مشاهدة النسخة كاملة : شخصيات خالده (الشيخ ساجر الرفدي)
فهد السلقاوي
25/05/10, (01:56 PM)
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه سيرة بطل من أبطال الجزيرة العربية أو من أبطال الصحراء ..
هو الشيخ ساجر بن رجا بن عرمان الرفدي من البشير من قبيلة الشملان
وهو شيخ عموم قبيلة( السلقا ) من العمارات من عنزة .
نشأ الشيخ ساجر الرفدي وترعرع بين أفراد قبيلته فقد كان أبوه من قبيلة ( السلقا ) وهي بطن من قبيلة العمارات من بشر من عنزه . وأمه من أسرة عريقة من قبيلة البجايدة من ( السلقا ) وهي بنت أبا الخسائر الذي كان له شأن كبير في قبيلته لقد نشأ ساجر هو وأخوه عسكر نشأة الأبطال ومع حلول منتصف القرن الثالث عشر الهجري ذاع صيتهما بين قبيلتهما حتى أنهما صارا مضرب المثل في الشجاعة والفروسية والإقدام ونالا مكانة رفيعة وشهرة عظيمة رغم صغر سنهما وعدم تجاوزهما سن العشرين سنة .
لقد أرتبط ساجر بأخيه عسكر ارتباطا وثيقا ؛ فكانا لا يفترقان ذهابا وإيابا ؛ وعاشا معا داخل بيت كبير وتمتعا بثقة كبيرة في نفسهما اكتسباها بعد صولات وجولات ؛ ولكن لم تدم لهما هذه الحياة طويلا ؛ ففي اجتماع مع أخوالهما البجايدة الذين يقطنون بالقرب من الشملي اشتدت حدة النقاش ؛ وارتفعت الأصوات وثار الغضب حتى تحول الإجتماع العائلي إلى نزاع ومعركة داخل بيتهما ؛ ولقد كانت فاجعة ساجر كبيرة في هذا النزاع ؛ وتأثر تأثر لم يفارقه مدى الحياة ؛ لقد قتل أخوه عسكر سنده وعضده الذي ملأ عليه الدنيا ؛ وكان له أخا وأبا وصديقا .
انتظر ساجر انصراف أخواله إلى ديارهم في بلاد طي ثم دفن أخاه وهو في حالة يرثى لها ؛ وقد أعياه ما حدث ؛ وعزم على الانتقام لأخيه ؛ ولكن رأى أن الوقت غير مناسب الآن ؛ فقرر الرحيل بعيدا عن دياره ؛ والإعداد لما أراد ثم الكر عليهم والثأر لأخيه . وذات ليلة أغار ساجر على أخوالة ولكنه لم يجد أمامه إلا عبدا لــ ( سودان ) أحد رؤساء البجايدة الذي قتل أخاه عسكر فقتل العبد ؛ ثم أعاد الكرة عليهم بعد أن علم وقت وجود سودان وبالفعل وجده وانقض عليه وقتله . هذه الحادثة وطدت وجود ساجر بين عشيرته ودعمت مكانته بينهم وأظهرت شيئا عنه وعن فروسيته بين سائر القبائل ؛ ورأى فيه أقاربه من الشملان ذلك الفارس المغوار . فالتفوا حوله وشدوا من عضده ؛ فأوقد فيهم الحماس وأخذ بأيديهم إلى النصر وهزيمة الأعداء . وتوالت صولات وجولات ساجر ؛ حتى اشرأبت إليه الرؤوس ؛ وجذب إليه الأنظار ؛ فبايعه القوم زعيما لهم ؛ وكان موفقا في ذلك محبوبا من عشيرته صغيرهم وكبيرهم ؛ ولقب بالقائد ساجر الرفدي ؛ وفوق فروسية ساجر المنفردة بين قبيلته كان شاعرا فحلا ؛ استطاع بسيفه وشعره أن يشحذ همم قومه ؛ ويشد من أزرهم ؛ فقويت شوكتهم ونمت شجرتهم وتشعبت ؛ وزاد نفوذهم وعلت ديارهم .
شكل وضع ساجر والشملان بشكل عام موضع قلق وخطر على أمير حائل آنذاك عبد الله بن رشيد ؛ الذي رأى في ساجر وصديقه المقرب برجس بن مجلاد شيخ الدهامشة من العمارات من عنزه ؛ عقبتين لابد من إزاحتهما لفرض المزيد من نفوذه في شمال نجد . ولم يتوان ابن رشيد عن بذل كل ما يستطيع في سبيل ذلك ؛ حتى جائته الفرصة وطرقت بابه ؛ عندما سأل الإمام عبد الله الفيصل في الرياض عن أخبار الشمال ؛ فبعث إليه أخاه عبيد ليشي بساجر وبرجس ؛ ويخبر الإمام بأنهما يغيران على نجد ؛ ويثيران الرعب بين القبائل ؛ ويهددان الأمن في سائر البلاد الشمالية ؛ وأرسل هذه القصيدة .
أنا وربعي بين الاثنى والاخمــاس = ألفين من غير الفلا والعيـــــــادي
<FONT colordarkorchid>ياشيخ أنا جيتك مسير وبلاس=وباغ ٍأشوفك يامضنة فؤادي </FONT>
<FONT colordarkorchid>واخبرك باحوال ناس ٍ من الناس=ناس ٍ على حكمك تدور الفسادي</FONT>
<FONT colordarkorchid>ياشيخنا ما دوّروا طبلة الراس=وعندك خبر يجزا البعير القرادي</FONT>
فسأله الامام عبد الله الفيصل عن من يقصد في هذه الابيات فقال له انهما ساجر الرفدي وبرجس ابن مجلاد الذين يقومان بغزوات متتالية بنجد ويفسدان بين القبائل ويخلان بالامن في نجد وشمالها ، فأمر الامام عبد الله الفيصل بتجريد حملة ضدهما وهما في أراضي القصيم ، وتأثر ساجر لذلك أشد الأثر وشعر بالظلم ، ولكن ما خفف من ألمه وحزنه أنه أدرك أن ابن رشيد وشى به عند الامام ، وأن عليه اثبات عكس ذلك وابراء ذمته أمام الامام وإيضاح الحقائق ، ولكن لعلمه أن ذلك سيأخذ وقتا طويلا ، فقد قرر التأني والرحيل مع العمارات إلى الوديان المشهورة لعنزة في شمال الجزيرة ، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا . لقد رحل ساجر إلى الشمال ومعه همومه وحزنه وقال هذه القصيدة .
