[سعود المسعودي]

بمشاركة نسائية ومن خلال توظيف طريقة ضوئية تعتمد على تقنية الليزر
فريق علمي بجامعة الملك سعود يكتشف بصمة حيوية لتحديد سرطان الرئة


عبدالمحسن الحارثي - الرياض
توصل فريق بحثي بجامعة الملك سعود الى انجاز علمي عالمي بالكشف عن بصمة حيوية لتحديد سرطان الرئة. اعلن ذلك مدير الجامعة الدكتور عبدالله العثمان في مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر امس في مقر الجامعة مؤكدا ان هذا الاكتشاف يضاف الى انجازات مملكة الانسانية في شتى المجالات. وقال ان الجامعة ستتوسع في أعمال البحث في مقرها الرئيسي بالرياض لتتفرغ الفروع للجوانب التعليمية مشيرا الى وجود 73 كلية تابعة للجامعة خارج الرياض. وامتدح د. العثمان مشاركة المرأة السعودية في هذا الانجاز الطبي مؤكدا ان ذلك يدل دلالة واضحة على قدرة المرأة على النجاح والتميز. واضاف ان 57% من اقتصاد العالم اقتصاد معرفي لذلك ليس أمامنا سوى ان نسلك هذا الطريق مشيرا الى ان التوقعات تشير الى ان قيمة الاقتصاد المعرفي سترتفع عام 2015 الى حوالى 2600 مليار دولار. واختتم العثمان كلمته بأن هذا الانجاز سيسجل كبراءة اختراع وسيتم تكريم العلماء الذين كانوا وراءه من قبل ولاة الأمر. عقب ذلك استمع الحضور الى شرح عن هذا الانجاز من الدكتور عوض الجهني عميد كلية العلوم الذي أوضح ان فريقا علميا بالكلية اكتشف بصمة حيوية (Biomarker) لتحديد سرطان الرئة بواسطة مجموعة من العلماء والباحثين وطلاب الدراسات العليا, والفريق البحثي المكون من البروفيسور فاديفيل مسلماني والدكتور محمد الصالحي والدكتور عبدالله الضويان وطالبتي الدراسات العليا نادية الدليلي ووفاء الصالح من قسم الفيزياء والفلك بكلية العلوم والدكتور عبدالرحمن الذياب والدكتور محمد العقيلي والدكتور محمد الحجار من المستشفى الجامعي. وتشير الدراسة الى ان بصمات السرطان الحيوية عبارة عن بروتينات توجد محملة في بلازما الدم نتيجة للنشاط الأيضي غير الطبيعي لخلايا السرطان وجميع هذه البصمات تقاس بطرق كيموحيوية. وقد قام البروفيسور مسلماني والفريق البحثي بتوظيف طريقة ضوئية تعتمد على الليزر لتحليل البصمات الحيوية تلك والموجودة في بلازما الدم والبول واللعاب. وبنيت الدراسة على خبرة تمتد لمدة خمسة عشر عاما في جامعة الملك سعود وفي جامعة أنّـا (Anna) بالهند وكندا وايطاليا واعتمدت على تحليل الدم لأكثر من 3300 مريض بالسرطان و2800 عينات سليمة. وسميت هذه الطريقة تشخيص السرطان بالليزر, وكل ما تحتاجه هذه الطريقة 5 مللتر من الدم و 5 مللتر من البول لانسان صائم للتأكد ما اذا كان الشخص مصابا بالسرطان في أي جزء من جسمه وفوق هذا تم اكتشاف بصمة محددة محملة فقط في بلازما الدم ولعاب المريض بسرطان الرئة هذه البصة موجودة في 83% ومن لعاب المصاب بسرطان الرئة وتغيب تماما في الاشخاص السليمين.
وبين ان هذه البصمة لاتوجد في المصابين بالانواع الاخرى من السرطان ولذا فهي طريقة مناسبة فقط لسرطان الرئة والامتداد الطبيعي لهذا الاكتشاف ان هذه البصمة المحددة محملة جزئيا في 20 الى 60% من الاشخاص المدخنين لفترات طويلة وهي علامة قوية على قابليتهم للسرطان ولهذا يمكن الحكم على التلف الحاصل بالرئة لهؤلاء المدخنين وبالتالي يمكن اقناعهم بالحقائق والارقام بأنهم معرضون خلال سنتين او ثلاث للسرطان.
وتكمن اهمية هذه النتئاج في نقطتين: اولهما انه لايوجد سابقا بصمة مؤكدة مثل تلك لسرطان الرئة مما يعني فتح بعد جديد لتشخيص هذا المرض والثانية ان هذا البحث تم بالتعاون بين باحثين وطالبات دراسات عليا في قسم الفيزياء بكلية العلوم وكذلك باحثين من مستشفى الملك خالد بالجامعة اضافة الى التعاون البحثي مع باحثين في الهند وامريكا مما يعطي اهمية بالغة في هذا الاكتشاف النوعي للباحثين وللجامعة.
يذكر ان اعضاء فريق البحث يعملون على تسجيل براءة اختراع في الولايات المتحدة واوربا وتتعاون المجموعة حاليا مع الدكتور “الانغو” من شركة “تندر” بولاية فرجينيا في الولايات المتحدة كما تتعاون المجموعة مع مركز تشخيص السرطان في الهند.
واوضح د. مسلماني ان البحث استمر 15 سنة وتمت تجربته على ثلاثة الاف مريض و 2800 شخص عادي والف مريض بسرطان الرئة وجاءت النتائج مبشرة بحيث يمكن الكشف عن المرض في مراحله الاولى ولايستغرق الكشف على المريض سوى بضع دقائق.
وتوقع ان يأتي اليوم الذي يكون فيه الكشف عن سرطان الرئة كالكشف عن مرض السكر من خلال جهاز الكتروني سريع.
بعد ذلك اعلن وكيل الجامعة الدكتور علي سعيد الغامدي عن تقديم مبلغ خمسين الف ريال من مدير الجامعة لفريق البحث العلمي مؤكدا انه اقل ما يمكن تقديمه للعلماء المستقبل.