كوشنير ينتقد مواقف دمشق حول الأزمة في اجتماع دولي حول لبنان عقد في الكويت
العرب والغرب يدعون إلى «انتخاب فوري لرئيس جديد دون شروط مسبقة»

الوكالات-الكويت
دعا المشاركون في اجتماع دولي حول لبنان امس في الكويت الى “انتخاب فوري دون شروط مسبقة” لرئيس جديد في لبنان والى “اعادة تحديد” العلاقات بين بيروت ودمشق، الا ان سوريا التي لم تدع للمشاركة اتهمتهم بالسعي الى تدويل الازمة اللبنانية. وجاءت هذه الدعوة في بيان ختامي اصدره المشاركون من دول عربية وغربية في الاجتماع الذي عقد على هامش مؤتمر وزاري دولي حول العراق، وذلك تزامنا مع تأجيل جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان للمرة الـ18، بعد نحو خمسة اشهر من شغور موقع الرئاسة. ودعا البيان الختامي الى “الانتخاب الفوري للمرشح التوافقي، العماد ميشال سليمان (قائد الجيش) رئيسا دون شروط مسبقة”، كما نصت المبادرة العربية لحل الازمة اللبنانية. وانسجاما ايضا مع المبادرة العربية، طلب البيان قيام حكومة وحدة وطنية في لبنان واعتماد قانون جديد للانتخاب يتوافق عليه الاطراف اللبنانيون وتجري على اساسه الانتخابات.
ويعد ميشال سليمان حاليا المرشح التوافقي الوحيد، الا ان انتخابه ما زال متعثرا بسبب الازمة بين الاكثرية المناهضة لسوريا والمدعومة من الغرب، والمعارضة المدعومة من دمشق وطهران.
وبحسب نص البيان بالانجليزية، اعرب المجتمعون عن “استيائهم العميق ازاء استمرار الشلل السياسي في لبنان” مؤكدين ان “لبنان المستقر سيعطي دفعا للسلام وللامن في المنطقة وخارجها”.
ودعا المجتمعون “جميع الاطراف داخل وخارج لبنان الى احترام استقلال وسيادة لبنان” مع التأكيد على الدعم الكامل لحكومة لبنان برئاسة فؤاد السنيورة.
وطالبوا لبنان وسوريا التي يتهمها الافرقاء الغربيون ودول عربية بالتدخل في الشؤون اللبنانية وعرقلة انتخاب رئيس، “باعادة تحديد علاقاتهما وتطبيعها” لاسيما عبر اقامة علاقات دبلوماسية وترسيم الحدود بينهما في ظل جو من “الاحترام المتبادل”.
ومن جانبه اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان نظيره السوري وليد المعلم دعي الى اجتماع حول لبنان في الكويت، لكنه رفض الحضور.
وقال كوشنير للصحافيين «لقد وجهت الدعوة الى المعلم لكنه لم يشأ الحضور».
وهذا اللقاء «غير الرسمي» بين نحو 15 وفدا من دول غربية وعربية اضافة الى عدد من المؤسسات وانتقد كوشنير مواقف دمشق حول الازمة اللبنانية عندما قال بشأن سوريا «اعتقد انها تريد حلا، وانما ليس الحل الذي تريده غالبية اللبنانيين».
واعتبر من جهة اخرى ان لقاءه صباحا مع المعلم لا يتناقض وقرار الرئيس نيكولا ساركوزي تجميد الاتصالات على مستوى رفيع مع سوريا، مؤكدا ان هذا التجميد يتعلق بالزيارات الى دمشق وليس باللقاءات في اطار منتديات دولية.
وخلص كوشنير الى القول «ما ان ينتخب مرشح التوافق من قبل اللبنانيين كرئيس حتى تعود العلاقات بين فرنسا وسوريا الى طبيعتها واكثر».
وبعد الاجتماع حول لبنان، اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي عقب انتهاء المؤتمر الوزاري الموسع حول العراق، ان الاجتماع الذي بدأ حول لبنان في العاصمة الكويتية «في صيغته الحالية»، «اخشى ان يكون هدفه اخراج الازمة اللبنانية من ايدي الامين العام للجامعة العربية باتجاه التدويل».
واعلن وزير الخارجية السوري خلال مؤتمر صحافي في الكويت ان كوشنير قال في لقائهما امس«انه يحبذ حضور سوريا ويلح على حضور سوريا» للاجتماع.
واضاف «قلت له كان يجب قبل البدء بمثل هذا الاجتماع ان تستشار سوريا باعتبارها جارا للبنان، وقلت له انه عندما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية اسماء المجتمعين لم يكن اسم سوريا موجودا»