الله مـن عـيـن ٍ تـزايـد حـزنــــــــــــــهـــــا = والـقـلـب مـن ضـكّــات الأيـــام مـسـمـــــــــــور
مـن شـوفـتـي دار ٍ تـغــيّـر وطـنـــــــهـــــا = مـن عـقـب مــانـي دالـه الـقـلـب مـســــــــــرور
دنّـولـي الـحــمــرا ومـدّوا رســـنــــــهـــــا = وهـاتـوا ذلـولـي وانـسـفوا فـوقـها الـكــــــــــور
يـامـا حـلا الـمسـلاف باوّل ظـعـنــــــهـــــا = مـسـتـجـنـبـيـن الـخـيـل يـبـرا لـهـن خــــــــــــور
يـوم انـهـا نـجـد ٍ وانــا مـن سـكـنــــهــــــا = والـيـوم مــا يـسـكن بــهـا كـل مـمـــــــــــــــرور
شــامـت لـعـبـد الله وانـا شـمـت عـنهـــــــا = اللّي يـصـبّـح بــه عـلى فــجّــــة الـنـّــــــــــــور
فهد السلقاوي
25/05/10, (02:02 PM)
<FONT colordarkorchid>وانا احمد الله سالم ٍ من شطنها=وامكيفٍ ما بين عرعر وابا القور</FONT>
وفي الشمال أخذ ساجر يخطط لتوسيع نفوذ العمارات وسائر قبائل عنزة ، فأخذ يشن الغارات تلو الغارات على نجد مستعينا في ذلك بعتاد عظيم من الخيل والهجن ، حتى أصبح مهابا بين جميع القبائل المعادية ، وكانوا يحسبون له ألف حساب ، حتى علا شأنه وأصبح رئيسا لعموم قبيلة السلقا التي يتفرع منها بطن الشملان ، ولم يأت ذلك من فراغ ، فقد تحلى ساجر بأخلاق الفرسان الشجعان من الكرم ودماثة الخلق والعدل والانصاف والعفو ، فكانت تلك السمات تاجا فوق رأس هذا الفارس البطل ، الذي التف حوله أهله وعشيرته من عنزة ؛ وكذلك بعض قبائل شمر الذين توسموا فيه الخير ؛ فساندوه في العديد من غزواته التي طالت شمال نجد حتى سنجار بالعراق والدير بسورية
؛ وكان فخورا بفرسانه وبما يتحلون به من شجاعة وإقدام ؛ وقال ساجر هذه القصيدة يخاطب بها خليف الذي يصنع حذاوي الخيل عندما يغزو ساجر .
يا خـلـيف قـطـع للـســـــبـــايا مــــســـــامـــيـــر = عـن الحــفــا ؛ يا شــــــوق مـــوضـي جـــبــــــيـنـه
يامـــا حـــــلا ؛ يا خـلـيـف تشـــيـــيــدة الكـيــــر = بـراس الـلـــــبـــيد بــين خــــــــضــــــــرا ولـيـــنـه
ويا مـــا حـــلا ؛ يا خـلـيـف خــز المـعـــــاشــيـر = خـلــج ٍتـوال الـلــّـيــــل تـســـــــــــــمــع حـنـيــنـــه
كـم عــــزبـةٍ زحـنـاه مـع نـوضــــة الـطـــيــــــر = وكـم شـيـخ قــومٍ عـنـدهـــن جــــــادعـــــيـــــــنـــه
مـن حـد حـــــايـــل لــين سـنجــار والـدّيـــــــــر = كـم خـــــيـّـــر ٍبارمـــــــاحـــنا عــــــــــاثـريــــــنــه
ومـن نجــد جـبـنا الـــصّــفـر هي والـمغـــاتــيـر = والـذيـــــب مـن عـدوانـنـــــــــا مـشـبـعـيـــــــــنــه
وحـنــا عـلى شــهب النــواصي مـناحــــــــــيــر = إن طـار عـن جـــــرد الـســـــبـــــــايـا يـقــــيـــنــه
مـــرٍ مــســــــانــــيد ومــــرٍ مـحـــــــــــاديــــــر = وكـــم جــــــو قــــوم ٍنـــــــاثـريــــن ٍقـطـــــيــــنــه
وكـــم عــــــــايـل ٍجــّنـة ســـــواة الـشنـــانـيـــر = واصـبـح فــقـيــــرٍ خـــــالـيـــــــاتٍ يـديــــــــــــنــه
<FONT colordarkorchid>من فوقهن فعّالة الشر والخير=أهل العلوم البّينة والسمينه</FONT>
لقد تغنى الناس بشجاعة ساجر ؛ وشدة بأسه ؛ وقوة عزيمته ؛ وبرز من بينهم شاعر عملاق هو سليمان اليمني وهو
من المضيان من ( السلقا ) من العمارات من عنزة . الذي لقب فيما بعد (بشاعر ساجر) ؛ لاستغراقه في مدح ساجر
ووصف غزواته وإغاراته ويقول سليمان اليمني في احدى قصائده .
