يدشن الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم ثلاثة ايام من مفاوضات مكثفة لتحريك عملية السلام التي تراوح مكانها منذ سبعة اعوام بين (اسرائيل) والفلسطينيين.
واكد بوش الاحد من جديد "التزامه الشخصي" العمل من اجل "اقامة دولتين ديموقراطيتين، (اسرائيل) وفلسطين، تعيشان جنبا الى جنب بسلام وامن".
وقال بوش في بيان الاحد ان "الاسرائيليين والفلسطينيين ينتظرون منذ فترة طويلة ان تصبح هذه الرؤية حقيقة"، داعيا المشاركين في مؤتمر انابوليس الى "مضاعفة جهودهم لكي يصبح هذا الحلم حقيقة".
واتخذ الرئيس الاميركي مبادرة القيام بمهمة صعبة تقضي بالدعوة الى اجتماع دولي سيعقد اليوم في انابوليس قرب واشنطن، لتحريك عملية السلام بحضور طرفيها الرئيسيين الى جانب عشرات الدول والمؤسسات المعنية بدرجات متفاوتة بهذا النزاع.
ويشكل اجتماع انابوليس مجازفة للرئيس الاميركي نظرا للهوة التي تفصل بين الجانبين.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس للرئيس الامريكي جورج بوش الاثنين في واشنطن ان لديه "املا كبيرا" بان تؤدي محادثات السلام في انابوليس الى معاهدة سلام بين (اسرائيل) والفلسطينيين.
وقال عباس اثناء لقائه بوش في البيت الابيض "املنا كبير ان نخرج من المؤتمر ببدء مفاوضات موسعة حول القضايا النهائية للوصول الى معاهدة سلام بين اسرائيل والشعب الفلسطيني"
واضاف "نحن نحتاج الى دعمه (بوش) المستمر والى وقوفه الى جانبنا للوصول الى الهدف الذي نسعى اليه".
كما اعرب بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الاثنين عن تفاؤلهما بان مؤتمر انابوليس للسلام في الشرق الاوسط سيساعد في احلال السلام في المنطقة.
وقال بوش مخاطبا اولمرت "اتطلع الى مواصلة حوارنا الجاد معك ومع رئيس السلطة الفلسطينية لنرى ما اذا كان السلام ممكنا ام لا. انا متفائل، واعلم انك متفائل".
وقال اولمرت لبوش "هذه المرة مختلفة لانه سيكون لدينا العديد من المشاركين في (المؤتمر) الذي آمل ان يؤدي الى اطلاق عملية مفاوضات جدية بيننا وبين الفلسطينيين".
واضاف "ستكون هذه عملية ثنائية، ولكن الدعم الدولي مهم جدا بالنسبة لنا".
واشاد اولمرت ببوش لبذله هذا الجهد الضروري "من اجل الوصول الى هذه النقطة التي سننطلق منها مع الفلسطينيين للجلوس معا في القدس للعمل على التوصل الى شيء جيد للغاية ونخلق املا عظيما لشعبينا".
من جهتها، التقت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس على العشاء رئيسي وفدي المفاوضين الاسرائيلي والفلسطيني في محاولة في اللحظة الاخيرة لصياغة وثيقة مشتركة تحدد معالم تسوية للمفاوضات بينهما.
ويهدف اجتماع انابوليس الى تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط بهدف اقامة دولة فلسطينية ويشكل اهم جهد دبلوماسي تبذله ادارة بوش في هذا الملف.
وسيحضر الاجتماع كل الاطراف المعنية بهذا النزاع باستثناء حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وايران.
إلى ذلك ذكر مسؤول اميركي كبير ان الولايات المتحدة ستطلق استراتيجية من ثلاث نقاط في عملية السلام بين (اسرائيل) والفلسطينيين، خلال اجتماع انابوليس الذي يعقد اليوم قرب واشنطن.
وقال ستيفن هادلي مستشار البيت الابيض لشؤون الامن القومي ان "ما نفعله حايلا هو التمهيد لثلاث خطوات متزامنة".
واضاف ان اولى هذه الخطوات هي "بدء الجانبين مفاوضات للتوصل الى اقامة دولة فلسطينية واحلال سلام اشمل".
وتابع ان الاسرائيليين والفلسطينيين سيبدأون في الوقت نفسه تطبيق التزاماتهم المدرجة في "خارطة الطريق" خطة السلام الدولية التي اقرت في 2003لتسوية النزاع.
واوضح هادلي ان هذا يعني "افساح المجال والسماح بحياة افضل للفلسطينيين ولبناء المؤسسات الفلسطينية للحكم في الضفة الغربية وضمان الامن للفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء وللمنطقة برمتها".
اما الجانب الثالث من هذه الاستراتيجية فهو بناء المؤسسات الفلسطينية بدعم دولي لمنح الفلسطينيين "القدرة على تنفيذ ما وعدوا به في خارطة الطريق".
واكد هادلي ان الاسرة الدولية ستجد فرصة لدعم بناء الحكومة الفلسطينية والمؤسسات السياسية والاقتصادية في انابوليس وفي اجتماع الجهات المانحة الذي سيعقد في باريس الشهر المقبل
من جانبها قللت صحيفة رسمية سورية أمس الاثنين من فرص تحقيق أي اختراق في مؤتمر أنابوليس للسلام.
وقالت صحيفة "تشرين" في افتتاحيتها إن مؤتمر أنابوليس هو "فرصة أخرى للسلام المفقود.. يهددها الضياع لأن مقدماتها والإعداد والاستعداد لها لا يشيران أبداً إلى إمكانية إحداث أي خرق على أي مسار من مسارات التفاوض".
وكانت سوريا أعلنت عن موافقتها بشكل رسمي على حضور مؤتمر أنابوليس بعد أن تلقت تأكيدات أمريكية بإدراج قضية الجولان السوري المحتل على جدول أعمال المؤتمر".
واعتبرت الصحيفة أن فرصة السلام تتمثل في أن "تسعى أمريكا للسلام.. أن تفكر فيه.. أن تتحدث عنه" ، مشيرة إلى أنه "لا الراعي مشغول بالسلام إلى الدرجة التي يحتاجها.. ولا إسرائيل راغبة فيه".