عرّاف يحول حلم فتاة إلى.. جحيم
سمر مشخوج - عمان
كغيرها من فتيات الثلاثين كانت تحلم بأن يدق العريس بابها في يوم من الايام التي كانت تسير عليها مسرعة.. ومعها يدب الخوف من أن يفوتها قطار الزواج مع مرور السنين في حين كانت ترى قريناتها في المنطقة التي تسكنها قد تزوجن.. وشعرت الأم ذات القلب الحنون بقلق إبنتها وتوترها مع طول الانتظار دون طارق للباب.. فهداها تفكيرها للقيام بإصطحابها الى أحد العرافين المعروف بالصلاح ليجد حلا لإبنتها.. ولكنها لم تدر ان ذلك سيكون بداية الجحيم للعائلة وأن كل احلامها ستصبح رمادا اسود.
شيطان الرحم
ذهبت الأم وإبنتها للرجل.. وبدأت تتردد عليه بإستمرار برفقة والدتها.. ولكن في أحد مراحل العلاج أشار لها بأن ثمة شيطانا يرقد في رحمها ولابد من استئصاله!! فكانت هذه بداية النهاية ليمارس الجهل سطوته.. فرضخت الفتاة لما اعتقدت انه لامفر منه.. وما هي إلا شهور قليلة حتى اكتشف الأهل انتفاخ بطن ابنتهم.. ولم يعلموا بالشراك التي وقعت فيها والتضليل الذي تعرضت له من الرجل المخادع.
وعندما علمت الشرطة بالأمر أودعتها السجن أو ما يسمى مركز الاصلاح حفاظا على حياتها وحماية لها من القتل أو الإيذاء.. لتمكث فيه سبعة أشهر حتى وضعت حملها.
في إثر ذلك لم تتوقف توسلات الأسرة لإدارة مركز الاصلاح للإفراج عن إبنتهم بضمانات ألا يمسها أي سوء ليتم في ضوء ذلك الافراج عنها لتبقى خاضعة لرقابة الشرطة.
وعند خروجها ووصولها لدارها تفاجأت الفتاة براية سوداء معلقة على سطح بيت أهلها.. في إشارة الى ان هناك عارا فيه لابد من غسله.
استرداد الشرف
ودخل الاشقاء في تفكير لغسل هذا العار الذي لحق بالعائلة.. ويروي أحدهم- بعد أن عاد من سفره وبعد سماعه مباشرة نبأ أخته- تفاصيل الخطة وقال: لم أتحمل وقع الصدمة التي عقدت لساني، فأنا أكثر الناس معرفة بأخلاق شقيقتي، فهي التي ربتني، وأنا أكن لها محبة لاتوصف، وكنت أخصها بالهدايا، وأتعاطف معها لأنها لم تتزوج..
لم أتحمل النبأ فحزمت أمتعتي وتوجهت إلى عمان لأشارك أفراد الأسرة كارثتهم، وفي غضون ذلك تقدمت باستقالتي من العمل بانتظار (الموقعة الكبرى).
واضاف: أعددت أنا وأشقائي خطة تقضي بإقناع إدارة السجن لأجل الإفراج عن شقيقتنا لقاء ضمانات بعدم التعرض لها بأذى، وبعد أسبوع سأقوم بتنفيذ العملية.. وأمضينا الأسبوع الأول في جو من التوتر العصبي المرعب، ولم نكن نقوى على الخروج من المنزل خشية نظرات الجيران والأقارب الذين كانوا يتوقعون أن نطلق النار على رأس شقيقتنا في اللحظة الأولى لخروجها من السجن.
فقد كان أسبوعا ثقيلا وفي ظهيرة اليوم الثامن دعوت شقيقتي لاصطحابها في نزهة ولإدخال الطمأنينة إلى قلبها طلبت منها أن تتزين وتعد نفسها جيدا، فخرجنا لنتجول في شوارع العاصمة ثم توجهنا الى منطقة خلوية، وطلبت منها ان تترجل من السيارة، فأحست بالخوف، وسألتني: لماذا جئت الى هنا، فقلت لها لا لشيء، فظلت تسأل السؤال نفسه وأنا لا أصدقها القول، حتى فار دمي فأخرجتها من السيارة عنوة، وطرحتها أرضا وأشهرت المسدس أمامها فصارت تتوسل بي وتقبل ساقي: قائلة "لاتقتلني ياخوي، أنا والله بريئة، كل الحق على ابن الحرام اللي خدعني".
وبقيت تردد العبارة نفسها فيما كان عويلها يرتفع، وصرخاتها وتوسلاتها تمزقان الفضاء، وفي لحظة خشيت فيها أن أضعف عاجلتها برصاصة أخطأت رأسها وأصابت عنقها وظلت تصرخ وتستغيث فأفرغت ما في مسدسي في رأسها حتى هوت جثة هامدة، وبسرعة الريح تحركت بالسيارة، وخلفت (القتيلة) ورائي لأزف البشرى لأشقائي الذين عندما شاهدوا الدماء تغطي ملابسي أطلقوا الزغاريد واصطفوا لاستقبالي وتهنئتي وتقبيلي، فيما صعد شقيقي الأصغر الى سطح المنزل واستبدل الراية البيضاء بالراية السوداء دلالة على غسل عار العائلة واسترداد شرفها.