظ بمعلومات كاملة عن الحيوان الذي تقتنيه من ناحية السن والحالة الصحية وأن البيطري المختص بالمحل يزورهن في منازلهن للكشف على الحيوانات اسبوعيا.
شقشقة الكناري
أحمد الزهراني طالب في الصف الثاني المتوسط يهوى تربية الطيور ويجد فيها متعة كبيرة خصوصا عصافير الكناري والسمان التي هيأ لها موقعا خاصا في حديقة منزلهم بمساعدة والده الذي قدمها له هدية للنجاح في العام الدراسي المنصرم، كما دعمه بالمال لتأمين الحبوب والغذاء لطيوره. الزهراني لم يخف اعجابه بشقشقة هذه العصافير التي تبعث في نفسه النشوى.
أما الطفل عمر ذو الستة أعوام فقد أجبر والده على الانتظار أمام محل للحيوانات والطيور الأليفة من الساعة السابعة صباحا حتى العاشرة موعد فتح المحل وذلك بعد ان رفض الذهاب الى المدرسة ما لم يشتر له والده كتكوتا وأرنبا واضطر والده امام عناده واصراره على الامتثال لرغبته.
«ونيس»الأرانب
ويبدو أن التآلف مع الحيوانات والطيور ليس قصرا على الأطفال، فقد اشترى ع. الحارثي وهو عازب تجاوز الثلاثين من عمره ثلاثة أرانب لمواساته في وحدته في ملحق السطوح الذي يسكنه في عمارة الأسرة بأحد الأحياء. الحارثي قال انه يحتاج لكائن يؤنس وحدته ولم يجد في محلات الحيوانات الأليفة مثيلا لهذه الأرانب التي اشترى لها مؤخرا ذكرا في محاولة لاكثارها.
سيكولوجية المقلد
الدكتور عبدالرحمن العمري أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز اشار الى أن العديد من الدراسات تؤكد بأن اقتناء حيوان أليف من شأنه تحسين المهارات الاجتماعية للطفل، أما بالنسبة للفئات العمرية الأخرى من الشباب أو الفتيات والنساء فإن الباعث الحقيقي وراء التعلق بالقطط والكلاب وغيرها يرجع الى سيكولوجية الشخص نفسه، فقد يكون المحفز الحقيقي هو الرغبة في لفت الانتباه في المواقع العامة أو تقليد الآخرين كالمشاهير.
ويرى العمري ان الذين يربون القطط والأرانب والطيور يتمتعون بشخصية هادئة أما الذين يربون الكلاب فغالبا ما يكونون أكثر ميلا للانفعال.
يشار الى أن العديد من الدراسات تربط بين اقتناء القطط والاصابة بالحساسية والربو فيما اشارت دراسات أخرى الى أن ثمة علاقة بين تربية الكلاب وإصابة النساء بسرطان الثدي.