البحتري
18/10/07, (10:38 AM)
المسألة
للكاتبة / تامارا شيناريفا
أعطت المعلمة واجب حساب للأطفال ، وكانت مسألة غريبة جدا تدور حول ست عشرة بالونة !!
أشترت ماما ست عشرة بالونة ، انفجرت ست منها ، كم بالونة تبقت ؟
_ يا ألهي!! صاحت يوليا بوريسكينا في دهشة لابد أنك تحبين طفلك حقا حتى تشتري كل هذا العدد من البالونات
دفعة واحدة.
فقد كان يشتري ليوليا دائما بالونة واحدة أو اثنتان أو ثلاث ، ثلاث على أكثر تقدير ، واحده حمراء وواحده زرقاء
داكنة و واحدة صفراء ، ولم تر في حياتها طفلا يسير في الشارع وهو يحمل ست عشرة بالونة معا ، فمثل هذا
الطفل لن يسير بل سيطير .
- ماما ! نادت يوليا .
- ما الأمر يا عزيزتي يوليا ؟ ردت أمها وهي في المطبخ .
- أنت لا تستطيعين شراء ست عشرة بالونة لي ، هل تستطيعين ؟
_ لأي غرض ؟ هل طلبوا منك ذلك في المدرسة ؟
_ حسنا ، لا .. ليس هناك سبب محدد " قالت يوليا ذلك وهي تتنهد .
وشعرت أن أمها لم تكن تحبها كثيرا على أية حال .
" انفجرت ست بالونات " ...... " كررت ذلك في نفسها " ..... لماذا انفجرت ؟ كل الستة في الوقت نفسه .......
ربما كان الطفل يسير في الطريق واصطدم بشجرة صنوبر ، أو ربما دخل في عراك فانفجرت البالونات أثناء
الشجار ، ياله من شيء مؤسف !! .
_ هل ما زلت تعملين واجبك المدرسي ؟ ! قالت أمها وقد ظهرت قرب الباب .
" هل يمكن أن تكوني متبلدة هكذا حقا ؟
_ لقد كتبت بالفعل كلمة مسألة .....
_ ألا تعرفين كيف تقومين بحلها ؟ ونظرت أمها إلى الكتاب المدرسي ، ألا تعرفين كيف تحلين مسألة
كهذه ؟ كانت هناك ست عشرة بالونة انفجرت ست .......
_ كل واحد يعرف أنه تبقى عشر ! قالت يوليا " ولكن لماذا انفجرت ست بالونات في الوقت نفسه ولماذا تشترين
لي انثتين أو ثلاثا ، بينما توجد ست عشرة ......
_ ولكن أحدا لا يسألك عن كل هذا ! قالت أمها ذلك وهي تصرخ بانفعال
فقط اكتبي الحل ، هذا كل مافي الأمر ، كما أن المسألة لا تقول إن البالونات قد تم شراؤها لطفل واحد ، فربما
كان للأم خمسة أطفال ، فكم بالونة يأخذها كل طفل ؟
_ سوف يأخذ كل واحد ثلاثا ، ولكن الأخير يأخذ واحده إضافية ، قالت أمها وهي تتنهد .
ولكن هذا لايكون عدلا بالنسبة للأخرين ، قالت يوليا ، لقد كان ينبغي حقا أن تشتري خمس عشرة بالونة .
_ لا أستطيع الاحتمال أكثر من ذلك ! وأمسكت والدة يوليا رأسها بكلتا يديها وغادرت الحجرة .
_ وسمعتها يوليا تتحدث إلى أبيها في الهاتف .
_ " أوليج " كم أنا مسرورة لأنك لم تغادر العمل بعد !! أرجو أن تشتري ست عشرة بالونة ، لا تسألتي أية
أسئلة أرجوك ، و إلا سوف أجن .
وهكذا فإن يوليا بورسكينا لن تذهب إلى المدرسة غدا ، ولن تجري أو تقفز ...... بل سوف تطير وهي تمسك
بخيوط ست عشرة بالونة !! .
ــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت في مجلة إبداع العدد 6 ( يونيو 1988 - شوال 1408 ) ص 110 - 111
مترجمة عن الإنجليزية د . أحمد شفيق الخطيب
للكاتبة / تامارا شيناريفا
أعطت المعلمة واجب حساب للأطفال ، وكانت مسألة غريبة جدا تدور حول ست عشرة بالونة !!
أشترت ماما ست عشرة بالونة ، انفجرت ست منها ، كم بالونة تبقت ؟
_ يا ألهي!! صاحت يوليا بوريسكينا في دهشة لابد أنك تحبين طفلك حقا حتى تشتري كل هذا العدد من البالونات
دفعة واحدة.
فقد كان يشتري ليوليا دائما بالونة واحدة أو اثنتان أو ثلاث ، ثلاث على أكثر تقدير ، واحده حمراء وواحده زرقاء
داكنة و واحدة صفراء ، ولم تر في حياتها طفلا يسير في الشارع وهو يحمل ست عشرة بالونة معا ، فمثل هذا
الطفل لن يسير بل سيطير .
- ماما ! نادت يوليا .
- ما الأمر يا عزيزتي يوليا ؟ ردت أمها وهي في المطبخ .
- أنت لا تستطيعين شراء ست عشرة بالونة لي ، هل تستطيعين ؟
_ لأي غرض ؟ هل طلبوا منك ذلك في المدرسة ؟
_ حسنا ، لا .. ليس هناك سبب محدد " قالت يوليا ذلك وهي تتنهد .
وشعرت أن أمها لم تكن تحبها كثيرا على أية حال .
" انفجرت ست بالونات " ...... " كررت ذلك في نفسها " ..... لماذا انفجرت ؟ كل الستة في الوقت نفسه .......
ربما كان الطفل يسير في الطريق واصطدم بشجرة صنوبر ، أو ربما دخل في عراك فانفجرت البالونات أثناء
الشجار ، ياله من شيء مؤسف !! .
_ هل ما زلت تعملين واجبك المدرسي ؟ ! قالت أمها وقد ظهرت قرب الباب .
" هل يمكن أن تكوني متبلدة هكذا حقا ؟
_ لقد كتبت بالفعل كلمة مسألة .....
_ ألا تعرفين كيف تقومين بحلها ؟ ونظرت أمها إلى الكتاب المدرسي ، ألا تعرفين كيف تحلين مسألة
كهذه ؟ كانت هناك ست عشرة بالونة انفجرت ست .......
_ كل واحد يعرف أنه تبقى عشر ! قالت يوليا " ولكن لماذا انفجرت ست بالونات في الوقت نفسه ولماذا تشترين
لي انثتين أو ثلاثا ، بينما توجد ست عشرة ......
_ ولكن أحدا لا يسألك عن كل هذا ! قالت أمها ذلك وهي تصرخ بانفعال
فقط اكتبي الحل ، هذا كل مافي الأمر ، كما أن المسألة لا تقول إن البالونات قد تم شراؤها لطفل واحد ، فربما
كان للأم خمسة أطفال ، فكم بالونة يأخذها كل طفل ؟
_ سوف يأخذ كل واحد ثلاثا ، ولكن الأخير يأخذ واحده إضافية ، قالت أمها وهي تتنهد .
ولكن هذا لايكون عدلا بالنسبة للأخرين ، قالت يوليا ، لقد كان ينبغي حقا أن تشتري خمس عشرة بالونة .
_ لا أستطيع الاحتمال أكثر من ذلك ! وأمسكت والدة يوليا رأسها بكلتا يديها وغادرت الحجرة .
_ وسمعتها يوليا تتحدث إلى أبيها في الهاتف .
_ " أوليج " كم أنا مسرورة لأنك لم تغادر العمل بعد !! أرجو أن تشتري ست عشرة بالونة ، لا تسألتي أية
أسئلة أرجوك ، و إلا سوف أجن .
وهكذا فإن يوليا بورسكينا لن تذهب إلى المدرسة غدا ، ولن تجري أو تقفز ...... بل سوف تطير وهي تمسك
بخيوط ست عشرة بالونة !! .
ــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت في مجلة إبداع العدد 6 ( يونيو 1988 - شوال 1408 ) ص 110 - 111
مترجمة عن الإنجليزية د . أحمد شفيق الخطيب