غــــنّـــام هـام ويـم طـلـعــــــــــه جـــــــــــذبــــنــــا = طـيــــر الـحــــبــــــاري لابـرق الـريــــش عــــفــــــــار
وشــــفـنـا واغـــــرنـا فــــوقـــهـــــن وانـتــــــدبنـا = وشــــالـن ابـن لامـي علـى الـوجــــــــــــه حــــــــــــدار
وهــمــنـا الدويـــــش بـديـرتــه وانـقـلـبــــــــــنــــا = جــيــــانهــم مــــا تـروي الخــــــيـل واعـــــســــــــــــار
صــبـح أربــع مـن جــو خــضــرا شــــــربــــــنــــا = وتـشــــــــاوروا لـلـــراي صـلبـيـن الاشـــــــــــــــــــوار
والـصّــبــح مـن فـوق الركـــــــايـب ركــــــبـــنــــا = ومــــــــــّرن على رجـم الهـــــــيــــــــازع وســــنـــــــــــــار
وابـن عــلي قـلّـط لـنــــا البــــــــــــــيت يـــبـــنــــا = وجـــيـنـا كـــشــــاف ٍعـــقــب الاضــــحى والافـكـــــــار
ومـن فـــــــوق زيـنـــات الـســـــبــــايـا هــذبنـــــا = بيــــوم عــــــبـــــوس فــــيــــه عــجّ الدّخـــن ثــــــــــار
ولابـن علــي وابــن طــوالــه ضـــــــــــــــــربـــنـا = واقــــفــن بـريـّــاد الـعـــــــشـــاشــيــــق عــــــــــبـــــار
حـّنـا لـيـــــا مـنّـــا عـديـــــنــــــــا غـلـــــــــــبــنــا = وعـــدّونـا نـســـقــــيــــه كـــاســــات الامـــــــــــــــــرار
أقـفـن سـلايــــــل خـــــيـلـهم مـن غــضـــــــبــنـــا = غـلـبــــــا مــدلّـهـــــــة الـعــــشــــايــر بالاقــــــفــــــــــار
وحـنـّـــا لـيــــا مـنّـا زعــلــنــا حـــــــــــــــربــنـــا = ونــذر الـدخــــيـل ونـكــــرم الـضـــــــيـف والـجـــــــــــار
ويـامــــا غـصــبـنـاهــم ولـحـد غـــــــصــــــبــنـــا = وهـذي عـــــوايـدنــــا علـى الـهـجـــــــن وامـــــهــــــــار
<FONT colordarkorchid>وعدواننا تشكي فعايل سربنا=نوب ٍمسانيد ونوبات حّدار</FONT>
ويقصد بكلمة غنام اي الصقر وذكر هنا أنهم ابصروا عربان ابن لامي وأغاروا عليهم وبعدها صمموا على مهاجمة الدويش ، تراجعوا لأن مناهلهم قليلة الماء لا تروي الخيل وعميقة ، وفي صباح اليوم الرابع وصلوا منهل خضرا وشربوا منه ، واليوم الخامس مروا برجم الهيازع وسنار وهناك وجدوا زعيم قبيلة عبدة من شمر قد علم بهم وقطع عليهم الطريق وكان مع ابن علي ابن طواله زعيم قبيلة العبدة من شمر ، وذكر الشاعر انهم هزموهم هم ومن معهم وان خيلهم هاربه ومن فوقها الشبان الذين يعشقون البنات ، وقال الشاعر انهم يغلبون كل من حاربهم ولا يغلبون ويقصد في ذلك ساجر وجماعته ، وقال أنه إذا تحداه أحد حاربه وأنه يجير من استجار به ويكرم ضيفه وجاره ، وأنه يغصب أعدائه في حين لا يستطيعون هم أن يغصبوه وأنها هذه عاداتهم على ظهور الخيل ، وقال أن أعدائه يشكون الضيم من كراديس خيله وأنه يسير بنجد دهابا وإيابا .
إن زعامة ساجر الرفدي بلغت مبلغا عظيما ؛ وسطع نجمه في سماء نجد ؛ حتى أنه أضحى المرجع والملاذ لكثير منهم والحكم لفيصل بينهم ؛ وكان محبوبا من سائر القبائل لما تحلى به من نجدة المستجير ؛ وإكرام الضيف ؛ والإحسان إلى الجار ؛ وكان شجاعا لا يخشى الموت ؛ ذا عزيمة قوية ؛ وطموح بلا حدود ..
