الفرق بين الحقيقة و الحق :
أن الحقيقة ما وضع من القول موضعه في أصل اللغة ، حسنا كان أو قبيحا ، و الحق ماوضع موضعه
من الحكمة ، فلايكون إلا حسنا ، وإنما شملهما اسم التحقيق لاشتراكهما في وضع الشيء منهما موضعه من
اللغة و الحكمة .
الفرق بين الكذب و الإفك :
أن الكذب اسم موضوع للخبر الذي لامخبر له على ماهو به ، وأصله في العربية التقصير ، ومنه قولهم : كذب عن قرنه
في الحرب ، إذا ترك الحملة عليه ، وسواء كان الكذب فاحش أو غير فاحش القبح ، والإفك هو الكذب الفاحش القبح مثل
الكذب على الله ورسوله أو على القرآن ومثل قذف المحصنة وغير ذلك مما يفحش قبحه ، وجاء في القرآن على هذا
الوجه قال تعالى : (( ويل لكل أفاك أثيم )) الجاثية /7وقوله تعالى (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم)) النور / 11
ويقال أن الرجل إذا أخبر عن كون زيد في الدار ، وزيد في السوق : إنه كذب ، ولايقال : إفك ؛ حتى يكذب كذبة يفحش
قبحها على ماذكرنا ، وأصله في العربية الصرف ، وفي القرآن : (( أنى يؤفكون )) المائدة/ 75 أي يصرفون عن الحق
وتسمى الرياح المؤتفكات لأنها تقلب الأرض فتصرفها عما عهدت عليه وسميت ديار قوم لوط عليه السلام المؤتفكات لأنها
قلبت عليهم .
الفرق بين الهبوط و النزول :
أن الهبوط نزول يعقبه إقامة ، ومن ثم قيل : هبطنا مكان كذا : أي نزلناه ، ومنه قوله تعالى : (( اهبطوا مصرا )) /االبقرة 61
وقوله تعالى (قلنا اهبطوا منها جميعا ))البقرة / 38 ومعناه انزلوا الأرض للأقامة فيها ، ولايقال : هبط الأرض إلا إذا
أستقر فيها ، ويقال : نزل وإن لم يستقر .
الفروق اللغوية : تأليف أبي هلال الحسن بن عبدالله العسكري ت 400هــ
ــــــــــــــــــــــ تعليق :
عند النظر في الفرق بين الحق والحقيقة يخطر على بالي تلك الحجة الشيطانية التي
يدلي بها القائمون على المسلسلات المنحطة فكريا و ثقافيا التي لاشغل لها إلا السخرية
بأصول الأسلام و بثوابت الشريعة و بالعادات و التقاليد الكريمة
يقولون ما نعرضه في الحلقات حقيقة واقعيه في المجتمع !!ونحن نقول لهم
الاعلام وسيلة لنشر الحق و ليس الحقيقة !! وقس على ذلك بقية الأفلام و
المسلسلات التي تروج الخلاعة و الفواحش باسم هذا واقع وحقيقه .
وعند النظر في الفرق الثاني بين الكذب و الإفك اتذكر أولائك الأفاكين
الذين يدافعون عن احتلال الشعوب وقتل الابرياء و انتهاك حقوق الأنسان باسم
الحرب على الأرهاب و نشر الديموقراطية و الحريات و السلام ... كافكم إفك !!
وأما الفرق الثالث بين الهبوط و النزول فأقول لكل اخ و أخت في الإسلام
لا تحزن على نزول الامة الأسلامية و تأخرها عن قيادة العالم و لا تيأس فأمة
الاسلام خلقت للقيادة و الريادة ولم تكن في يوم من الايام هابطة بل يعتريها
نزول لا يطول مكثه .
دمتم بخير
أترك التعليق لكم