الإمارة وحقوق الإنسان تتابعان التحقيق في حريق سجن الأحساء

أسر النزلاء بانتظار تطمينات عن أبنائهم داخل السجن (تصوير: حسن بوجبارة)
الأحساء: عدنان الغزال، حسن بوجبارة
أشارت التحقيقات الأولية، الخاصة بحريق سجن الأحساء الذي أودى أول من أمس بحياة 7 من النزلاء وأصيب فيه 11 آخرون بينهم 3 من رجال الأمن إلى استخدام بقايا السجائر في إشعال البطانيات ومن ثم امتداد النيران داخل العنبر. وقال مدير عام السجون اللواء علي بن حسين الحارثي إن التحقيقات أشارت كذلك إلى أن الخلاف بين السجناء دفعهم للإقدام على هذه التصرفات ومن ثم إشعال النيران في البطانيات.
وقال بيان صادر عن إمارة المنطقة الشرقية أمس إن أمير المنطقة الأمير محمد بن فهد وجه بالتحقيق في الأحداث المؤسفة والرفع بنتائجها.
إلى ذلك، كلفت هيئة حقوق الإنسان مدير فرعها بالشرقية بمتابعة القضية مع المسؤولين والتعاون في هذا الشأن مع الإدارة العامة للسجون.
--------------------------------------------------------------------------------
تدخلت إمارة المنطقة الشرقية في متابعة حادثة سجن الأحساء، ووجهت ببدء تحقيق فوري في الحريق الذي أودى بحياة 7 من نزلاء السجن وأصاب 11 آخرين بينهم 3 من رجال الأمن.
وقال بيان صادر عن إمارة المنطقة إن أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد وجه صباح أمس الاثنين بالتحقيق في الأحداث المؤسفة التي شهدها سجن محافظة الأحساء مساء أول من أمس الأحد والتي نتج عنها عدد من الوفيات والإصابات بين النزلاء، لمعرفة ملابساتها بشكل عاجل، والرفع بالنتائج.
كما وجه الأمير محمد المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية بتقديم كافة الخدمات الصحية اللازمة للمصابين في كافة مستشفيات المنطقة، داعياً الله أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته ويمن على المصابين بالشفاء العاجل.
وبدأت لجنة التحقيق أعمالها صباح أمس الاثنين بالوقوف على مسرح الحادث وجمع أقوال الحراسات الأمنية المناوبة والنزلاء في بقية العنابر في حين عملت الأدلة الجنائية على رفع البصمات والأدلة وجمع المعلومات من مسرح الحادث، حيث حصلت اللجنة المكلفة على مقاطع التقطتها كاميرات المراقبة داخل السجن للحظات الأولى من وقوع الحادث، والتي ستسهم في سرعة التوصل إلى نتائج إيجابية ستقود فريق التحقيق المكلف للتوصل إلى كشف ملابسات الحادث وقد تحفظت عليها.
كما وجه نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد شكره للجهات الأمنية والدفاع المدني على الجهود التي بذلوها للسيطرة على الحريق، داعياً الله أن يرحم المتوفين وأن يمن بالشفاء على المصابين في الحادث.
من جهته قال مدير عام السجون اللواء علي بن حسين الحارثي إن التحقيقات الأولية لأسباب الحريق تشير إلى حصول خلاف بين بعض السجناء في العنبر فيما بينهم، الأمر الذي أدى إلى افتعال مثل هذه التصرفات، وإشعال النيران في البطانيات، ويرجح أن يكونوا قد استخدموا بقايا سجائر في إشعال النيران داخل العنبر، باعتبار أن تدخين السجائر مسموح للسجناء، مشيرا إلى أنه تم السماح للنزلاء بالاتصال بذويهم لتطمينهم، فيما تم التوجيه بالتوفير الفوري لمستلزمات العنابر بدلاً عن المستلزمات التي تضررت جراء الحريق.
وأكد اللواء الحارثي أن عدد النزلاء داخل العنبر لحظة وقوع الحريق بلغ 400 نزيل، في حين أن العنبر مخصص لنزلاء قضايا المخدرات، مؤكداً أن اللجان المعنية بالتحقيق ستكشف خلال الفترة القادمة الأسباب الحقيقية وراء الحادث، وتحدد المتورطين فيه.
وفي سؤال لـ "الوطن " حول عدد المناوبين في الحراسات الليلية داخل سجن الأحساء بين اللواء الحارثي أن عدد المناوبين في الحراسات الليلية مرتبط بعدد الأماكن التي تحتاجها المناوبة، وليس هناك عدد محدد بقدر ما هي نقاط محددة، هي التي تحدد الأعداد المطلوبة للحراسات الليلية.
وتوقع اللواء الحارثي خروج بعض المصابين اليوم وغداً ونفى علمه عن خلاف قائم منذ عدة أيام بين النزلاء، مؤكداً أنه سيتحرى وسيبحث ذلك مع المسؤولين في إدارة السجن، وكشف أن إصلاحية الأحساء تشهد تطويرا ضمن الخطط التطويرية التي تشهدها الإصلاحيات في جميع مناطق المملكة حيث سيكون ذلك مواكبا لتطوير العمل في الإصلاحيات وبما يتناسب مع تأهيل النزلاء وإعادتهم أعضاء صالحين في مجتمعهم.