وقد برزت هذه السمات بشكل واضح عندما شب صراع بين آل شعلان على تولي زعامة القبيلة ؛ وكان الخلاف بين عائلتي آل نائف وآل مشهور ؛ وكانت راية الشعلان حينها لــ آل نائف برئاسة فيصل بن نائف الشعلان شيخ قبائل الرولة ؛ وحينما احتد النزاع ؛ وقعت معركة بين العائلتين مالت كفتها لـ آل مشهور ؛ الذين أمعنوا قتل آل نائف ؛ فقضوا على شيخهم فيصل بن نائف ؛ وابن أخيه فواز بن حمد ؛ وأصيب أخوه هزاع بن نائف إصابة كبيرة في رجله ؛ كاد على أثرها يهلك ؛ ولم ينج منهم إلا ابن أخيه صطام بن حمد ذو الثلاث عشرة سنة . وبالتالي سقطت الزعامة من أيدي آل نائف وانتقلت إلى آل مشهور وحملوا راية الشعلان المعروفة ؛ وقويت شوكتهم ؛ وصاروا زعماء آل شعلان وسائر قبائل الرولة دون منازع . ولشعور آل نائف بالظلم والغبن بعدما أصابهم من قتل وتشريد فقد أخذوا يبحثون عمن ينصرهم ؛ ويرد إليهم حقوقهم ويعيد إليهم مجدهم ؛ فلم يجدوا أمامهم سوى الفارس المغوار ؛ الذي ينصر من استنصره ويجير من استجار به ،ولا يرضى الضيم لأحد . لقد أجمعوا على أن ينطلق عبيد آل نائف برفقة بعض الرجال ؛ ومعهم صطام ذلك الصغير ابن أخي شيخ الشعلان المغتال ؛ ونزلوا على الشيخ ساجر الرفدي فأكرم ضيافتهم ووضعهم في محل رعايته فاستأنسوا لذلك ؛ وتأكد لهم كل ما سمعوه عنه ؛ فأخذوا يروون له ما حصل معهم من ظلم آل مشهور لهم وسلبهم الزعامة منهم وكيف أنهم نكلوا بهم وغدروا بشيخهم ؛ وقالوا له : لقد قصدناك بعد الله جئناك مستجيرين فأجرنا ؛ ولتعلم أ، ليس لنا بعد الله سواك لترد لنا حقنا ؛ أثرت هذه الكلمات على الشيخ ساجر الرفدي الذي وعدهم بأنه سيرد إليهم راية الشعلان وأنهم سيجدون منه كل ما يتمنون وطمأنهم وقال لهم الآن علينا أن نستشير الشيخ ابن هذال شيخ العمارات وشيخ مشايخ عنزة بشكل عام ؛ حتى يقف بجانبنا واطمأنوا بأني سأكون معكم وسأوفي بعهدي لكم مهما كان .. فطابت نفوسهم وانطلقوا إلى الشيخ ابن هذال وروى له ساجر ما حصل وطلب مسانده قبائل العمارات بالاضافه إلى قبيلة ( السلقا ) فحشد فرسانه للاغارة على ابن مشهور ؛ واتجهوا إليهم ثم نزلوا قريبا من وادي أبا القور الذي ينزل فيه آل مشهور غالبا ؛ فأرسل ابن هذال عيونا ليخبروه عن آل مشهور وأحوالهم وعددهم وعتادهم فعلم أن آل مشهور وقبائل الرولة مجتمعون في الوادي وأنهم يفوقونهم عدة وعتادا ؛ وعندها لم يتردد ابن هذال في أن يخاطب القوم : لنعد على أن نعيد الكرة بعد أن بفترق جمعهم ؛ فذلك أدعلى للتغلب عليهم ... لكن صطام ومن معه لم يرتاحوا لهذا الكلام وشعروا أن ابن هذال تراجع عنهم وتردد في تنفيذ ما وعد به فقام صطام مستغيثا بساجر الرفدي يستثيره بالنخوه العربيه ؛ ففزع ساجر ثائرا وقال للجمع سأجير من استجار بي وسأرد إلى آل شعلان رايتهم .. فمن أراد أن يأتي معي فليأت ومن تخلف فله ما شاء . ثم امتطى جواده منطلقا تجاه وادي أبا القور فتبعه فرسان قبائل العمارات ؛ وكذالك الشيخ ابن هذال الذي استجاب لرأي الجماعه ؛ فانقضوا على آل مشهور والرولة الذين دافعوا دفاعا مستميتا عن رايتهم ؛ وبذلوا في سبيلها الكثير ؛ وأمام قوة ساجر وجماعته واستبسالهم لرد الراية إلى آل شعلان ؛ اضطر آل مشهور ومن معهم إلى الفرار إلى دومة الجندل ؛ هاربين من بطش ساجر وقومه فطاردهم مطاردة عظيمة هو وفرسان العمارات ولم يتخلف عنهم إلا الشيخ ابن هذال ؛ وقد أبلى ساجر وجماعته بلاء حسنا ؛ وأثخنوا جراح آل مشهور واستطاعوا أخذ الراية منهم ؛ وإعادتها لصطام آل شعلان وفاء بوعده لهم وإعادة الحق إلى أهله . كان لهذا الموقف العظيم أثر كبير في سائر القبائل ؛ ورسخ في نفوسهم حب وتقدير الشيخ ساجر الرفدي كفارس مغوار . لا يخاف في الحق لومة لائم . لم ينسى ساجر في غمرة هذه الأحداث ما فعله معه ابن رشيد حاكم حائل ووشايته ؛ فعزم على الانتقام ورد الاعتبار لنفسه وعشيرته فواصل غاراته على أحد مشائخ شمر وهو ابن زويمل وقد اختار هذا الشيخ بالذات لأن عنده مواشي وإبلا لابن رشيد وظفر ساجر من هذه الغارات غنائم كثيرة من حلال قبيلة ابن زويمل ولكن الأهم منها بالنسبه له أنه ظفر بإبل ( ذروات ) لطلال بن رشيد معلنا بذلك تحديه لحاكم حائل مؤكدا جسارته وجرأته وقال ساجر في ذلك .
