أهل القتيل تنازلوا عن ثلاثة ملايين وعفوا دون شروط
1500 شخص و20 حالفا يطوون خلاف الدم بين آل علي وآل عبدالله بخميس مشيط
علي فرحان - خميس مشيط
طوى مشايخ قبائل شهران وقحطان أمس خلافا استمر ثلاث سنوات بين آل علي وآل عبدالله اثر مقتل مفلح بن علي بن عبدالله آل مظافرة الشهراني بطعنات من عمه مفلح بن علي بن جبار آل مظافرة الشهراني في احدى صالات الافراح بمحافظة خميس مشيط حيث تم نقل المطعون الى المستشفى الا ان المنية كانت أسرع.
وقد تجمع أمس عدد كبير من مشايخ ووجهاء قبائل شهران وقحطان وتوجهوا عند السابعة والنصف صباحا بقيادة الشيخ عبدالعزيز بن سعيد بن مشيط محافظ خميس مشيط سابقا الى حيث يقيم اهل القتيل طلبا للعفو. وفي البدء ألقى عدد من المشايخ كلمات وعظية عن فضل العفو والاصلاح وقطع دابر الفتنة. وبعد أخذ ورد وافق أهل الدم على العفو ولكن بثلاثة شروط هي دفع مبلغ ثلاثة ملايين ريال وحلف اليمين من 20 شخصا من ذوي القاتل وان يبيع القاتل بيته في القرية ويغادرها الى غير رجعة.
وتدخل مشايخ القبائل طالبين من اهل القتيل اعادة النظر في شروطهم.
ومرت لحظات عصيبة بين ترقب لما يمكن ان يحدث غير ان الوسطاء نجحوا في اقناع اهل الدم بالعفو لوجه الله سبحانه وتعالى.
وبالفعل تقدم عبدالعزيز بن مفلح بن علي آل مظافرة ابن القتيل (20 عاما) قائلا: «عفوت عن قاتل أبي لوجه الله تعالى.. فالقاتل جدي والمقتول والدي.. ان رفعناها في الشارب وان أنزلناها في اللحية».
واضاف بكلمات ابكت الحاضرين: «عفونا عنه لا نرجو سوى مثوبة الله عز وجل وأسأله سبحانه وتعالى ان يعينني على تحمل مسؤولية عائلتي المكونة من ثمانية أشخاص».
وقدم مشايخ القبائل خمسمئة ألف ريال هدية لأهل الدم سلمها لابن القتيل الشيخ عبدالعزيز بن مشيط وحدد المشايخ قبيلا يضمن عدم المنازعات بين الطرفين وقدموا له عشرة الاف ريال هدية.
ودعا الحضور الذين قدر عددهم بحوالى ألف وخمسمئة شخص لاهل القتيل على موقفهم النبيل وحسن استقبالم لأهل القاتل في أجواء سادتها روح المحبة والتسامح.
وعبر الشيخ ابن مشيط والذي كان طرفا اساسيا في تقريب وجهات النظر عن شكره لاطراف النزاع مؤكدا ان هذا الصلح لا يستغرب وهو من شيم القبائل والمعروفة بأصالة معدنها وعاداتها وتقاليدها.
تواجدت في موقع الصلح الذي استمر نحو خمس ساعات الدوريات الامنية بقيادة مدير شرطة وادي بن هشبل العقيد سعيد بن عبدالرحمن بن غاصب ومدير شرطة يعرى الملازم أول خالد بن سعد بن لدنه.