يتبع معركة أبانات - مناخ العمار 1239هـ
فرجع مشعان الى نجد وصارت بين العمارات وبين حرب ومطير معارك انتصرت فيها قبيلة عنزة وهذا ما تبينه قصيدة الشيخة التي قالها مشعان في هذه الاحداث والشيخة هذه من أِشهر القصائد :
يالله يامـديـر الهبـايـب والادوار = شانك عسى تصريف شانك لنا خير
يالله ياعالـم خفـيـات الأســرار = يامعتنـي بالخلـق والـي المقاديـر
قلته ونوم العين عـن جفنهـا طـار = والقلب كنه فوق حامـي المجاميـر
جانا الخبـر يالابتـي ولّيـة الـدار = سكانهـا الأجنـاب هـم والبقاقيـر
من عقب ما كنا بها مثـل الاسـوار = نامر وننهي نحمي الجـار ونجيـر
من عقب ماكنا بنجـد كمـا النـار = نقطع بها شر وناصـل بهـا خيـر
نجد العذيـة دارنـا مابهـا إنكـار = لو حدنا عنهـا المحـل والمداهيـر
سارن بناالزرفات باقبـال وادبـار = من غوطة الفيحا الى غشلـة الديـر
مابين مسنـاد ومـا بيـن محـدار = ياما قطعنا بدربنـا مـن مشاويـر
ياما تعلينـا علـى قـب الامهـار = وعيرات الأنضى كنهـن السنانيـر
فـي كـل درب بالمناعيـر عبـار = ياما تجوب خيولنـا مـن مشاويـر
نروم من زيـن المنـازل ونختـار = ونستارد الخـوه بحـدب البواتيـر
لياما نخونا اللي على نجـد حضـار = وجانا كتاب من زبـون المقاصيـر
من ماجد بن عريعر حـر الاوكـار = يقـول وليـت داركـم يالمناعيـر
الشيخ اللي حيف على البيض بالغار = يقول حل بداركم (حـرب ومطيـر)
وجيناه مثل السيل طمـام الاوعـار = لياما غدت عنها البـوادي شعاثيـر
أولاد عـم ولابنـا قـول شبشـار = وشيخ لنـا عنـده جـلال وتقديـر
أولاد عم ومـا حذانـا لهـم جـار = حنا عليهم نحمـي الجـار ونجيـر
حنا شبات الحرب وان شبت النـار = وتوايقـت بيـن الحنايـا الغناديـر
حنا بنـي وايـل بعيديـن الاذكـار = اليا تناخـوا بالجمـوع المشاهيـر
حنا هل الجمع المسمـى ليـا سـار = بمركاضنا يشبع به الذيب والطيـر
حنا الذي ترجع لنـا كـل الأشـوار = لا صار بالقالات شـوار وامشيـر
حامينها في لابـة تسقـي الامـرار = عدوهـم مـا يحتسـب للمخاسيـر
لابـد مـا حنـا لابـانـات زوار = باسلاف عجلات تعـدى المظاهيـر
نهوّمن هومـات بعيـدات وإعسـار = وكم ذيرن من غافـل مابعـد ذيـر
كم فاجن العدوان غـرات وجهـار = وياما تنحوا عـن نحاهـن مدابيـر
ظعايـن حطـن ملـك بسنـجـار = وبنن على الخابور زيـن الدواويـر
وتواهلن الزور حصن لهـن كـار = ومن البطين الى الرهـا والمعاميـر
وكتن مع الحاوي وداجن بالامصار = وخـذن خفارتهـن بفكـر وتدابيـر
وحطن على السلمان طيحات الامطار = وردن عليـه وثـم مـدن محاديـر
و(أبا ذراع) أصبح مقيم على الـدار = وجابن حلال المحمـرة والمساميـر
واقفن وكالن من شثاثـا بالاسعـار = وحطن لملـوم المسمـى مصادييـر
وراجن على الشنبل وداسن الأخطار = وهدن بها العاصي بعسر ومخاسيـر
ثم انتحن مـع كفـة الشـط عبـار = ثم أنتون مع روس هـاك العناقيـر
واقطعن ينون الخطايـط والاقفـار = وطيرن من جول الحبارى مخاميـر
ومرن على رجم الهيـازع وسنّـار = هاجن وماجن ثم داجن علـى النيـر
وخلن فوق الشبك عج الرمك طـار = و حلو هاك اليـوم خـز المعاشيـر
واركن على ورد الدجاني لهب نـار = غدو بها الويـلان مثـل المداويـر