يـا راكــب ٍمـن عـنـدنــــا فــــــوق مــذعــــــــــور = مـخـمّـرٍ مــــــا طــق عـقـب الـعــــــــســـــــــافـــي
مــا فـوقـــــه إلا الـخـــــرج والـزل مـنــشـــــــور = ودويــــــرع ٍمـن فــوق الامــتــــــــان ضــــــافـــي
مـلـفـــاك أبـــو بـنــــدر عـلـى فـجّـــــة الـنـّـــــور = ســـــلـّم عـلـى الـلــّــــي كـل مــــا فـيــــــــه وافـــي
مــــزنٍ تـزبّــر عــم عـــــرعــــر وأبـا القــــــــور = ســيـــلـــه عـلــــيـكـم مـنـــحـــــنـــي بـانــهــــدافـــي
أول خـيـــــالــــه صـــار فــوق ابـن مـشـــهــــور = جـاهم عـلـى وضــح النّــقــــــــا مــــع كـــشـــافـــي
يـامـا اقـبـلـن بـاخـوات ربـدا تـــقــل ســــــــــــور = ويــامـا انـتـحـن بـاخـوات ربــدا مــــقــــــــــــافــــي
كـسـيـرة ٍفـيـهـا احــمـر الـدّم مـــــنــــــــــثـــــــور = وقـــفــــوا عــلــيــهــم لابــســـيــن الـغــــــــــدافـــي
وسـطـّـام خـلـيـــنــــاه يــركـــــب عــلى الـكـــــور = وعــقـب الــعــنـــا والـكـــود شــاف الــعـــــــوافـــي
والــمــركــب اللـي فـوقــه الــدل مـــنــــثـــــــــور = جـــانــــا بـضـرب مــصــقــّــلات الــرهـــــــــــــافـــي
وهــلـّــت عــلى روس الـســنــاعـيـس شـخـتـــور = وابـن زويــمــل شــالــه الــسّــيـل طـــــــــــــــــافـــي
فــاجــاه مـن فــوق الـرّمــك كـل مــصــــطـــــــور = خــيـــّـال ذروة يــــــوم هـــي بــالـــــعــــــــــــوافـــي
ذروات اخــذنــاهــن ويــبـرا لــهــن خــــــــــــــور = ويــفــداك مــــالك يـــــاربــيــع الـضّــعـــــــــــــافـــي
غـــرنـــا عــلى ذروات مـــع فـــجــّــة الــــنــّـــور = وتـخــزّزوهـــن نــــاقـــلــيـــن الــــــــشّـــــــــلافـــي
والــفــاطــر اللـّـي عـنــدكــم فـــات لـــــــــــه دور = حــنـّــت ولا تــــــالـي حــنـــيـــنــــه عـــــــــــوافـــي
<FONT colordarkorchid>هذي عوايد مدّبة كل صابور=قول ٍ على فعل ٍ وكادٍ يشافي </FONT>
وهنا شبه ساجر قومه بالمزن وأن سيله غطى كل مرتفع وأنه أمطر على ابن مشهور وأنه أتى إليهم جهارا ولم يأتهم غدرا وقد أثنى على فرسان آل مشهور حيث قال أن فرسانهم يكرون مره ويفرون مره ... وذكر أنه اتجه إلى ابن زويمل مسؤول طلال بن رشيد وأخذ ( ذروات ) قسرا بعد أن قتل ابن زويمل ...
وبهذه المناسبه قال شاعر ساجر ، سليمان اليمني أيضا هذه القصيدة يصف ساجر وأفعاله .
قـال الـذي عـنده مـن الـقـيــل مـيـــــــــنــه = قـرايـض ٍمــا قـالـهـا كـل بـيـطـــــــــــــــــــــــار
ترى حـلاة الـقـيـل يـــاقـايـلــيـــــــــــــــنــه = مـع الـسـعـد يـمـشـي عـلـى كـل مــا صـــــــــار
حـرٍ شـلـع مـن مـرقـب ٍ مـرقـبـيــــــــــــنــه = طـلـعـه بـعـيـد وصـيـدتـــه حــصّ الاوبـــــــار
غـنـّـام صـيـّـاد الـشّـواة الـسّـمـيــــــــــــنــه = يـصيــد جـزلات الـحـبــاري الـى طــــــــــــــــار
صـك ابــن مـشـهــور وفــرّق ظــعــيـــــنــه = وخـلـّى حـريـــمــه قــاعـدات ٍ عــلى الـــــــدّار
ردّد ردوده ثــــم صـــــــدّر يــمــيــــــــــنــه = وادلـــى عــلــى نــزل الـزّمـيـلــي بالأصـــخــار
ســاجـر ضـربـهــم ضــربـــة ٍ في يـمـيـنــه = وحـلــنــا عـلـى ذروات بالــموقــــف الـــــحـار
ســاجـر وبـرجـــس بالــمــراجـل خــديــنـه = بـمـصـافـق الــــــغــــارات لـلـــضــــد دمــّـــــــار
كـــون الـضّـياغـم مـن بـخـت حـاضـريـنــه = طـرشٍ كــثــير وبــــاغـي الـهــجــن يــخــتـــــار
ذروات جــن ابـهـن مـن الـوضــح عــيـنـه = وضــح تــخــافــق وســطــهـن تـقـل نــــــــــوّار
راعـي الـبويـضـــا خـبّـروا جــــاهـلــيـنــه = كــم حــلة ٍ خلا ـمـدهـــــا عـلـى الـــــــــــــدار
سـاجـر حـلـف حـلـف ٍ وتـمّـم لـديــــــنــه = وخــوان بـتـلا لـلـعــدو كـســــــر تـعـبـــــــــــــار
طـــلال قـل لـعـبـيــــد بـيـنـك وبـيــــــــنــه = وش لــون يـــامــن والــعــمــارات عـــــمــّــــــار
وش لــون تــقــبــل لـذة الـنوم عـيـــنـــــه = ووراه ربــــــع ٍ مـــــا يــهـــابـــون الاخـطـــــار
مـن بــــاب بـغـــداد لـــبـاب الـمـديـــنـــــه = يــلــقـى بــنــي وايــل عــلــى الــــكود صــبــــار
عــمــارات وفـّـوا صــاحـب الدّيــن ديــنـه = راعـي الـجـمــــايـل مـــا يـجـــــازا بالانــــكـــــار
ومـن ثـمــيـل لـلـنـقرة لــغـربي شــنـيـنــه = ترعـى بــهـــا قـطــعـــانــهــم ســــر واجـــهــــار
