تخفيض معدلات الفائدة بالمصارف المركزية العالمية يهدئ من مخاوف الأسواق
الأسهم السعودية بعد الأيام السود: بداية تكوين موجة صاعدة وارتداد إلى مستويات 7000 نقطة
تحليل: عبدالله كاتب
شهدت سوق الاسهم السعودية في الايام الثلاثة الماضية انخفاضا حادا وبالنسب الدنيا لجميع اسهمه متأثرا بالحالة النفسية السيئة التي خلفتها ازمة الرهن العقاري الامريكية وما اعقبها من اشهار افلاس بعض البنوك وشركات التأمين الكبرى والتي نجم عنها تقلص السيولة ليس فقط على مستوى البنوك الامريكية بل امتد ذلك الى بعض المصارف الاوربية الشهيرة وتحديدا بعض البنوك الالمانية، الا ان السياسات المحافظة التي انتهجتها البنوك المركزية الاوربية والتي فرضت فيها قيودا قبل حدوث الازمة افادت كثيرا في محافظة النظام المصرفي الاوروبي على توازنه مما مكن مستشارة ألمانيا الاتحادية ميركل من ان تصرح بأن حكومتها لن تسمح بامتداد ازمة الرهن العقاري او انحسار السيولة لدى احد المصارف الالمانية من التوسع وتفشيها لدى بنوك اخرى، وبالرغم من موافقة الكونجرس الامريكي بمجلسيه الشيوخ والنواب على خطة الانقاذ المقترحة من الادارة الامريكية والتي سميت بمشروع بولسون الا ان ذلك لم يكن كافيا للدرجة التي تبعث الاطمئنان لدى المستثمرين بأسواق المال والاسهم والتي لوحظ تدني الحالة النفسية التي عانت فيها الاسواق المالية حتى قبل انتهاء تداولات الاربعاء، بعد تحركات جدية من المصارف المركزية لمحاولة انقاذ الاسواق المالية من كارثة انهيار لايعرف مداها وقراراتها باتخاذ اجراء من شأنه حفز توجه السيولة لتلك الاسواق وذلك بتخفيض اسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية متجاهلين ما قد يحدثه ذلك من زيادة الضغوط التضخمية والتي في ما يبدو ستكون ذات اولوية اقل في التعامل على المدى القريب والمتوسط حتى يعود لاسواق الاسهم استقرارها المطلوب.
سوق الاسهم السعودي وبالرغم من صدور نتائج الكثير من المصارف المؤثرة والتي اظهرت تحسنا ملموسا في نتائجها المسجلة لهذا العام ولهذا الفصل الا ان ذلك لم يشفع لاسعار اسهمها من التهاوي بل انها تفاعلت معها بصورة معاكسة وهبطت لمستويات متدنية متأثرة بحركة المؤشر العام وبقية القطاعات، وقد نتج عن ذلك تسجيل قاع جديد بعد القاع السابق الذي سجل منذ انهيار فبراير 2006 والذي كان عند مستويات 6767 حيث هبط المؤشر الى مستوى 5696 نقطة الا انه ارتد ارتدادا قويا واقفل منخفضا بتسعين نقطة واقفل عند مستوى 6208، وذلك بعد تصريح نائب محافظ مؤسسة النقد حول عدم تورط البنوك او الاستثمارات السعودية بأزمة الرهن العقاري اضافة الى البيان الصادر عن مصرف الانماء والذي اوضح فيه عدم وجود أي استثمارات للمصرف في الخارج وان جميع استثماراته داخليا ضمن الاوعية الاستثمارية منخفضة المخاطر والتي تتوافق مع احكام الشريعة الاسلامية.
وربما يشهد سوق الاسهم السعودي مزيدا من التحسن جراء الدعوة التي اطلقها كبير الاقتصاديين بصندوق النقد الدولي بإجراء المزيد من خفض الفائدة لتفادي الركود الاقتصادي. ويتوقع ان تحذو مؤسسة النقد حذو المصرف المركزي الامريكي وتجري تخفيضا آخر على نسبة الفائدة لكن الامر يتطلب ان يشمل التخفيض نسب الفائدة على الودائع ايضا من اجل تحفيزها على الخروج من الودائع البنكية والاستثمار بسوق اصبحت مكرراته مغرية للغاية ووصلت الى مستويات الشراء الآمن، وخاصة بعد ظهور النتائج الايجابية للبنوك التي ستكون عامل اطمئنان للاستثمار بها. كذلك يتطلب الامر قيام هيئة سوق المال بإعلانها عن إلغاء طرح أي اكتتابات جديدة خاصة بعد التشبع البالغ بسوق الاصدارات الاولية الذي لم يؤد الكثير منها الى النتائج المتوخاة فمثل هذه الخطوة ستعيد التوازن في عودة السيولة التي فقدها السوق لدرجة اصبحت تمثل انيميا حادة شلت من تحركاته بل وادت الى تناقص الاسعار بسبب زيادة المعروض من الاسهم دون وجود حوافز كافية لزيادة الطلب عليها.
ومن الناحية الفنية وبعد الايام السود وبعد اغلاق الاربعاء والذي ارتد معه المؤشر يمكن اعتبار ذلك الارتداد بداية تكوين موجة صاعدة فرعية قد تزيد وتيرة حدتها اذا ما صاحبها ظهور نتائج واخبار ايجابية مثل تخفيض نسب الفائدة على الودائع وامكان زيادة القروض بفوائد منخفضة، ويتوقع ارتداد المؤشر بإذن الى الله الى مستويات السبعة آلاف نقطة خاصة اذا ما تمكن من اختراق حاجز المقاومة الاولى عند 6720 ليصبح مستوى 7034 نقطة مقاومة اخرى تمثل نسبة 23% من فيبوناتشي، الاستقرار فوق تلك النقطة يحدث وضعا مغايرا سنتحدث عنه بإذن الله في حينه، بينما اخفاق المؤشر في تجاوز نقاط المقاومة المذكورة سيعيد اختبار دعمه السابق ربما من اجل تكوين دعم جيد للمؤشر عند مستوى 5700 نقطة ليبدأ منها المؤشر من تكوين موجة صاعدة متوسطة المدى تستهدف العودة الى مستويات التسعة آلاف نقطة.