سليمان الجعفري
25/06/10, (10:08 PM)
الزول زوله والحلايا حلاياه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذا البيت أشهر من نار على علم وتردد كثيرا على ألسنة الناس في كثير من المناسبات المختلفة وهو نتاج قصة حقيقية حدثت في الزمن القديم فهذا البيت لزوجة الشيخ وديد بن عروج شيخ قبيلة بني لام التي كان موطنها العارض في وسط نجد وقد كانت قبيلة كثيرة العدد تفرعت منها عدة قبائل معروفة الآن في جزيرة العرب ومنها من نزح إلى العراق.
أما قصة البيت المذكور أعلاه فهي أن الشيخ وديد بن عروج قد أشتهر بالمغازي الكثيرة وكان لديه ذلولا أصيلة ولكنها دائما ضعيفة وهزيلة الحال لكثرة غزواته عليها ولم يبن الشحم على جسمها بسبب ذلك ، وبعد موته تقدم أخوه (لزّام) للزواج من أرملة أخيه لحفظ الأبناء وتربيتهم ، وتم الأمر إلا أن الفرق بين الرجلين كان كبيرا جدا في نظر الزوجة ، فلزّام لم يظهر له فعل كأخيه وديد وأكتفى في حياة أخيه بالمكوث في البيت وقضاء لوازمهم إذا ما غاب أخيه للغزو .وقد زاد حزن الزوجة عندما رأت الذلول الهزيل وقد تغيرت أوصافها وتبدل حالها فمن بعد الهزال ركب الشحم عليها وفي احدى المرات عاد الراعي بالإبل فإذا بالذلول (تهدر) وكأنها جمل ، فتذكرت زوجها السابق الشيخ وديد
وغزواته ومحاسنه التي تفتخر بها كأي أمرأة بدوية تحب الرجل الفارس الشجاع ، وقارنت بين حياتها تلك وبين حياتها الحالية مع أخيه لزّام فقالت :
يالله يا عايد علـى كـل مضمـاه = يا مخضر الأرض الهشيم المحايـل
أنت الكريم ورحمتك مـا نسينـاه =تروف باللـي دوم عينـه تخايـل
تلطف بمـن كـن عينـه مـداواه=اللـي بقلبـه حاميـات الملايـل
ألوج مثل أيوب من عظـم بلـواه=واسهر إلى ما يصبح النجم زايـل
على حبيبٍ كـل ماقلـت أبنسـاه=لذكره تفطني مـن الهجـن حايـل
ليـا نسيتـه ذكرتنـي بطـريـاه=شيبا ظهر من عاصيـات الجلايـل
يلتاع قلبي كل ما أذكـر سوايـاه=كما يلوع الطيـر شبـك الحبايـل
لا واحبيبي سبـع سنيـن فرقـاه=عليه أنـا قضيّـت كـل الجدايـل
لا واحبيبي يتلف الهجـن ممشـاه=ليا بغـى لـه نيـةٍ مـا يسايـل
لا واحبيبي يسقي الربع مـن مـاه=دليلهـن لا ضيّـعـوه الـدلايـل
لا واحبيبي يرعب الهجـن بغنـاه=من كثر ما يوحيـه ليـل وقوايـل
لا واحبيبـي كـل قـومٍ تنـصـاه=تلقـى ربوعـه طيبيـن القبايـل
لا واحبيبي تدفـق السمـن يمنـاه=ياما ذبح من بين كبـشٍ وحايـل
لا واحبيبـي وافيـاتٍ سجـايـاه=عليـه غضـات الصبايـا غلايـل
لا واحبيبـي دوم للعفـن متـقـاه=يامـا كلنـه مدمجـات الفتـايـل
لا واحبيـبـي بـيـن ذولا وذولاه=خلـي بوجـه معدليـن الدبـايـل
لا واحبيبي طـاح يـوم الملاقـاه=بنحور غلبا فوق غـب السلايـل
لا واحبيبي طيـر شلـوى تعشـاه=قطاعة المهجة سناعيـس حايـل
يا عارفين وديد يا طـول هجـراه=يا ليتني بوديد مـا أبغـى بدايـل
أخذت أخوه أبي العوض ذاك من ذاه=والبيت واحد من كبـار الحمايـل
عندي مثيلـه واحـدٍ كنـه إيـاه=عليه من توصيـف خلـي مثايـل
الـزول زولـه والحلايـا حلايـاه= والفعل ماهو فعل وافي الخصايـل
