بعد أيام من إيقاف الصحيفة في سوريا .. مدير مكتب "الحياة" في دمشق يشرح أسباب استقالته

دمشق (سبق) وكالات :
قال مدير مكتب صحيفة "الحياة" المستقيل في دمشق إبراهيم حميدي إنه قدم استقالته لأنه بدأ يلمس "وكأن ثقل الموقف السياسي يخيم بظلاله على السياسة التحريرية للحياة.. حاولت مرات عدة الإشارة إلى ذلك. كان هناك تعاون من بعض الزملاء والأصدقاء إلى أن بدأت أشعر أن هامش التعاون بدأ يضيق لمصلحة طغيان سياسة مسبقة".
وكانت السلطات السورية قد منعت في الأسبوع الماضي دخول وتوزيع صحيفة الحياة في سوريا في خطوة أثارت كثيرا من التساؤلات.
وقال حميدي في افتتاحية كتبها في جريدة "الوطن" السورية شبه الرسمية اليوم الثلاثاء: "استقالتي من الصحيفة جاءت في الوقت المناسب تماما".
وأضاف: "لو استقلت قبل أسابيع لكان ذلك مبكرا لأنني كنت قادرا وقتذاك على تقديم تغطية معقولة للأحداث بفضل تعاون السلطات الوطنية بحيث يكون الموقف السوري حاضرا في جريدة نخبوية تصدر في لندن وتوزع في معظم أنحاء العالم وتقرأ من صناع القرار".
وقال مراقبون مطلعون إن الحياة توزع في سوريا 1500 نسخة يوميا.
وأوضح أنه لو أجل استقالته بضعة أسابيع "لكان القرار متأخرا جدا. ربما كنت وقتها جزءا من شيء لا يشبهني".
وتابع: "لست ساذجاً كي أظن أنني قادر على تغيير سياسة الحياة ولست ساذجا كي أظن أنني قادر على فرض المواقف السورية على سياستها التحريرية لكن بالتأكيد أملك قرارا لأخرج من مشروع كهذا قبل أن يبتعد كليا من قناعاتي".
وأضاف حميدي أن التعاون السوري ساهم في الإبقاء على جريدة الحياة "جريدة معتدلة وغير متشنجة كما حصل في صحف عربية أخرى في السنوات الأخيرة".
واتهم حميدي في افتتاحيته صحفا مصرية بينها "روزاليوسف" بشن حملة على مكتب الحياة في دمشق وعليه شخصيا بسبب تغطية الحياة "لكل من القمة العربية في دمشق في مارس الماضي والمشاركة "المميزة" للرئيس السوري بشار الأسد في القمة المتوسطية في باريس والقمة الرباعية وزيارة الرئيس (الفرنسي) نيكولا ساركوزي إلى دمشق".
وكان مدير مكتب صحيفة الحياة في بيروت زهير قصيباتي أكد في وقت سابق أن السلطات السورية قررت منع توزيع الصحيفة في سوريا حتى إشعار آخر دون أن توضح سبب هذا القرار.
وأوضح قصيباتي أن صحيفة الحياة تخضع باستمرار للرقابة في سوريا وأحيانا تمنع أكثر من مرة في الشهر من دخول البلاد.