عاهدت شعري على العزة .. وصنت العهد
فلا مدحـت الملـوك ولا هجيـت العبيـد
رفعت شعري عن العالم .. رفعته .. صعد
لين ارتقى هامة الغيـم القصـي البعيـد
على بساط الندى .. بيده عصـاة الرعـد
يومّي بها للمطر .. ويجيب عذب القصيـد
والبارحة مجلسه رووس المزون .. وسجد
غزّ البيـارق .. يحسبنّـه بمجـده وحيـد
الغيم تحته .. وناظر فوق .. ما شاف احد
إلا هكا الطاهـر الحـرّ المـلاك الفريـد
هو من يكون الذي ما بعده الا الصمـد !؟
ردت نجوم السما : هـذا طـلال الرشيـد
ما تعرفه !؟ وانطوى مزن وتطايـر بـرد
قلت اعرفه .. واعرف اني لو جهلته بليـد
أي السناعيس ما ينكر وهو فـى المهـد
وشلون يخفى الذي نوره طوى كل بيـد ؟!
هذا الأميـر الأميـر ابـن الأميـر وبعـد
أبو الأمير وبعد سيّـد علـى كـل سيْـد
رجله وطت هامة الدنيـا .. وكفـه عقـد
حبل ٍ مسد .. قاد به مهر الزمـان العنيـد
هذا الذي في الصحيح مْن المراجـل ورد :
إنكار قدره .. من افعـال الذليـل الشريـد
في حضرته .. تحلف ان الضيّ يملك جسد
وبغيبته .. تدرك الوحشـة بكلمـة فقيـد
بسام ثغره ..وسيـع ٍ صـدره بْـلا جهـد
و " بلا جهد " تفرق السيد عن المستسيـد
أرحم من السلم .. مادامت تجـي بالجلـد
واقسى من الظلم .. لاصارت بفل ّ الحديـد
له قلب ٍ اسطا من الحـرّ بنهـار الهـدد
واعذب من الغيمة اللي صبحها يوم عيـد
غزيـر جـوده يعدونـه ولا لـه عــدد
في كل يـوم يتبيـن مـن قديمـه جديـد
اليا غضب .. ما حرم محتاجه من المـدد
وليا رضى .. ما رحم عدوه مـن الوقيـد
قلب ٍ سطا ما نشد .. قلب عطا مـا نشـد
واقلبه اللي معه يمشي على مـا يريـد !
إيه اعرفه يا مصابيح السمـا ..واعتقـد
لو طال عمره .. كثير من الرواسي تبيـد
واحلف برب ٍ رفع سبع السما بـلا عمـد
لليوم ذكـرى رحيلـه غصـة ٍ بالوريـد
فلا نسينـاه ابـد ..فقـده تقـل يستجـد
ولا سليناه ابد ..لـو قيـل يكتـب شهيـد
عاهدت شعري على العزة ..وصنت العهد
فلارجيـت الملـوك ولا هجيـت العبيـد
الطيـب اجازيـه طيـب وللنكـادة نكـد
ماهوبنا من غدا سلمـه وحربـه قصيـد
رفعت شعري عن الدنيا .. رفعته .. صعد
للمجد .. والمجد في حضرة طلال الرشيـد
،،،،،،،،،،،