°~*¤®§(§ شبـــكة ويــلان العـربـيـه §)§®¤*~ˆ°

الأخ الفاضل / نمـــــش الشــمري

صــح لسـانك ورحم الله والدك وأنزله خير مقام

ماذا عساي أن أقول عن هذه الرائعة بجزالتها المفرطة ومطلعها الشيق

من ضيقة الخاطر .. ومن كثر الأنكاد
...................................... ومن ما يجول بخاطري .. وبفؤادي

ودّي.. أسولفها على روس الأشهاد
......................................ودّي.... يسيل السيل ....في كل وادي

ودّي ..أسوّي مشكلة غصب وعناد
....................................... ودّي أسوّي شي ..... ماهو بعادي

هذا مطلـع مثير لذهن القارئ أو المستمع فسيتلهف ويزداد شوقا وفضولا لمعرفة ماذا سيقول الشاعر بعد احساسه بالضيقة والكدر .

هل سيفشي سرا ؟

هل سيفجر قنبلة ويقلب وينسف عاديات الأمور ؟

هذه الأسئلة تتوارد في خاطر من يقرأ المطلع فهي تحفزه الى القادم , ( أسلوب تشويق ) رائع

يجبر عين القارئ على حث الهمة في القراءة لكشف ما وراء هذا النكد والألم

ولكن في هذا البيت يستدرك الشاعر ما قاله ويصرح بأن هناك ما يمنعه عن البوح بألمه

وهذا الاستدراك قد يمقته القارئ ويسخط على الشاعر لأنه تلاعب بعواطفه ولكن عندما يكون بهذه الطريقة

بس إحترامن للذي راح .. ما عاد
...................................... كان ( العلاج ) وللجروح الضمادي

يجعل القارئ يقف احتراما للشاعر ويحييه على نبل أخلاقه ووفائه , فما منعه من البوح ليس خوفا أو خجلا بل هو وفائه لذكرى والده , مــا أروع هذا السبب مع أنه كان عائقا في كشف ما يدور في أعماق شاعرنا وقتل لهفتنا , الا أنه كان قادرا على ابهارنا بعظمة وفاء الشاعر لوالده الذي يرقد في قبره .

الوافي .. اللي لأجله الطيب ينقاد
................................ ما هو غلط لا قلت .. أبوي.. إعتمادي

حديث الشاعر عن وفاء والده - يرحمه الله - يشير حسب اعتقادي أن هذا الألم والكدروالضيقةالتي يعانيها الشاعر والتي دفعته الى ترجمة شعوره هو نتيجة
تعــرضه لموقف( تجرع فيه كأس الخيانة أو الغدر من أحد المقربين له )
وهو استنتاج مبني على تركيزه على صفة( الوفاء ) .

أتعبت نفسي في رضاهم .. ولا فاد
............................... واللي يحاول يرضي الناس ....غادي

قلته .. ومن قبلي يقولون الأجواد
............................... تتعب ....... ولا ترضى عليك العبادي

اذن ( هم ) من كانوا سبب هذه الضيقة والكدر , هم من اجتهد لنيل رضاهم وقد تسببوا في ألمه
بعد كل ما قدم لهم فقد أحسن اليهم وأساؤوا اليه , وهذا يبرر احساسه بالضيق والكدر وسخطه على هؤلاء الذين يتمثلون بـ ( هم )

أخيرا يتـوصل الى أن ( ارضاء الناس غاية لا تدرك ) بعد ما رأى منهم , ويؤكد على مصداقية هذا المثل في البيت الأخير .

نص رائع ومطلع شيق , استدراك مبرر , بث الشكوى بطريقة غير مباشرة من خلال الحديث عن وفاء والده المرحوم , الخاتمة رائعه وبشكل مدهش فبعد التجارب توصل الى قناعة ثابتة ومثل متداول وظـــفـــه بشكل دقيق وجميل فقد أتى في مكانه .

أخي الغالي / نمش الشـمري بحق أبدعت نصا ثريا بالجماليات الأدبية

وأرجو أن تسمح لي بتعدي على هذا النص ومحاولتي تحليله وابراز جمالياته-حسب امكاناتي المتواضعة فلست بذلك الناقد المتمكن ولكن يأسرني النص الجميل فأهيم به وأرتجل حديثي مغرما به .

أما اذا سمحت لي بتكرار هذه المحاولة فذلك سيسعدني , وان لم ترد ذلك فاحترم رغبتك وتبقى

مكانتك في قلبي كما هي أخا فاضلا و شــاعرا مبدعا أتلهف لمصافحة روائعه .

تقبل خالص الود وأرق التحايا من قلب أخيك / عبدالله المانع