وشدن وحطـن الثمامـي بالايسـار = وخلن على المطران مثل المعاصيـر
باغي عليهم صايرن مثل ماصـار = ذبـح الشفايـا واغتنـام الخواويـر
صحنا عليهم صيحة باللقـا الحـار = حتى جبرناهم عـن الـدار تجبيـر
وين انت ياللي تايه منك الابصـار = جيناك حوله من شثاثا وابـا القيـر
هج (الدويـش) ومالقينـاه بالـدار = زبن على الحره وذيـك الشناخيـر
كسيـرة ماقـط ذكـرت بالاذكـار = فيها القلايع مثـل روس الخنازيـر
ولولا شفاتي فيك يانجـد ماأحتـار = فكري ولا كثـرت علـي التفاكيـر
لولا شفاتي فيـك ماجيـت مـرار = نادى نذيـرات الهواجيـس ونديـر
وندير حيـلات بالاريـا وتبصـار = وارجي من الباري عساها مسافيـر
نلقا بدالك دار كان شين الدهر جـار = ديد العسل فيهـا تعيـش المفاقيـر
مثل المسوح اللي ترزم على حوار = دار مريه بالشتـا تسمـن الضيـر
دار بهـا بالقيـظ غـدران وانهـار = والتمّن المجروش ملـي الجواخيـر
قطعاننـا ترعـى زماليـق نـوار = لياما غدى فـوق الاباهـر قناطيـر
وصلاة ربي عـد مابالسمـا طـار = طيرٍ وعداد ماوردن ظمايا على بير
على الرسول المصطفى سيد الأبرار = نور العباد اللـي يشيـع التباشيـر
• وقفة مع قصيدة الشيخة :
نجد الشيخ مشعان يبدأ في مطلع قصيدته الشيخة بذكر الله الذي تتم بقدرته تصريف الامور والاقدار ثم يكمل بقوله أنه أتاه الخبر أن الدار والمقصود بها نجد أصبح سكانها الاجناب والمقصود بهم الجنود الاتراك التابعين للولاة المصريين مثل محمد علي باشا حيث أنه وليت الدار أي ذهب حكامها والبقاقير : المقصود بهم بعض القبائل التي نزلت هناك ، ثم يكمل يقول من بعد أن كنا بهم مثل الاسوار التي تحميها ويعني به قبيلة عنزة التي كانت تامر وتنهى وتحمي الجار وتجير الدخيل ومن ثم يقول يصف قبيلة عنزة بالنار التي تقطع الشر وتصل الخير..
ثم يقول ردا على من يزعم أن مشعان وقبيلة عنزة ذهبت خوفا ، أن نجد العذية دار لعنزة وليس في ذلك إنكار حتى لو أبعدهم الجوع والقحط فإنهم يعودون إليها متى ربعت ولايهابون من يسكنها ..
ثم يقول أنهم ساروا بالابل مقبيلن ومدبرين في البادية الشمالية من غوطة الفيحاء إلى غشلة الدير وهي في الزور وهو وادي طويل ممتد على ضفتي الفرات من بالس حتى الحدود العراقية ..
مابين مسناد أي طلوع ومحدار اي نزول وأنهم ياما قطعوا في دروبهم مشاوير طويلة ، وأنهم تعلوا على قب الامهار وهي الخيول الاصيلة ..
وأنهم يختارون أطيب المنازل ويأخذون الخوة وهي الضريبة بحد البواتير أي بحد السيف وكل هذا وهم في تلك الديار الشمالية المخصبة..
ثم يقول وحتى نخونا اللي على نجد حضار والمقصود هنا هو عبدالعزبز الزناتي التويجري الذي أرسل القصيدة السابقة هو ومن معه من بعض حاضرة عنزة التي أرسلت لمشعان تحثه على العودة ومن ثم كتاب الشيخ ماجد بن عريعر شيخ قبيلة بني خالد الذي يصفه هنا الشيخ مشعان بالصفة التي عرف بها : الشيخ اللي حيف على البيض بالغار.. حيث عرف عن الشيخ ماجد بن عريعر صفة محيف على البيض أو محنث على البيض وهو أنه كان يمنع أي شخص من الاقتراب من بيض الحباري ، ويكمل بأن الشيخ ماجد يخبره بأن داركم وليت يالمناعير ويصف عنزة بالمناعير أي الشجعان ويكمل بأنه نزل بها قبائل حرب ومطير ..
