إنني أشبه عملية الكتابة دائما بالتنهيدة التي لا بد أن تخرج من الإنسان حتى يشعر بالراحة وهدأة النفس. ولعلها كذلك
بالفعل..فلو سألت أحدهم عن شعوره عندما ينتهي من التعبير عن تجربة ما بالكتابة، فمن المتوقع أن يبتسم في وجهك
منتشيا، ويلوح لك بالورقة التي ترجم فيها شعوره بشيء من الظفر قائلا: "هنا أفرغ شحناتي
نكتب لأن بداخلنا بحثا دؤوبا عن حقيقة قلقة نحاول أن ترخي هدوء اليقين عليها في ضمائرنا .
وقد نكتب بحثا عن وجودنا وخلودنا الذي تعثر في طاحونة الإنسانية المختلطة ،فالكتابة هي بصمة الوجود لكاتبها و لا مجال لظنون الادعاء أن تسرقها ، فهناك دوما قلب الكاتب وروحه تتراقص على صفحات بياض متعاشق ، تقرؤها الأجيال وتردد: ذاك هو الإنسان المحدد .
وقد نكتب بحثا عن روافد اتصال جديدة مع مجتمعنا ، نقبل منه آصاره ونستمتع بالتحرر منها ، و نغذيه بإضافات جديدة تحرك مياهه الراكدة.
قد نكتب لأن النفس أقل من أن تتحمل هموم الدنيا ونكدها ، وبدل أن نلتف حول ذاتنا في صراع ضيق ، نجعل كلماتنا تحمل عنا عبء الدوران في ساقية الألم.. . أو لعلنا نريد أن يسمع الكون لحظات السعادة التي ننتشي بها ، فبين الفرح والترح خيط رفيع تقتات عليه الكلمات وتحاوره الحروف .
ابو ريناااد
تتحفنا دائما بالمفيد
شاكره لك طرحك الراقي