يتوقعها الخبراء بسبب تغلغل المياه بين الطبقات الصخرية
هـزات أرضيـة في بحـيرة المسـك

عيد الحارثي - جدة
توقع عدد من المهتمين بالبيئة أن تتفاقم أخطار بحيرة الصرف الصحي شرق الخط السريع “اذا لم يتم تداركها” لتحدث هزات ارضية محدودة واقترحوا نقلها الى شرق موقعها الحالي في مناطق منبسطة ارتفاعها لا يزيد على مستوى سطح البحر ولايقل بعدها عن 50 كلم عن مدينة جدة كحل لها وبينوا امكانية استغلال البحيرة في أكثر من نشاط كانتاج العلف الحيواني وتخفيف من درجة تلوث الجو في جدة بامتصاص ثاني اكسيد الكربون من الجو بزراعة النباتات.
الدكتور علي عدنان عشقي من كلية البحار بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة حذر من اخطار بحيرة الصرف الصحي شرق الخط السريع واثاره المستقبلية على بيئة جدة وبنيتها التحتية مع تزايد ارتفاع منسوب المياه الجوفية ومستوى المياه في البحيرة والسد الاحترازي وتوقع ان تحدث البحيرة الاصطناعية هزات ارضية محدودة بسبب تفاعل مياه الصرف الصحي بين الطبقات الصخرية اسفل البحيرة ما قد يتسبب في تغيير خواصها الفيزيائية والكيميائية والثاني النقل للمياه على الطبقات الصخرية والتي يزيد وزنها على40 مليون طن وكلا العاملين ينشطان في خطين متوازيين ما يزيد من احتمال تعرض مدينة جدة والقرى المحيطة بها لموجات من الهزات الارضية.
ويرى عشقي ان بحيرة المسك هي السبب لمشكلة المياه الجوفية في مدينة جدة وتأثيرها يظهر جليا في مطار الملك عبدالعزيز والمناطق والاحياء التي تقع شرق الخط السريع.
وبين ان الحل هو نقلها الى شرق موقعها الحالي في مكان لايقل 50 كلم عن المحافظة في منطقة منبسطة ارتفاعها لايزيد على مستوى سطح البحر مؤكدا ان تكلفة ذلك الحل يقل كثيرا عما تم انفاقه في مكافحة حمى الضنك التي تجاوزت الف مليون ريال الى ذلك اشارت دراسات قامت بها هيئة المساحة الجيولوجية الى ان سطح تلك البحيرة ارتفع الى 135م فوق مستوى سطح البحر وباتت تحجز نحو 17 مليون متر مكعب من المياه الملوثة نتيجة التفريغ اليومي المتكرر للعدد الهائل من صهاريج مياه الصرف والمجاري فيها بعمق يصل الى 7 امتار في بعض المواقع.
واوضح تقرير ان حمولة المياه الملوثة التي كانت تفرغ في البداية لم تكن تتجاوز 500 متر مكعب يوميا ثم تضاعفت الكمية تدريجيا الى ان وصلت الى 60 الف متر مكعب يوميا الامر الذي رفع هاجس الخطر من البحيرة والسد الاحترازي.
مدير عام مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية عادل عبده يرى ان مياه الصرف في بحيرة المسك يمكن استغلالها في اكثر من نشاط مثل انتاج العلف الحيواني والاستفادة من اراض تعتبر من الدرجة الثالثة والرابعة وتحويلها الى اراض زراعية تخفف التلوث في اجواء جدة وتخفف درجة تلوث جو جدة بامتصاص ثاني اكسيد الكربون من الجو بزراعة النباتات وانشاء مناطق خضراء بمنطقة مكة - جدة وهناك طرق للاستفادة من هذه المياه بعد المعالجة سواء كانت المعالجة اولية او ثنائية او ثلاثية فاذا كانت المعالجة اولية يمكن الاستفادة منها في زراعة اشجار لانتاج الاخشاب كما يمكن استخدام المياه المعالجة اوليا كذلك في انتاج زيت الهوهوبا وهو ينتج من بذور شجيرة الهوهوبا التي عملت عليها جامعة الملك عبدالعزيز كلية الارصاد وزراعة المناطق الجافة اكثر من عشر سنوات في ابحاث زراعية في جميع انحاء المملكة واثبتت نجاح زراعة هذه النبتة التي تعطي زيتا غالي الثمن ومطلوب عالميا لاسباب عدة منها انه من افضل زيت لعملية تشحيم المكائن والمعدات المهمة مثل الاسلحة والصواريخ ومراكب الفضاء والساعات والاجهزة ذات الحركة السريعة لان هذا الزيت غير قابل للتلف مع الاحتكاك ويمكن زراعة النبتة في المناطق حول جدة ومكة باستخدام مياه معالجة اوليا من مياه الصرف الصحي.
وكذلك بالامكان زراعة نبات البهين وهو نبات عربي من الجزيرة العربية وكان الفراعنة يستعلمونه في تجميل النساء والتحنيط والغذاء بعد ان يستوردوه من الجزيرة العربية وهذا الزيت الثمين ينتج من عصر البذور التي تعتبر من افضل الاغذية على الاطلاق لسكان المناطق التي تعاني من المجاعة لاحتواء بذوره على نسبة عالية جدا من البروتين والكالسيوم العناصر الغذائية الهامة وقد نجحت زراعة هذه الشجرة حول المدينة المنورة والعلا.