ولسوء حظ الزوجة فقد سمعها زوجها لزّام وأضمر الشر في نفسه لكنه لم يشأ أن يعاقبها إلا بعد أن يجعلها ترى فعله وشجاعته وبالفعل قام بإعلان المغزى وطالت غزواته حتى أن رفاقه سئموا طول المدة وكان كلما ..كسب شيئاً أرسله إلى قومه وهو ماضٍ في غزواته وقد أنشد هذه القصيدة:
أنـا ابـن عـروج وهـاذي سـواتي = مـوصل سمان الهجن شنٍ ما يجنه
خـمـسـيـن يـومٍ والـنـضـا مقفياتي = مــع مـثـلـهـن وهـن على وجههنه
نـمـشـي الـنـهـار ولـيـلـنـا مانباتي = كــم ذود مـصـلاحٍ امـنـيـسٍ خذنه
مـن ظـن فـيـنا الطيب شافه ثباتي = والـلي هقى فينا الردى ضاع ظنه
كـم مـن صـبـيٍ عـشـقـة لـلـبناتي = عقب التعجرف بدّل الضحك ونه
اسـتـاخـذ المذهول عاف الحياتي = هـو مـادري أن الهـجن بيوصلنه
من فوق هجنٍ من فحلهن خواتي = غـيـب الـصـبايا الخافية يظهرنه
ولما رجع من غزواته كانت ذلوله بالكاد تمشي وفي حالة يرثى لها من شدة الاعياء والهزال ويقال أنها بركت قبل أن تصل إلى البيت، فأمر زوجته أن تذهب لاحضارها وكان يمشي خلفها يريد الفتك بها لما قالته سابقاً من قصائد تمس كرامته وهي لم تكن تعلم بأنه يمشي خلفها، فلما رأت الذلول على تلك الحال قالت هذه القصيدة التي كانت سبباً في نجاتها من خطر لم تكن تعلم عنه:
يا بكرتي وش علم حالك ضعيفي = أشــوف حــيــلــك وانــي عــقــب الاردام
عقب الفسق ومهادرك بالمصيفي = ومــصــاول الــقــعــدان مـربـاعـك الـعـام
عـقـب الأبـاهـر والـسـنـام المنيفي = صــرتـي كـمـا الـمــفرود مـن فـعـل لـزّام
قـطـع عـلـيـك ديـار قـوم تـخـيـفـي = تــســعــيــن لـيـلـة راكـب الـهـجـن مـا نام
اقـفـى عـلـيـك مـن الحساء للقطيفي = لــحــوران والــحــرة الــى نــقــرة الـشـام
وتـدمـر وصـلـهـا وخمّها مستخيفي = واشــبــيــح والــضــاحـك وقـديـم الأقـدام
واخــذ عــلـيـك اذواد جـوٍ مـريـفـي = وضـحـك كـمـا بـرق الـحـبـاري بالاكوام
يــزفــهــا يــقــداه مـشـيـة هـريـفـي = واقـفـي عـلـيـهـن مـتـلـف الـهـجـن لا قام
وعادوا على العارض ركيبٍ يهيفي = يــتــلــون ابــن عــروج مـقـدم بـنـي لام
زهـابـهــم حـب الـقـرايـا الـنـظـيفي = وسـلاحـهـم صـنـع الـفـرنـجـي والاروام
يـامـا انـقـطـع مع ساقته من عسيفي = ومـن فـاطـرٍ مـشـيـة عـن الـجـيـش قـدام
عـقـب الـشـحـم ومـلافـخـة للرديفي = قـامـت تـسـنـدر مـثـل مـبـخـوص الاقدام
تـوي هـنـيـت وطـاب بـالـي وكيفي = من عقب ضيمي صرت في خير و انعام
وهكذا أثبت لزّام أنه لا يقل عن أخيه شجاعة وفروسية وثبت للزوجة أن الخلف كالسلف
منقووول للفايده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذا البيت أشهر من نار على علم وتردد كثيرا على ألسنة الناس في كثير من المناسبات المختلفة وهو نتاج قصة حقيقية حدثت في الزمن القديم فهذا البيت لزوجة الشيخ وديد بن عروج شيخ قبيلة بني لام التي كان موطنها العارض في وسط نجد وقد كانت قبيلة كثيرة العدد تفرعت منها عدة قبائل معروفة الآن في جزيرة العرب ومنها من نزح إلى العراق.