كما كشف اللواء الحارثي عن إنشاء إصلاحية جديدة مطلع العام المقبل في محافظة الأحساء أشبه بالمدينة تصنف ضمن الإصلاحيات فئة( ج ) وتبلغ مساحتها مليون متر مربع وتشتمل على كافة الاحتياجات والخدمات التي تحقق الأهداف المنشودة من إنشائها، مؤكداً وجود 16 إصلاحية يتم العمل على إنشائها تتسع كل واحدة منها لـ 700 نزيل، في حين أن مبنى سجن الأحساء الحالي سيتم تخصيصه للإيقاف وليس للسجن، وأن المبنى الحالي يضم مخارج للحالات الطارئة وصفها بالمناسبة.
من جانبه، عبر المتحدث الإعلامي لهيئة حقوق الإنسان الدكتور زهير الحارثي لـ "الوطن" عن أسف الهيئة لما حدث في سجن الأحساء، وأكد تطلع الهيئة للتحقيقات التي تجريها وزارة الداخلية وهي على ثقة بأن هناك توضيحا للحقائق ومحاسبة للمتسببين.
وأكد الدكتور الحارثي أن رئيس هيئة حقوق الإنسان كلف مدير فرع الهيئة بالمنطقة الشرقية بمتابعة القضية مع المسؤولين والتعاون مع الإدارة العامة للسجون، مشيراً إلى ثقة الهيئة في أن الجهات المعنية سوف تتفاعل معهم لتوضيح الحقائق، وأن ما حدث لن يتكرر في أي سجن آخر بالمملكة من خلال الاستفادة من هذا الخطأ ومن خلال اهتمام وزارة الداخلية لضمان عدم تكراره في أي مؤسسة عقابية أخرى في المملكة.
وقال: إن نظام الهيئة يعطي لها الأحقية في زيارة السجون بالمملكة ومتابعتها، وبعد كل زيارة يتم تسجيل الملاحظات ورفعها للجهات المختصة، مشيراً إلى أن مجلس الهيئة يدرس حالياً خطة لزيارة بقية سجون المملكة من خلال لجنة مشكلة من أعضاء مجلس الهيئة للاطلاع على الأوضاع داخل تلك السجون، مبيناً أن اشتراطات السلامة هي من أولى الملاحظات التي تركز عليها الهيئة خلال زياراتها للسجون، وأضاف " نحن نشعر أن وزارة الداخلية وضعت سجونا جديدة بمواصفات عالية لرغبتها في تحسين وتجديد السجون ونأمل أن تكون جميع السجون بمثل تلك المواصفات.
وكانت المديرية العامة للسجون قد أعلنت في ساعة متأخرة من فجر أمس في بيان توضيحي عن الحادث أنه في تمام الساعة السابعة والنصف من مساء أول من أمس الأحد وقع حريق متعمد في العنبر رقم 1 بسجن محافظة الأحساء نتيجة خلاف بين بعض السجناء.
وأكدت المديرية أن المناوبين قاموا على الفور بتنفيذ الخطة الخاصة بإخلاء السجناء والبالغ عددهم 1275من العنابر في الساحات المخصصة حفاظا على سلامتهم ومحاصرة الحريق حتى تمت السيطرة عليه.
وأكدت في بيانها أن الحادث أسفر عن وفاة 7 أشخاص وتعرض 16 سجينا وثلاثة من رجال الأمن للاختناق نتيجة كثافة الدخان وقد تم نقلهم جميعا إلى المستشفى.
وأشارت إلى أن الجهات المختصة باشرت إجراءات التحقيق في الحادث.
* مشاهدات:
- أسر النزلاء احتشدت أمام بوابات السجن بانتظار أنباء عن مصير أبنائهم.
- اللواء الحارثي زار سجن الأحساء ومستشفى الملك فهد بالهفوف للاطلاع والاطمئنان على صحة المصابين.
- تم تخصيص رقم مجاني للاتصال من أسر السجناء للاطمئنان على أبنائهم وهو 035883333
- سجن الأحساء يضم 1275 نزيلا في 3 عنابر داخلية.
- آليات للدفاع المدني ظلت مرابطة داخل السجن تحسباً لأي طارئ.
- محافظ الأحساء استقبل اللواء الحارثي في مكتبه بعد ظهر أمس، برفقة مدير سجون الشرقية اللواء محمد بن مسفر النفيعي، ومدير شرطة الأحساء العميد غرم الله الزهراني، ومدير الدفاع المدني في الأحساء المقدم محمد يحيى الزهراني، ومدير سجن الأحساء المقدم أنور العبدالقادر.
- توافد منذ وقت مبكر من صباح أمس أعداد كبيرة من ذوي وأقارب السجناء لمقر السجن للاطمئنان على صحة أقاربهم والتأكد من سلامتهم.
- 10 مصابين منومون في مستشفى الملك فهد ومصاب واحد في مستشفى خاص، وحالتهم الصحية مستقرة.