البحتري
27/05/07, (06:29 PM)
بسم الله الرحمن الرحيم
1500 م
نبذة عن مملكة هرمز :
كانت هرمز مشيخة عربية كبيرة استطاعت أن تبسط سلطانها السياسي على أجزاء مترامية من شواطئ الخليج العربي
وجزره فشملت عمان حتى القطيف شمالا ودخلت جزر البحرين في تبعيتها وضمت قسما كبيرا من الساحل الشرقي
إضافة إلى عمقها الكبير داخل الجزيرة العربية وحتى مشارف عدن وتعد مشيخة هرمز آنذاك من أعظم الكيانات التي
شهدتها منطقة الخليج العربي ثراء و أكثرها ازدهارا وأوفرها سكنا ويبلغ عدد سكانها أربعين ألف نسمه كانوا
يعيشون على مستوى عالي من الرفاهية ومرجع ذلك الإزدهار إلى إتساع دائرة النشاط التجاري الذي كان يمارسه
سكان هرمز التي غدت حلقة مهمة في نقل التجارة العالمية بين الشرق و الغرب .
الغزو البرتغالي لجزيرة هرمز :
استعدت هرمز لصد الغزو البرتغالي وقد تجمعت قوات من الفرسان على الساحل وكان ملك هرمز صبيا صغير السن
يسمى ( سيف الدين ) ويحكم نيابه عن مستشار ( الشيخ عطار ) وإزاء استمرار القصف المدفعي البرتغالي لم
يجد سيف الدين بدا من طلب المفاوضات وأسفرت المفاوضات التي جرت في جو إرهابي كانت نتيجتها أن قام القائد
البرتغالي أثناء المفاوضات بطعن الشيخ عطار مستشار الملك فجأة عندما كان يتحدث معه فأرداه قتيلا
وأسفرت المفاوضات عن الصلح بشروط قاسية منها أن يظل سيف الدين في منصبه حاكما على هرمز تحت السيادة
البرتغالية وأن يدفع لملك البرتغال جزية سنوية وأن يسمح للبرتغاليين بإقامة منشآت عسكرية في بلاده .
باحتلال هرمز فرض البرتغاليون سيطرتهم على المنطقة بشكل لايقبل الشك فلم يعد باستطاعة أية سفينة المتاجرة
مع الخليج دون أن تحمل جوازا خاص بذلك .
الثورات العربية ضد البرتغاليين :
شرع سكان الخليج العربي لتحريك ثورة تحت قيادة حكام هرمز على الحكم البرتغالي بحيث امتدت الثورة إلى جميع
القواعد و الحصون البرتغالية في منطقة الخليج العربي ففي عام 1521 م قام رئيس التجار بمهاجمة السفينتين
الموجودتين في ميناء هرمز و أشعل النار على سطح أحداهما فكان ذلك إيذانا ببدأ الثورة فتمكن الأهالي من مهاجمة
البرتغاليين وحاصروهم في القلعة أما بقية المناطق فقد تعرض البرتغاليون إلى هجمات منظمة وشهدت الثورة نجاحا
عظيما وتعرض البرتغاليين إلى خسائر فادحة ثم نقل البرتغاليون تعزيزات عسكرية إلى جزيرة هرمز التي اتخذها
الثوار مقرا لقيادة الثورة وقضوا على الثورة بعد سلسلة من الأعمال الوحشية ثم ألغى البرتغاليون الإدارة العربية
في حكم هرمز وأسرفوا إسرافا بعيدا في التنكيل بالأهالي فأخذوا يغادرونها إلى جزيرة قشم المجاورة فتعقبهم
البرتغاليون .
موقف الفرس من الوجود البرتغالي :
في الوقت الذي تحمل العرب أعباء المقاومة للوجود البرتغالي فقد رحب الفرس ومنذ البداية بالغزاة البرتغاليين
وعقدوا معهم معاهدة تضمنت اعتراف الصفويين باستيلاء البرتغاليين على هرمز وقيام تحالف عسكري بين فارس
والبرتغال في الخليج العربي ضد الدولة العثمانية وحقيقته ضد الوجود العربي ويتضح ذلك من الرسالة التي بعثها
القائد البرتغالي إلى شاه فارس والتي أعلن فيها تأييده لأطماع الفرس في الخليج العربي بقوله : (( وإذا أردت
أن تنقض على بلاد العرب أو أن تهاجم مكة فستجدني بجانبك في البحر الأحمر أمام جدة أو عدن أو في البحرين
أو في القطيف أو البصرة )) .
نهاية الإحتلال البرتغالي لمملكة هرمز :
ثارت البحرين في عام 1529م فأرسل البرتغاليون حملة لكنها فشلت نتيجة لنقص استعداداتها وكان لهذا الفشل
انعكاسات سيئة على هيبة البرتغاليين ونفوذهم في المنطقة وثارت القطيف في عام 1550م واستمر العرب في ثوراتهم
ومن جهة أخرى واصل العمانيون استعداداتهم لطرد البرتغاليين من بلادهم وبخاصة بعد خروج هرمز من أيدي البرتغاليين
وكان العامل المهم في تفكك وانهيار الأمبراطورية البرتغالية هو تنامي قوة العرب العمانيين من أسرة اليعاربة
التي قدر لها أن تحسم الصراع لصالح العرب وتقضي على الأمبراطورية البرتغالية لا في الخليج العربي فحسب بل في
غرب المحيط الهندي وبرزت وحدة الشعب العماني وخاصة في عهد اسرة اليعاربة (1624-1749م ) .
