الرياض: شجاع الوازعي
تتجه أسعار الأعلاف في السعودية إلى تصحيح أسعارها المتضخمة، حيث ستأخذ الأسعار السائدة على الأرجح مسارا هابطا بنهاية الربع الأول من العام الحالي. ويأتي ذلك بعد أن كبح تطبيق إستراتيجية الأعلاف من خلال دعم المواد الأولية كالذرة والصويا جماح ارتفاعات سعرية كبرى كانت ستشهدها الأسواق المحلية للدواجن والألبان، فيما بدأت أسعار "الشعير" بالتراجع تدريجياً في السوق العالمية بسبب وفرة "الذرة".
توقع ذلك رئيس لجنة الأعلاف في غرفة الرياض ورئيس شركة "آراسكو" المهندس عبد الله الربيعان الذي قال لـ"الوطن" إن"ارتفاع أسعار المواد الخام في السوق العالمية وبالذات الحبوب والأعلاف، بالإضافة إلى زيادة تكلفة النقل البحري كادت تقود إلى ارتفاع كبير في أسعار الدواجن والألبان في السعودية.
وأشار الربيعان إلى أن سعر طن الذرة في السوق العالمية قبل 8 أشهر يبلغ 165 دولاراً بينما بلغ سعره الحالي 330 دولارا للطن. وبين أن تطبيق إستراتيجية الأعلاف من خلال دعم مختلف المواد الأولية حد من ارتفاع كبير كانت ستشهده أسعار الدواجن والألبان في السوق المحلية. ولفت إلى أن أسعارالشعير في السوق العالمية بدأت تتراجع تدريجياً بسبب وفرة البديل كالذرة، موضحا أن قيمة الانخفاض بلغت 70 دولارا للطن الواحد خلال الأسابيع الماضية. وقال إن تراجع أسعار الشعير في المملكة ستأخذ مزيدا من الوقت إلى حين فراغ الموردين من المخزون الذي يمتلكونه من فترات ماضية بأسعار عالية.
وأكد الربيعان أن أسعار الأعلاف الخضراء الحالية مبالغ فيها، وقال "الكيس الواحد من الأعلاف المركبة ذو الـ50 كجم يبلغ سعره 40 ريالا من المصنع، بينما الأعلاف الخضراء كالبرسيم من 10 إلى 13 كجم يبلغ سعره 22 ريالا". وأوضح أن إعانة الأعلاف المركبة تبلغ 15 ريالا تقريبا في الوقت الراهن، بينما تبلغ إعانة الشعير 35 ريالا تقريبا.
وأضاف الربيعان أن التراجع المتوقع لأسعار الشعير وبعض أنواع الأعلاف الخضراء دعم زيادة الإنتاج لمربي الماشية في السعودية خلال السنوات المقبلة.
من جهته أوضح مدير مؤسسة المرزوقي لبيع وتوزيع الأعلاف سعد المرزوقي لـ"الوطن" أن ارتفاع أسعار الأعلاف الخضراء غير مبرر، خصوصا في ظل زراعتها في الأراضي السعودية.
وقال المرزوقي "من الطبيعي أن تصحح أسعار الأعلاف الخضراء الحالية بنسبة 30 % في السوق المحلية ، لأنه لا يوجد ما يبرر ارتفاع أسعارها الحالي سوى محاكاتها لارتفاع أسعار الشعير والأعلاف المركبة الأخرى".
وبين المرزوقي أن أسعار الشعير بدأت تتراجع بشكل تدريجي، مشيرا ً إلى أن نسبة التراجع بلغت 12 % حتى الآن وهو ما يعزز من إمكانية تصحيح أسعار الأعلاف الخضراء.
وأضاف "كبار مستوردي الشعير في المملكة أكدوا لنا كموزعين أن أسعار الشعير ستنخفض بنسب متفاوتة عقب شهرين من الآن".
وأوضح المرزوقي أن سعر كيس الشعير ذا 45 كيلو بلغ 60 ريالا في أحد الأيام قبل أن يتراجع إلى 55 ريالا لفترة زمنية طويلة انخفضت خلال الأسابيع القليلة الماضية لتستقر حاليا عند 48 ريالا للكيس.
إلى ذلك قال مسؤولون إن السعودية المكتفية ذاتيا في القمح ستتحول إلى استيراد كل احتياجاتها السنوية بالكامل والتي تبلغ 2.5 مليون طن بحلول عام 2016 بموجب خطة لتوفير المياه.
وقال مسؤولون من وزارتي الزراعة والمالية طلبوا عدم كشف أسمائهم إن الحكومة ستبدأ هذا العام خفض مشترياتها من القمح من المزارعين المحليين بنسبة 12.5 % سنويا، موضحين أن موارد المياه هي السبب. وأضافوا أنه سيتم منع المزارعين حتى عام 2016 من تصدير القمح، وقالوا إن الحكومة تعتزم تعويض منتجي القمح المحليين.