مـن فــوق الانــضـا مـا بغـوا واصـلـيـنــه = مـسـتــجـنـبـيـن قــّرح الـخـيـــــل وامـــهـــــــــــار
كـم خـفـرةٍ تـنـعـي وتـبـكــي جـنـيــــنـــــه = خــلـّي لــســحــمـــان الـضــواري بالاقــــــفــــــار
وكـم خـــايـع ٍ وقت الـخـطــر نــازلـيـنـــه = عــــاداتـهـم نـزل الـخــطــر ســـر واجــهــــــــــــار
وكـم حــلــةٍ فـوق الــرّمــك ســاهـجـيـنـه = بـــاقـــــــفــــــار نـــجـــــد وكــل دار ٍلـــــهــــم دار
<FONT colordarkorchid>وكم عايل ٍبارماحهم جادعينه=من ضيمهم يشرب قراطيع الامرار</FONT>
فهد السلقاوي
25/05/10, (02:11 PM)
وفي هذه القصيدة يقول لطلال بن رشيد اسأل عمك عبيد كيف ينام وقبيلة العمارات على الوجود ، وأن ساجر معهم وقال من مدينة بغداد إلى المدينة المنورة وبني وائل موجودون على خيولهم ، وانهم يصلون إلى أي شي يريدونه ، وكم أشبعوا الذئاب الجائعة من جثث القتلى ، وكم أرض قفرة رتعوا بها دون مبالاة بأحد ، وانهم يتنقلون في كل بلاد نجد وينزلون حيث ما أرادوا وكل عائل مستكبر يأدبونه ، ثم أشاد بقائدهم ساجر الرفدي ورمز إليه بالصقر وأن نظرته بعيده ، ثم قال أنه فرق شمل آل مشهور وترك نسائهم على الأرض ، ( وأنهم ردوا ما غنموه من آل مشهور من الإبل لأهلهم ) ثم استمر بغزوته وأغار على ابن زويمل المسؤول لابن رشيد ، وأنه قتل ابن زويمل وأخذ حلال طلال بن رشيد ، وقال أن ساجر اخذهم بيوم حار أي بمعركة حامية ، وأنه أعطى قومه ا لخيار من إبل ابن رشيد لانها كلها من أصائل القلائص ، وقال أنه أقسم يمينا أن يخلص راية الشعلان من أبناء عمهم آل مشهور وقد أوفى بقسمه .
بعد هذه الوقائع التي فاز بها ساجر زادت شهرته علوا ، وأخذت تنظر إليه القبائل نظرة إعجاب ، ولذلك أخذ زعماء القبائل ينظرون إليه نظرة الكراهية ، لانه أصبح مصدر خطر على زعامتهم بين قبائلهم ، خاصه مشائخ ( ضنا بشر )
من عنزة . وقد نشب الخلاف بين ساجر وشيخ من الخرصة من الفدعان يقال له ( السمن ) ، حينما قال السمن للشيخ دهام بن قعيشيش شيخ قبيلة عموم الخرصة من الفدعان أن يغزوا على ساجر وقومه ويسلب أموالهم وتحويلهم إلى فلاليح يزرعون بالأرض ، هذه الكلمات أثارت ساجر فشن الحرب على السمن وقومه وقال هذه القصيدة .
<FONT colordarkorchid>يا السمن ما ربعي لربعك فلاليح=ربعي مجزّين العدو بالفعايل</FONT>
<FONT colordarkorchid>ربعي هل الطولة على الفطّر الفيح=مستردفين مبشّمات الفتايل</FONT>
<FONT colordarkorchid>إن درهم الصابور ما من تصافيح=منّا ومنكم يرملنّ الحلايل</FONT>
<FONT colordarkorchid>والله ما تسرح على الحمض وتريح=ما دام ما حطّوا علي النثايل</FONT>
<FONT colordarkorchid>ما دام ما غزّت علي الصّلافيح=ما نشرب الفنجال والحق مايل</FONT>
<FONT colordarkorchid>حنا بعون الله عداة ٍمفاليح=تشهد لنا بالطّيب كل القبايل</FONT>
<FONT colordarkorchid>على النضا والخيل دايم مشاويح=ما نتّقي برد الشتا والقوايل</FONT>
<FONT colordarkorchid>نسعى بدنيانا نبي هبّة الريح=وانخوض غبّاة ٍونكسب جمايل</FONT>
<FONT colordarkorchid>ياما عدينا يم أبا الهيل وشبيح=وياما وطن فينا قفار ٍوحايل</FONT>
<FONT colordarkorchid>ومن الشعب جبنا نياق المصاليح=وردّن واغرتا يم بيضا نثايل</FONT>
<FONT colordarkorchid>وهل الحفر فاجيتهم بالمصابيح=وجبنا حلال الطيّبين الحمايل</FONT>
<FONT colordarkorchid>يوم العفون أهل السوالف مدابيح=أنا على الطّفقات صايل وجايل</FONT>
وبعد ذلك تطورت القضية ، وثار كل من الشيخ دهام بن قعيشيش والشيخ نائف بن غبين ، وكذلك مشائخ قبيلة السبعة متألبين ضد ساجر الرفدي . . ولكن ساجر أخذ يشن عليهم الغارات المتتابعة ، وحاصرهم حصارا شديدا ، حتى حمي عليهم الرعي بالفلوات التي ينبت بها الحمض ، وقصد بهذه المناسبه الشاعر البليعان ، الذي هو من ضنا عبيد من السبعة ، وقد أثنى على ساجر ثناء عطرا ، ومدحه بما يستحقه وهذه من فضائل العرب ، ولا شك أن الشاعر البليعان من المعجبين ببطولة ساجر ، وأشار إلى كراهية المشائخ لساجر ، وقال أن ساجر أغنى قومه بالغزوات ، وأن كل بلاد من بلاد الأعداء شرب من مائها ، ووصل إليها وقال أنه يكسب الإبل الوضح أي البيض في الوقت الذي كان الزعماء غيره نائمين عنها ، وقال أن ساجر يمتطي الخيل والابل بغزواته إلى أن يسيل الدم من خفاف الهجن ، من شدة الهجير بالصيف ، ثم ذكر أ، ساجر حرم على ضنا عبيد المرتع في أراضيهم التي كانوا يملكونها من قبل وقد بينها في قصيدته وحددها وقال ان ضنا عبيد لا يقربونها خوفا من ساجر ووصفه بالاسد المطل على الذئاب من فوق مرتع ...وإليكم القصيدة .