أما قصة البيت المذكور أعلاه فهي أن الشيخ وديد بن عروج قد أشتهر بالمغازي الكثيرة وكان لديه ذلولا أصيلة ولكنها دائما ضعيفة وهزيلة الحال لكثرة غزواته عليها ولم يبن الشحم على جسمها بسبب ذلك ، وبعد موته تقدم أخوه (لزّام) للزواج من أرملة أخيه لحفظ الأبناء وتربيتهم ، وتم الأمر إلا أن الفرق بين الرجلين كان كبيرا جدا في نظر الزوجة ، فلزّام لم يظهر له فعل كأخيه وديد وأكتفى في حياة أخيه بالمكوث في البيت وقضاء لوازمهم إذا ما غاب أخيه للغزو .وقد زاد حزن الزوجة عندما رأت الذلول الهزيل وقد تغيرت أوصافها وتبدل حالها فمن بعد الهزال ركب الشحم عليها وفي احدى المرات عاد الراعي بالإبل فإذا بالذلول (تهدر) وكأنها جمل ، فتذكرت زوجها السابق الشيخ وديد
وغزواته ومحاسنه التي تفتخر بها كأي أمرأة بدوية تحب الرجل الفارس الشجاع ، وقارنت بين حياتها تلك وبين حياتها الحالية مع أخيه لزّام فقالت :
يالله يا عايد علـى كـل مضمـاه = يا مخضر الأرض الهشيم المحايـل
أنت الكريم ورحمتك مـا نسينـاه =تروف باللـي دوم عينـه تخايـل
تلطف بمـن كـن عينـه مـداواه=اللـي بقلبـه حاميـات الملايـل
ألوج مثل أيوب من عظـم بلـواه=واسهر إلى ما يصبح النجم زايـل
على حبيبٍ كـل ماقلـت أبنسـاه=لذكره تفطني مـن الهجـن حايـل
ليـا نسيتـه ذكرتنـي بطـريـاه=شيبا ظهر من عاصيـات الجلايـل
يلتاع قلبي كل ما أذكـر سوايـاه=كما يلوع الطيـر شبـك الحبايـل
لا واحبيبي سبـع سنيـن فرقـاه=عليه أنـا قضيّـت كـل الجدايـل
لا واحبيبي يتلف الهجـن ممشـاه=ليا بغـى لـه نيـةٍ مـا يسايـل
لا واحبيبي يسقي الربع مـن مـاه=دليلهـن لا ضيّـعـوه الـدلايـل
لا واحبيبي يرعب الهجـن بغنـاه=من كثر ما يوحيـه ليـل وقوايـل
لا واحبيبـي كـل قـومٍ تنـصـاه=تلقـى ربوعـه طيبيـن القبايـل
لا واحبيبي تدفـق السمـن يمنـاه=ياما ذبح من بين كبـشٍ وحايـل
لا واحبيبـي وافيـاتٍ سجـايـاه=عليـه غضـات الصبايـا غلايـل
لا واحبيبـي دوم للعفـن متـقـاه=يامـا كلنـه مدمجـات الفتـايـل
لا واحبيـبـي بـيـن ذولا وذولاه=خلـي بوجـه معدليـن الدبـايـل
لا واحبيبي طـاح يـوم الملاقـاه=بنحور غلبا فوق غـب السلايـل
لا واحبيبي طيـر شلـوى تعشـاه=قطاعة المهجة سناعيـس حايـل
يا عارفين وديد يا طـول هجـراه=يا ليتني بوديد مـا أبغـى بدايـل
أخذت أخوه أبي العوض ذاك من ذاه=والبيت واحد من كبـار الحمايـل
عندي مثيلـه واحـدٍ كنـه إيـاه=عليه من توصيـف خلـي مثايـل
الـزول زولـه والحلايـا حلايـاه= والفعل ماهو فعل وافي الخصايـل
