تعويضات مجزية لأصحاب العقارات المنزوعة في المنطقة المحرمة أمير جازان لـ«عكاظ»: خطة لإزالة 3 ملايين شجرة قات كشف عن توجه لإنشاء مطارين جديدين في المنطقة حوار: فالح الذبياني كشف أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز عن خطة متكاملة تدرس لدى مجلس الوزراء لإزالة ما يصل إلى 3 ملايين شجرة قات وتعويض أصحابها وتوفير مشاريع زراعية بديلة تحقق دخلاً مناسباً للمواطن وتحفظ له حياة كريمة. وقال في حوار مع “عكاظ” إن العائق الكبير نحو هذا التوجه هو العادات والتقاليد التي لم تعد مناسبة لا سيما أن نبتة القات محرمة شرعاً. أوضح سموه ان معاناة اهالي فرسان من العبارات ستنتهي بإيجاد مطار يتوسط الجزيرة كما أنه تجري دراسة إنشاء مطار بديل يتوسط جازان وصبيا بدلاً عن المطار الحالي وينهي أزمة الطيران في المنطقة بشكل تام، وفيما يلي ما دار في الحوار: مشكلة القات حمّلتم في تصريحات صحفية سابقة ( القات ) مسؤولية تعطل التنمية في جازان ... ما الذي تم من جهود للقضاء على هذه الآفة ؟ - الواقع أن القات فعلاً تسبب في تأخير الكثير من المشاريع التي هي من حقوق المواطن، لكن بعد التوعية التي أطلقت مؤخراً هناك تفاعل كبير وقوي من قبل المواطنين لإزالة نبته القات في مناطق عديدة مثل قعر و فيفا وغيرها، كما أن إمارة منطقة جازان قدمت إلى جانب وكلاء الوزارات المعنية دراسات معمقة عن هذه الآفة تبين حجمها وضررها وطريقة التخلص منها وهذه الدراسة مع توصياتها معروضة على مقام مجلس الوزراء للبت فيها، ونحن نأمل أن تصدر هذه الدراسة والتوصيات الملحقة بها قريباً حتى ننتهي من هذه المعضلة الحقيقية التي أضرت كثيراً بإنسان هذه المنطقة فضلاً عن البيئة. ما أبرز التوصيات التي تضمنتها هذه الدراسة؟ - لعل أبرزها أنه لا خيار سوى الإزالة الكاملة لهذه المزارع بالكامل وما يترتب عليها من السقيا وتنمية المناطق الجبلية التي يزرع فيها القات وتحويلها إلى مناطق زراعية واعدة بعيداً عن هذه الزراعة المحرمة، وأنا أنصح إخواني أبناء المنطقة بالمبادرة في إزالة القات لأنه مصنف كمخدر ونزلت بحق المروجين والمهربين والمستخدمين أحكام تتراوح ما بين السجن ستة أشهر حتى خمسة وعشرين عاماًَ ونحن في بلد الحرمين الشريفين كيف نسمح بالمخدرات تزرع في أراضينا. هل صحيح أن هناك أكثر من ألفي مزرعة للقات في جبال جازان؟ - لا يمكنني أن أجزم بصحة هذا الرقم الدراسة حصرت ما يقارب ثلاثة ملايين شجرة، وتطرقت بشكل صريح إلى تعويضات مناسبة مقابل قص وإزالة ونقل مخلفات شجر القات من مزارع المواطنين وهذه كلها مأخوذة في الاعتبار، والدولة عودتنا على أنها تبني وتدعم لا تهدم، أعتقد أن المشكلة تاريخية وتحتاج إلى توعية طويلة المدى عن طريق جمعيات و مؤسسات متخصصة، التوعية التي انطلقت على الرغم من محدوديتها لقيت قبولاً حتى أن بعض المناطق أزالت مزارع القات بالكامل مثل فيفا وغويق وغيرها والأهم في الأمر أن هناك قبولاً من عامة الناس بضرر هذه النبتة لكن نصدم دائماً بأن هذا متأصل في عادات بعض المواطنين وتقاليدهم القديمة لكن مع الوعي وتسارع وتيرة الحياة أصبحت هذه من الأمور المنبوذة المحرمة شرعاً. تدفق الاستثمارات إلى أي مدى وصلت نسبة الإنجاز في إنشاء المدينة الاقتصادية .. وهل تغيرت نظرة رجال الأعمال عن المنطقة في ما يتعلق بتدفق الاستثمارات إليها؟ - العمل في مدينة جازان الاقتصادية يسير بوتيرة جيدة ومرضية ولم يسجل هناك أي تأخير والأمور تسير على قدم وساق بالشكل المرضي ونتوقع أن تتحقق الآمال المعقودة على هذه المدينة الاقتصادية. أما تدفق الاستثمارات على مدينة جازان بشكل عام فهو ليس بالشكل المطلوب والمأمول بسبب الصورة السالبة التي لا تزال تسيطر على أذهان البعض بالرغم من أن مدينة جازان ذات موقع فريد وبها مقومات اقتصادية ونقاط جذب سياحي فضلاً عن كونها البوابة الجنوبية للمملكة مع اليمن و ذات موقع يطل على القرن الأفريقي ... نحن نحاول ونعمل بكل طاقتنا مع كل الشركاء الحقيقيين من أجل تغيير هذا المفهوم، بعد إيجاد مجلس للاستثمار صار هناك تسهيل ونوع من القبول وحث المستثمرين وإعطاءهم دافعا وشرح الفرص الاستثمارية وتعريف المستثمرين بها، نحن نحرص على إزالة الشوائب والعوائق ومن ثم الإعلان عن هذه الفرص، في المجمل الفرص الاستثمارية في المنطقة جيدة .. وواعدة .. وذات مردود اقتصادي عال .. وهناك مشاريع كبيرة تنفذ سواءً من قبل الدولة أو من قبل القطاع الخاص . سلة خبز المملكة أطلق على جازان سلة خبز المملكة.. وقد مرت المملكة مؤخراً بأزمة نقص إمدادات الدقيق هل ترى أن جازان لا تزال مهيأة لهذا النوع من الزراعة؟ - جازان هي سلة خبز المملكة .. كانت ولا تزال والمفروض أن يحرص المستثمرون على ذلك وينشئوا شركات بالتعاون مع المواطنين فعندما تأتي شركات زراعية للاستثمار ستكون فرص نجاحها واعدة وحيوية وستغطي جزءاً من احتياج المملكة من القمح، وبالمناسبة ليس القمح وحده هو الذي يمكن زراعته بل هناك المانجو وعشرات المحاصيل الزراعية كما أن زراعة الاسماك لها عشاقها ولها قيمتها وجدواها الاقتصادية. لكن المستثمرين يواجهون مشكلة الحيازات الصغيرة للأراضي الأمر الذي يعيق الاستثمارات .. هل صحيح أن معظم الأراضي وخصوصاً الزراعية مملوكة للمواطنين ؟ - ملكيتها صحيحة للمواطنين .. لكن من غير المعقول أن يستخدم المواطن طائرة هليكوبتر للزراعة والحصد وذلك بسبب عدم وجود شوارع تفصل بين الملاك، الحيازات جميعها بطريقة متداخلة على أساس أن التنقل كان يتم في السابق على الأرجل والدواب أما الآن فلا بد من إنشاء طرق وتخطيط يمكن من دخول معدات الزراعة إلى هذه المزارع الكبيرة وأعتقد أن الجميع يتفق مع هذا التوجه على اعتبار أنه الخيار المناسب لمعالجة تداخل الحيازات، هذه المشكلة بحاجة إلى دراسات معمقة وقد تقدمت شركات برغبة الاستثمار لكن القناعة لدى الملاك غير متوفرة حتى الآن . ما الذي تم لتوعيتهم بأهمية إعادة التخطيط؟ - حرصنا على الاجتماع بملاك هذه الحيازات وشرحنا لهم أبعاد الأمر هذا من جانب، ومن الجانب الآخر كان معنا وزير العدل مؤخراً وطرحنا عليه هذه المشكلة وأبدى تجاوباً كبيراً، لكن في المقابل نحث المواطنين على إنهاء ما يخصهم من حيث حصر الورثة وإصدار حجة استحكام واحدة حتى يسهل التعامل معها. أولويات المنطقة لتسمح لي سمو الأمير أن أسألك هنا عن الخطة العشرية التي رفعت لخادم الحرمين الشريفين.. كيف تسير أولوياتها؟ - طلب منا خادم الحرمين الشريفين رفع خطة عشرية للنهوض بمنطقة جازان وتم إعدادها ورفعت، وفي كل عام يعتمد للمنطقة آلاف الملايين من الريالات ضمن الخطة العشرية، وأثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين ووضع حجر الأساس لضاحية الملك عبد الله التي تحتوي على 40 ألف قطعة سكنية للمواطنين إضافة إلى المدينة الاقتصادية وما صاحبها من طفرة عقارية لأن المواطن شريك في التنمية وكذلك القطاع الخاص، الخطة تسير بالشكل المطلوب من خلال الوزارات المعنية حيث يتم اعتماد المشاريع حسب الأولوية والأهمية للمنطقة. يعاني المواطن والمقيم من حجز مقعد على رحلات الطيران في ظل تقليص هذه الرحلات .. هل من حلول لإنهاء أزمة الطيران؟ - الواقع أن المطار بعد أن تم تقليص الرحلات تحول إلى أزمة بسبب عدم توفر مقاعد كافية للطيران، ونحن نلمس معاناة المواطن والمقيم والزائر لهذه المدينة، نحن في الإمارة لم نقف مكتوفي الأيدي لمسنا المشكلة وتحركنا على الفور وقد قدمنا عرضاً لسمو ولي العهد – يحفظه الله - ونتوقع أن تنتهي معاناة المواطنين مع المطار وحجوزات الطيران أما إمكانية تحويله إلى دولي قد تكون غير ممكنة حالياً لأن هناك أرضا بجوار المطار وتعمل مؤسسة الطيران المدني على استلامها لإنشاء مطار بديل بين صبيا وجازان وبالتالي يتم إخلاء المطار الذي يتوسط مدينة جازان. مشروع التحلية توفرت لنا معلومات عن تأخر تنفيذ مشروع شبكة المياة المحلاة في المنطقة ما هي الأسباب؟ - العائق الوحيد الذي صادف عملية تنفيذ شبكة مياة التحلية هو نوعية التربة الأمر الذي تطلب وجود شركات متخصصة في هذا الشأن وأظن أنه تمت ترسية هذا المشروع الكبير تمهيداً لتنفيذه وفق البرنامج الزمني، المريح في الأمر أن الاعتمادات المالية مرصودة والتنفيذ سيكون من قبل مقاول مؤهل الأمر الذي سيجعل تنفيذه سريعاً. هناك أكثر من ألفي قرية تنتشر في المنطقة .. أليس من الأنسب تجميعها في مدن حضرية تنشأ حديثاً وتحتوي على جميع الخدمات؟ - هذه القرى والهجر المتناثرة تشكل ضغطاً على خطط التنمية نحن حريصون على إقامة مدن تتوسط هذه القرى والهجر وتكون مكتملة الخدمات وبها مختلف الأجهزة الحكومية والخدمية من مدارس ومراكز صحية ومستشفيات وجمعيات خيرية وغيرها. هدفنا من إقامة مراكز التنمية الحضرية هو جمع المواطنين في مكان مناسب وتقديم الخدمات لهم بطريقة علمية وتكون هذه الخدمات والبنى التحتية تكفي للأجيال القادمة، وبالمناسبة فقد سلمنا وزارة الشؤون الاجتماعية حوالى 15 موقعا للنمو الحضري محددة ومخططة ليكون التوسع منظما وفق بيئة صحية وتنموية متقدمة. التسلل والتهريب إلى أي حد أنتم مطمئنون سمو الأمير حيال تقلص مشكلة التسلل والتهريب؟ - مشكلة التسلل والتهريب عبر الحدود الكبيرة مع الجمهورية اليمنية الشقيقة تقلصت بشكل لافت لكننا لا يمكن الجزم بوقف التهريب ولا أعتقد أنه يمكن تحقيق ذلك من قبل الجانبين والسبب في ذلك أن ضعاف النفوس كثر، لكن التقنية الحديثة ويقظة رجال الأمن هما السلاح الوحيد لإحباط أي مشروع تسلل أو تهريباً، نلاحظ أن هناك تهريباً للأسلحة وتهريبا للممنوعات وبعض المواد الغذائية، لكن الحامي بعد الله سبحانه هو المواطن الذي هو رجل الأمن وهو الحامي بعد الله سبحانه وتعالى، نحن نتطلع إلى دور كبير له في هذا الجانب للإبلاغ عن أية حالات تسلل أو تهريب وكذلك عدم تشغيل العمالة المخالفة والمجهولة التي تتسلل عبر الحدود بغرض العمل أو التخلف . وماذا عن لجان ترسيم الحدود؟ وهل ستكون التعويضات مجزية للمواطنين المنزوعة عقاراتهم ؟ - هناك لجان من الجانب السعودي واليمني تعمل على ترسيم الحدود وحصر القرى المتداخلة وخصوصاً في المنطقة المحرمة، تساند ذلك لجان من الإمارة والمالية وحرس الحدود لدراسة القرى المتداخلة وتعويض الأملاك المتداخلة وهناك فريق عمل يعمل منذ أشهر، كما أن من مهام هذه اللجان إيجاد التنظيمات المناسبة للقضاء على التسلل والتهريب الذي تحدثنا عنه سابقاً، أعتقد أنه عند الانتهاء من هذا العمل سيكون التهريب والتسلل أقل بكثير مما هو عليه الآن، والتعويضات حتماً ستكون عادلة ومرضية للمواطنين وستمكنهم من شراء مواقع بديلة والسكن فيها . النقل بفرسان تظل جزيرة فرسان على موعد مع المعاناة بسبب العبارات حيث يصعب الحجز ونقل البضائع والمؤن.. ما الحل لهذه المشكلة؟ يتبع111111111111111