يــاراكـب ٍ حـــــمــــرا تـــذب الــــــــــطــواريـــــق = جـِدعـــيـّــةٍ قــطــع الــــــــفـــيـــــــافــي مــنـــــــــــاهــــــا
مــدّت مــن الــضّــلــعـــان وقـت الــتــشــــاريـــق = تــلــفي لـــــســــــاجـــر هـــو مــحــاري عـــشـــــــاهــــــا
عــســاه مــع ربــعـــه بـــعـــزّ وتــــــــوافـــــيـــق = اللاّبــه اللـّـــي كــل شــيــــخ ٍ جـــــفــــــــــــــــــــــــاهــــــا
ســـاجــر جــمــوعــه عـــاشــهــا بالـتــصــافـيــق = كــم ديــرة ٍ كــد ورّدوا بــــرد مــــــــــــــــــــــــــــــاهــــــا
كــم ديــرة ٍ جــــوهــــا الــعـــيــــال الـمـطـــالـيــق = هــدّوا رواســـيـــهــا وداســوا حـــــمــــــــــــــــــــاهــــــا
فــوق الــرّمــك ومــجـــاذبـــــات الـخــنـــانــيـــــق = كــم طــامــح ٍ فــكّـــوا حـــبــــالٍ وراهــــــــــــــــــــــــــــا
الـوضــح جــابــوهــا تـــذب الـــطـــواريــــــــــــق = يــوم ان كـــل ٍ نــــــايــــم ٍ مــــا نــصــــــــــــــــــــاهــــــا
مـن فــوق قــب ٍ مـن طــــوال الـســمــــــــاحـيــق = وهــجــن ٍ بــحــرّ الــقــيــظ يـــدمـــي حــــفـــــــــــاهــــــا
اللــه يـــاعــشــبٍ بالاكــــــــــوام مـــا ذيــــــــــــق = فــي قــفــرة ٍ راعـــي الـبــويــــضــــــــــا حــــمــــاهــــــا
التـّـنـف وارض شــــبــــيـح وارض الـزرانــــيـــق = أولاد وايــــل مـــــــا تـــقـــرب حــــــــــــــمـــــــــــاهــــــا
<FONT colordarkorchid>من خوف ساجر يدبّ القوم ويويق=سبع الذياب اللي ظهر مع شفاها</FONT>
لم يقف فرسان ضنا عبيد مكتوفي الأيدي أمام ما صار لهم على يد ساجر وقومه من (السلقا ) وأخذوا يتأملون حالهم
ويفكرون كيف يردون اعتبارهم ؛ فعزموا على التربص بساجر ومن معه ؛ والانقضاض عليهم على حين غفلة منهم ؛
ولكن ساجر لم يكن ليغفل عن ذلك وهو الفارس والقائد اليقظ فقد توقع ذلك وعندما علم أنهم قد أجمعوا على حربه أخذ
يعد فرسانه ويحثهم على إعادة الكرة والمبادرة إلى مهاجمة ضنا عبيد للاستيلاء على ما معهم من إبل وأسلحة ، وقال
ساجر قصيدة إليكم أول خمس أبيات منها .
يـاعـيـال يـالـلـّي فـوق الأنـضـا مـواريـــــــد = خـوذوا سـبـايـاكـم وخـوذوا قـراكـــــــــــــم
خـوذوا مـهــانـيـد الـنـمـش والـبـواريــــــــد = الـلـه لا يـخـيـّب رجـــــا مــن رجــاكـــــــــم
يـالابـتـي مـا عـاد فـيـهـا تـصــاديـــــــــــــــد = والـعـز بـاتـلـى خـطـوة ٍمـن خـطــاكـــــــــم
يـالابـتـي نـبـي نـطـارد ضـنا عـبـيــــــــــــــد = حـتى يـبـيـن طـيـبـكـم مـن رداكــــــــــــــــم
<FONT colordarkorchid>اللي يلفّون الضّماير على الكيد=بيّن خَطاهم واستحقّوا خطاكم</FONT>
لقد استحث ساجر فرسانه ، وأمرهم بأخذ قلائصهم وخيولهم ، وأمرهم بأخذ سلاحهم من السيوف والبنادق ، وقال إننا سنتجاول نحن وضنا عبيد على الخيل ، حتى تثبت لهم شجاعتكم ، ويعرفونكم تماماً بميدان الحرب ، وأكد لجماعته أن خصومهم تنطوي ضمائرهم على الكيد والخبث ، وأنهم بدأوكم بالخطأ فقد استحقوا خطأكم فيجب تأديبهم وبعد ذلك شن ساجر غارته على ضنا عبيد وأخذ إبلا لأحد كبارهم وعندما علموا بذلك ضنا عبيد الذين هم الفدعان والسبعة ركبوا خيولهم ولحقوا بساجر ليخلصوا إبلهم منه فاحتدم الصراع بينهم وبينه عند الإبل وقام فرسان ضنا عبيد بمجهود كبير وهاجموه بشجاعة المستميت ، ولكن ساجر وأبطاله كانوا قد اأثخنوا فرسان ضنا عبيد بالضربات القاتلة ، وتراجعوا عاجزين بعد أن قتل منهم عدد كبير وتم استيلاء ساجر على الإبل ..
وقد أحسن الشاعر سليمان اليمني ( شاعر ساجر ) وصف ذلك حينما قال .