ولسوء حظ الزوجة فقد سمعها زوجها لزّام وأضمر الشر في نفسه لكنه لم يشأ أن يعاقبها إلا بعد أن يجعلها ترى فعله وشجاعته وبالفعل قام بإعلان المغزى وطالت غزواته حتى أن رفاقه سئموا طول المدة وكان كلما ..كسب شيئاً أرسله إلى قومه وهو ماضٍ في غزواته وقد أنشد هذه القصيدة:
أنـا ابـن عـروج وهـاذي سـواتي = مـوصل سمان الهجن شنٍ ما يجنه
خـمـسـيـن يـومٍ والـنـضـا مقفياتي = مــع مـثـلـهـن وهـن على وجههنه
نـمـشـي الـنـهـار ولـيـلـنـا مانباتي = كــم ذود مـصـلاحٍ امـنـيـسٍ خذنه
مـن ظـن فـيـنا الطيب شافه ثباتي = والـلي هقى فينا الردى ضاع ظنه
كـم مـن صـبـيٍ عـشـقـة لـلـبناتي = عقب التعجرف بدّل الضحك ونه
اسـتـاخـذ المذهول عاف الحياتي = هـو مـادري أن الهـجن بيوصلنه
من فوق هجنٍ من فحلهن خواتي = غـيـب الـصـبايا الخافية يظهرنه
ولما رجع من غزواته كانت ذلوله بالكاد تمشي وفي حالة يرثى لها من شدة الاعياء والهزال ويقال أنها بركت قبل أن تصل إلى البيت، فأمر زوجته أن تذهب لاحضارها وكان يمشي خلفها يريد الفتك بها لما قالته سابقاً من قصائد تمس كرامته وهي لم تكن تعلم بأنه يمشي خلفها، فلما رأت الذلول على تلك الحال قالت هذه القصيدة التي كانت سبباً في نجاتها من خطر لم تكن تعلم عنه:
يا بكرتي وش علم حالك ضعيفي = أشــوف حــيــلــك وانــي عــقــب الاردام
عقب الفسق ومهادرك بالمصيفي = ومــصــاول الــقــعــدان مـربـاعـك الـعـام
عـقـب الأبـاهـر والـسـنـام المنيفي = صــرتـي كـمـا الـمــفرود مـن فـعـل لـزّام
قـطـع عـلـيـك ديـار قـوم تـخـيـفـي = تــســعــيــن لـيـلـة راكـب الـهـجـن مـا نام
اقـفـى عـلـيـك مـن الحساء للقطيفي = لــحــوران والــحــرة الــى نــقــرة الـشـام
وتـدمـر وصـلـهـا وخمّها مستخيفي = واشــبــيــح والــضــاحـك وقـديـم الأقـدام
واخــذ عــلـيـك اذواد جـوٍ مـريـفـي = وضـحـك كـمـا بـرق الـحـبـاري بالاكوام
يــزفــهــا يــقــداه مـشـيـة هـريـفـي = واقـفـي عـلـيـهـن مـتـلـف الـهـجـن لا قام
وعادوا على العارض ركيبٍ يهيفي = يــتــلــون ابــن عــروج مـقـدم بـنـي لام
زهـابـهــم حـب الـقـرايـا الـنـظـيفي = وسـلاحـهـم صـنـع الـفـرنـجـي والاروام
يـامـا انـقـطـع مع ساقته من عسيفي = ومـن فـاطـرٍ مـشـيـة عـن الـجـيـش قـدام
عـقـب الـشـحـم ومـلافـخـة للرديفي = قـامـت تـسـنـدر مـثـل مـبـخـوص الاقدام
تـوي هـنـيـت وطـاب بـالـي وكيفي = من عقب ضيمي صرت في خير و انعام
وهكذا أثبت لزّام أنه لا يقل عن أخيه شجاعة وفروسية وثبت للزوجة أن الخلف كالسلف
منقووول للفايده