اختلاسات مركز نجران تفتح ملف الرقابة وأوجه القصور
دعوات لمراجعة إجراءات الصرف ومحاسبة المتجاوزين في التأهيل الشامل والضمان والخيريات

عدنان الشبراوي- جدة، بريدة، فهد الرياعي- ابها، منصور مجلي- جازان، سعود الحارثي-الطائف
ألقى كشف اختلاس مبلغ ستة ملايين ريال كانت مخصصة لمعاقين من مركز التأهيل الشامل في نجران.. ألقى بظلاله على أوجه القصور والخدمات التي تقدمها الجهات المعنية للضعفاء وأصحاب الاحتياجات الخاصة.. كما فتح ملف الرقابة وآلياتها وضمان وصول المستحقات لأصحابها الحقيقيين والعقوبات المقررة بحق المتلاعبين. في هذا الشأن دعا الخبير الاجتماعي احسان صالح الى ما اسماه مراجعة الخطوات والتحقق من كفاءة وسلامة الاجراءات الخاصة باعتماد الصرف للحالات الخاصة داعياً الى تكوين لجنة تحقيق محايدة للنظر في المخالفات المنسوبة.وبين احسان عدداً من السيناريوهات التي يلجأ اليها بعض ضعاف النفوس مثل ادراج معاقين متوفين في كشوفات الصرف.. أو الزج بمعاقين تم تأهيلهم وحصلوا على وظائف في قوائم المستفيدين. وشرح الخبير الاجتماعي احسان آليات الصرف والاستحقاق ومنها تقدم المعاق عن طريق اسرته لفروع الشؤون الاجتماعية بطلب الاعانة حسب درجة الاعاقة ويتم فحص الطلب عن طريق مختصين اجتماعيين والاطلاع على التقارير الطبية ومباشرة الحالة ميدانياً وبعد ذلك يتم رفع الامر للوزارة مسنوداً بتقرير متكامل.
تجاوزات محتملة
ومن جانب آخر لم يستبعد الدكتور علي الحناكي مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة حدوث تجاوزات أخرى مماثلة في بعض الفروع.. وطالب بإعادة النظر في اجراءات الصرف ليس للمعاقين فحسب بل في كل الجمعيات الخيرية ومكافآت الأيتام ومكاتب الضمان.
وأضاف: ان ما حدث في نجران يشير الى وجود خلل في الاجراءات.
وفي هذا الشأن دعا أهالي المصابين بإعاقات جسدية وذهنية في بريدة الجهات المعنية بإعادة هيكلة مراكز التأهيل والارتقاء بمستوى الخدمات.
وقال بندر السلامة ان اثنين من اشقائه يعانيان من اعاقة شديدة بسبب مرض غامض وقام بإلحاقهما بمركز التأهيل في بريدة ولم يستجب الاثنان للعلاج وهما غير راضين بمستوى خدمات المركز.
ومن جانبه قلل احمد الصالح من اهمية ودور مراكز التأهيل الشامل مستدلاً بتجربة ابنه المعاق الموجود في مركز يعاني من اوجه نقص حادة في الاطباء.
انتقاد دور المراكز
ويتحدث مواطنون في عسير عن اوجه قصور واضحة في فروع الشؤون الاجتماعية خاصة مراكز التأهيل الشامل التي تعجز عن استيعاب اعداد المستحقين وكذا الحال في دور الايتام وذكر احد المواطنين ممن يتلقون العلاج في التأهيل الشامل ان المركز يقع في الطابق الثاني ويعاني المرضى كثيرا في الصعود.
وينتقد اخرون المصاعب التي يواجهها المستحقون في التعامل مع الضمان الاجتماعي وما اسموه اجراءاتها الطويلة.
وتروي الارملة فاطمة تجربتها حيث تم ايقاف الاستحقاق الذي بقي معلقا لاكثر من عام بحجة ان المبلغ تم صرفه لزوجها الراحل.
الصرف لغير المستحقين
ويشير اخرون ان بعض الشباب القادرين على العمل يتقاضون مستحقات من الضمان على حساب المستفيدين الحقيقيين.
المراكز تدافع
التجاوز الذي حدث في مركز التأهيل بنجران دفع بعدد كبير من المراكز لتسليط الاضواء على انشطتها وفي جازان اشار مصدر ان مركز التأهيل يتولى رعاية اصحاب الظروف الخاصة من خلال المعونات والمخصصات الاجتماعية مع وجود بعض المشاكل مثل المراجعة الجماعية وقلة اعداد الموظفين وعدم وجود الاسرة الكافية لاستقبال الحالات ومع ذلك فان النزلاء لايعانون من مشاكل مالية أوترفيهية!
ومن جانبه ذكر حسين العبادي مدير مركز التأهيل الشامل في الطائف ان ادارته تشرف على رعاية اكثر من 200 معاق تقدم لهم كافة انواع الرعاية.. وهناك بعض النزلاء يبقون في المركز مدى الحياة.
واضاف ان الأسر التي لاترغب في اقامة ابنائها المعاقين في المركز تصرف لهم مبلغ عشرة الاف ريال مؤكدا ان الصرف يتم عن طريق الحسابات البنكية.