ثم يصف الشيخ مشعان أنه أتى هو وقبائل عنزة فزعة لابن عريعر ولمن نخاه كالسيل الذي يطم ويصطدم بالاوعار ، فالسيل عندما يأتي بقوة ويضرب الاوعار يكسر الصخور والحجار وهنا تشبيه بليغ من الشيخ مشعان في قبيته عنزة ثم يقول حتى ذهبت عنه البوادي شعاثير أي تبعثرت تلك القبائل هنا وهناك عندما أتى ورجع إلى دياره..
ثم يرجع ويمتدح الشيخ ماجد بن عريعر وأن ليس به أي قول وأن عنزة لها عنده جلال وتقدير ، ومن ثم يقول مشعان ونحن ليس لدينا غيرهم جار أي على بني خالد وانه لهم جار ويجير عليهم..
ثم يصف قبيلة عنزة بأنها هي التي تشب الحرب عندما تشتب نار الحرب وأنهم بني وايل الذين وصل ذكرهم القريب والبعيد والذين ضرب المثل بعزتهم وشجاعتهم وذكرهم ، وأن بمركاضهم وقتلهم لعدائهم يشبع الذيب والطير ، وأن عنزة هي التي ترجع لها المشورات اذا كان هناك مشورة..
وأنهم حامين نجد في لابة ( قبيلة ) تسقي الامرار وأن عدوهم لايحتسب للخسارة التي ستنزل به ..
ثم يذكر بأنه لابد وأنه وقبيلته عنزة سيأتون لمنطقة أبانات بالقصيم زوار ، أي زائرين فقط ليؤكدوا سطوتهم وقوتهم وسيأتون على أسلاف عجلات أي خيول سريعة تعدي المظاهير أي تسبق الابل ، وأنهم سيهمون هومات أي يتنقلون في المنطقة انتقالات بعيدة وعسيرة وكم سيدري من غافل بهم ..
ثم يقول بأن قبيلته عنزة كم من مرات فأجأت أعدائها في السر والجهار اي في وضح النقا وكان أعدائها يتنحون عنها مدبرين..
ثم يصف أن ظعاين عنزة جعلت لنفسها ملك في سنجار وديار جديدة وهذا المنطقة في العراق ، وأنهم بنوا على الخابور وهو نهر شمالي العراق ، وأن الزور وهو المنطقة التي في الشام جعلوه لهم أيضا ً كار أي مثل وكر الصقر وحتى منطقة البطين والرها وهي أورفا والمعامير وهنا الشيخ مشعان يستعرض سطوة عنزة وقوتها وكيف إستطاعت أن تبسط نفوذها من العراق في سنجار وحتى الرها في شمال البادية الشامية..والحاوي هو من براري الشامية في أنحاء دير الزور وهو نشز مرتفع ينحدر من الجنوب إلى الشمال نحو سقي الفرات، وأنهم داجوا في تلك الامصار وأخذوا عليهم خفارة وذلك بفكرهم وتدبيرهم..
ثم أنهم وردوا لمنهل السلمان وهو موضع في بادية السماوة عندما طاحت إليه الامطار ومن ثم مدوا محادير نازلين منه..ثم أنهم أقفوا وذهبوا واكتالوا من شثاثا (عين التمر) وهي قرية يمتار منها بدو الشمال غربي كربلاء ومن ثم وضعوا لملوم (وهو موضع قرب مدينة الديوانية العراقية وكان معقلا لمشيخة الخزاعل وسمي بهذا الاسم لانه كان موردا يلم عشائر شتى) بعد رحيلهم من شثاثا ،
وأن عنزة صبحوا أبا ذراع من مشائخ الصمدة من الظفير وأخذوا حلال المحمرة وهي منطقة في الشمال والمسامير فخذ من قبيلة الظفير أخذوا الويلان حلالهم..