ودمتم بخير
1500 م
نبذة عن مملكة هرمز :
كانت هرمز مشيخة عربية كبيرة استطاعت أن تبسط سلطانها السياسي على أجزاء مترامية من شواطئ الخليج العربي
وجزره فشملت عمان حتى القطيف شمالا ودخلت جزر البحرين في تبعيتها وضمت قسما كبيرا من الساحل الشرقي
إضافة إلى عمقها الكبير داخل الجزيرة العربية وحتى مشارف عدن وتعد مشيخة هرمز آنذاك من أعظم الكيانات التي
شهدتها منطقة الخليج العربي ثراء و أكثرها ازدهارا وأوفرها سكنا ويبلغ عدد سكانها أربعين ألف نسمه كانوا
يعيشون على مستوى عالي من الرفاهية ومرجع ذلك الإزدهار إلى إتساع دائرة النشاط التجاري الذي كان يمارسه
سكان هرمز التي غدت حلقة مهمة في نقل التجارة العالمية بين الشرق و الغرب .
الغزو البرتغالي لجزيرة هرمز :
استعدت هرمز لصد الغزو البرتغالي وقد تجمعت قوات من الفرسان على الساحل وكان ملك هرمز صبيا صغير السن
يسمى ( سيف الدين ) ويحكم نيابه عن مستشار ( الشيخ عطار ) وإزاء استمرار القصف المدفعي البرتغالي لم
يجد سيف الدين بدا من طلب المفاوضات وأسفرت المفاوضات التي جرت في جو إرهابي كانت نتيجتها أن قام القائد
البرتغالي أثناء المفاوضات بطعن الشيخ عطار مستشار الملك فجأة عندما كان يتحدث معه فأرداه قتيلا
وأسفرت المفاوضات عن الصلح بشروط قاسية منها أن يظل سيف الدين في منصبه حاكما على هرمز تحت السيادة
البرتغالية وأن يدفع لملك البرتغال جزية سنوية وأن يسمح للبرتغاليين بإقامة منشآت عسكرية في بلاده .
باحتلال هرمز فرض البرتغاليون سيطرتهم على المنطقة بشكل لايقبل الشك فلم يعد باستطاعة أية سفينة المتاجرة
مع الخليج دون أن تحمل جوازا خاص بذلك .
الثورات العربية ضد البرتغاليين :
شرع سكان الخليج العربي لتحريك ثورة تحت قيادة حكام هرمز على الحكم البرتغالي بحيث امتدت الثورة إلى جميع
القواعد و الحصون البرتغالية في منطقة الخليج العربي ففي عام 1521 م قام رئيس التجار بمهاجمة السفينتين
الموجودتين في ميناء هرمز و أشعل النار على سطح أحداهما فكان ذلك إيذانا ببدأ الثورة فتمكن الأهالي من مهاجمة
البرتغاليين وحاصروهم في القلعة أما بقية المناطق فقد تعرض البرتغاليون إلى هجمات منظمة وشهدت الثورة نجاحا
عظيما وتعرض البرتغاليين إلى خسائر فادحة ثم نقل البرتغاليون تعزيزات عسكرية إلى جزيرة هرمز التي اتخذها
الثوار مقرا لقيادة الثورة وقضوا على الثورة بعد سلسلة من الأعمال الوحشية ثم ألغى البرتغاليون الإدارة العربية
في حكم هرمز وأسرفوا إسرافا بعيدا في التنكيل بالأهالي فأخذوا يغادرونها إلى جزيرة قشم المجاورة فتعقبهم
البرتغاليون .
موقف الفرس من الوجود البرتغالي :
في الوقت الذي تحمل العرب أعباء المقاومة للوجود البرتغالي فقد رحب الفرس ومنذ البداية بالغزاة البرتغاليين
وعقدوا معهم معاهدة تضمنت اعتراف الصفويين باستيلاء البرتغاليين على هرمز وقيام تحالف عسكري بين فارس
والبرتغال في الخليج العربي ضد الدولة العثمانية وحقيقته ضد الوجود العربي ويتضح ذلك من الرسالة التي بعثها
القائد البرتغالي إلى شاه فارس والتي أعلن فيها تأييده لأطماع الفرس في الخليج العربي بقوله : (( وإذا أردت
أن تنقض على بلاد العرب أو أن تهاجم مكة فستجدني بجانبك في البحر الأحمر أمام جدة أو عدن أو في البحرين
أو في القطيف أو البصرة )) .
نهاية الإحتلال البرتغالي لمملكة هرمز :
ثارت البحرين في عام 1529م فأرسل البرتغاليون حملة لكنها فشلت نتيجة لنقص استعداداتها وكان لهذا الفشل
انعكاسات سيئة على هيبة البرتغاليين ونفوذهم في المنطقة وثارت القطيف في عام 1550م واستمر العرب في ثوراتهم
ومن جهة أخرى واصل العمانيون استعداداتهم لطرد البرتغاليين من بلادهم وبخاصة بعد خروج هرمز من أيدي البرتغاليين
وكان العامل المهم في تفكك وانهيار الأمبراطورية البرتغالية هو تنامي قوة العرب العمانيين من أسرة اليعاربة
التي قدر لها أن تحسم الصراع لصالح العرب وتقضي على الأمبراطورية البرتغالية لا في الخليج العربي فحسب بل في
غرب المحيط الهندي وبرزت وحدة الشعب العماني وخاصة في عهد اسرة اليعاربة (1624-1749م ) .
ودمتم بخير