ثم أنهم راجوا على الشنبل والشنبل هو البراري الممتدة شرقي حمص وحماه وجنوبي حلب وغربي طريق تدمر والرقة ، وأنهم داسوا الاخطار التي واجهتهم هناك وهدو العاصي بعسر وخسارة..
ثم انتحوا مع كف شط الفرات عابرين ثم انتووا المشي مع روس الجبال ، وقطعوا ينوون الخطايط والاقفار ، والخطايط مكان تجمع البادية ونزول الامطار والاقفار الاراضي البعيدة في الصحراء الخالية ثم أنهم وجدو جول (سرب) من الحبارى .. ومن ثم مروا على رجم الهيازع وسنّار وهي مناطق في نجد ثم هاجوا وماجوا وداجوا على نواحي جبل النير ..
ثم أنهم جعلوا عج الرمك أي غبار الخيل يثور ، ويقول الشيخ مشعان أنه أحلى مافي ذلك اليوم خز المعاشير ، أي وسم الابل المكسوبة من أعدائه الذين هزمهم ..
ثم أنهم جعلوا على مورد الدجاني لهب النار ، أي أن الويلان فعلوا الافاعيل على هذا المورد وهو من موارد الصمان منطقة قبيلة مطير وأن الويلان غدوبه مثل المداوير..أي أن قبيلة عنزة من كثرتها إنتشرت في هذا المورد مثل قطعان الابل من الكثرة والانتشار وهزيمة أهل هذا المورد ...
ثم أنهم عنزة شدوا وحطوا الثمامي على يسارهم وجعلوا على المطران من قبيلة مطير مثل المعاصير أي من فعلهم بالمطران مثل الاعاصير التي تدمر المكان ، من شدة الهزيمة والفعل .. والثمامي : شعيب في حفر الباطن قرب الدهناء..
ثم يكمل بقوله أنه يريد بهم مثل ما صار مع الذين قبلهم من ذبح وكسب حلالهم ، ثم يقول الشيخ مشعان بأنه وقبيلة عنزة صاحوا عليهم صيحة أي عندما هجموا عليهم حتى أجبروهم على ترك الديار التي نزلوها مجبرين مكرهين مسلوبين..
ثم يقول الشيخ مشعان بن هذال من باب السخرية بعد هزيمة مطير وشيخها : وين أنت ياللي تايه منك الابصار أي أين أنت يامن تظن أننا لم نأتي ، ها نحن قد أتينا لك من شثاثا وأبا القير وهو وادي شمال شرق منطقة عرعر بالشمال ..
ثم يقول هج الدويش : أي هرب مذعورا والدويش المعني هنا / الشيخ فيصل بن وطبان الدويش شيخ مطير على وقته ، ويكمل الشيخ مشعان أنه لم يجده بمعنى الخوف والهرب ، وزبن على الحرة أي هرب الى الحرة والمرتفعات التي تحميه من سطوة الشيخ مشعان وقبيلة عنزة..
ثم يقول أن الكسيرة التي حلت بهم لم يذكر مثلها في أذكار الغزوات وأن قلائع الخيل المكسوبة مثل روس الخنازير لكثرتها ..
ثم يكمل حديثه عن نجد أنه لولا رغبته فيها لم يحتار فكره وكثرت عليه التفاكير وأنه لولا رغبتي بك و لم أكن لاتي مرار ، اي أنه أتى إليها مرارا ً وليس لاستقرار وذلك لرغبته فيها ولكن الجوع الذي حده عنها ..
ثم يقول نلقا يا نجد بدالك دار اذا جار الزمن علينا ، ديد من العسل بها يعيش المفاقير اي الذي معدم جدا ، وأنها بالشتاء تسمن الضير ، من شدة خير تلك الديار الشمالية في الشتاء يسمن الضير..
وأن تلك الديار بالقيظ أي في شدة الحر والجدب بها الغدران والانهار التي لا تنضب ، والارز بها يملى في الجواخير..
وأن قطعان إبلنا ترعى من كثرة الخير وخصوبة اراضي من زهر النوار ، وهو الاقحوان وأنها من كثرة الخير أصبحت ظهرها من كثرة الشحم مثل القناطير..
ثم يختم الشيخ مشعان بن هذال قصيدته الشيخة بالصلاة على النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم..
يتبع ---