حــــرٍ شـلـع مـن راس ســــــفـــــّـــان وانــهــــــام = يـهـوي عـلى نــــــاحٍ ويـصـــــطي عـلـى نــــــــــــاح
هــام الـعـــــــــــراق وقـــــــالوا الدّرب قــــــــــدام = وطـالـع عـلـى يـمـنـــــاه خـلـــفـــــــــات ولــقـــــــــاح
ونـوى عـلـى درب الـمـــقـــــاديـــر جــــــــــــــزام = بــراس الـلّـــوى ادلــــى عـلــى الـمــــال ســــــــــرّاح
واقـــفــوا هـل الـطـوعـــات عــجـــــــلات الـــولام = بـقـطعـــان ابـن كـــردوش كـــسّـــــاب الامـــــــــــداح
صـّكـوا بـهـن صـكـت عـلـى الـــزاد صـــــــيــّـــام = حـل الـفـطـور وقـــــال : ســــمــــوا بالافـــــــــــــــلاح
خــيـــالــنــا يـرقـــض عــلــى الـمــوت قــــــــدام = وخـيــالــهــم عـجــــل ٍ سـريـــع ٍ إلــيــــــا مــــــــــــــاح
ولـحـــــقــــوا هـل الـعــــرفــــا وطـابــور الاروام = فـزعــة قــطـــيـن وبـــه عـــشــــاشـــيــــق طـــمــــاح
وهـــازوا ووردوا والــــدخـــن بـــيـــنـــهـــم زام = وشـــافـــوا ســـهــــوم الـمـــــــوت مــن دونــهـــم لاح
وتـلافـتـن حــــرش الـعـــــــراقـيـب ســــجـــــــام = شــــرهـن عـلـى مـــركـــــــاض مـــهـــديــــن الارواح
وغـــــدا لـــهـــم عـــــقــــب الـنـواديــه نـمـنـــام = وانـيــــــــابـهـم مـن حــــامــي الـســــــو كــــــــــــلاح
واقــفـــوا مــعــيـفـيـن بـعـد ضـرب وزحـــــــــام = كـم مـن عــــديــمٍ بالـلـّـــــقـــــا قـفــوهـــم طـــــــــــاح
أنـذرتـكـم يــا بــشــر فــي عـــــــامـنــا الــعـــــام = عـن طـاري الـفـــزعـــة لـــيــــا صــــاح صـــيـــّـــــاح
مــا دام ســاجـر كـنّـه الـسّـــبـــع ضـرغــــــــــام = عـن صـــــيــــدته مــــا نــــــزّحـــه كـل نــــبــــّــــــــاح
مـــصـطـور قـطـّـاع الـفــيــافــــي وجــــــــــــزّام = عـي ٍعــنــيــــــــــدٍ لـلـطـّــوابـيــــــــــــــر نـــطـــــّـــاح
<FONT colordarkorchid>من الراس للبلقا إلى نقرة الشام=منه الدول خافت على كل فلاح</FONT>
وهنا أكد الشاعر سليمان اليمني وصف زعيمه وسيده بالصقر الذي اعتلى مرتفعا من الأرض وأخذ يتحفز لاقتناص فريسته ، وأوهم أعدائه انه يريد غيرهم ، لينقض عليهم على غرة ، والحرب خدعه، وقال أنه فاجئهم وأخذ إبل ابن كردوش وقال أنهم أحاطوا بالإبل من كل جانب إحاطة السوار بالمعصم أو كإحاطة الصوام بفطورهم ، ثم قال أنهم لحقوا أهل العرفا الذين هم قبيلة السبعة والعرفا المذكورة هي الأكمة الصغيرة التي تقع شرقا عن مطار الطائف ، أما الأروام فهم الخرصة جماعة ابن قعيشيش من الفدعان وهم ينتخون بالروم وفي نفس البيت قال انهم هبوا من القطين أي من المنهل الكبير الذي تجتمع فيه قبائلهم ، وهنا بين أنهم ليسوا بقلة بل إن عددهم كثير ، وقال ان ضنا عبيد هاجموهم بعد تردد ، وبعد أن ثار ملح البارود من بنادقهم وكذلك رأو الموت يحول بينهم وبين الابل ، ثم قال أن الابل إلتفتت إليهم ساجمة ، أي ذاهله حسيرة وكانت تأمل أن أصحابها يخلصونها ولكن أنيابهم كلحت وظهر عجزهم وأخذوا يتقهقرون ، ورجعوا يائسين من فكها بعد أن شاهدوا عددا من القتلى على الارض دونها ، ثم قال إني نصحتكم في العام الماضي وقلت لكم إن شيئا يغنمه ساجر لا تفكروا بإرجاعه وأنه لا يضيره نباح الكلاب ، وقال أن ساجر مصطور أي صلب القناة ، وأنه يقطع الفيافي الموحشه ولا يرهبها ، وانه عنيد بالحروب ويقابل الطوابير أي الكراديس من الخيل ، ثم قال في الاخير إن دولة الأتراك أخذت تخشى على كل فلاح من ساجر وقومه ، لانه أخذ يتوغل بين قرى العراق وسورية.
وتوالت غارات ساجر على ( ضنا عبيد ) وكان التوفيق خليفه والنصر رفيقه ، وأصبح رمزا للشجاعة والفروسية والشعر (والفزعه) والكرم ، وقد كان ساجر بالغ الثقه في نفسه ومعتزا بنسبه ، حيث يقول في إحدي قصائده في خصومه ضنا عبيد مفاخرا بنفسه وقبيلته .
يـــامــن لـعــيــن ٍ كـــلـّـــــمـــــا قــلـــت نـــامـــت = جــزت وقــــامـــت مـــا تــريـــد مـــنـــــــــــــــــــــــــام
ويــامـن لـقـلــبٍ كــــلـّـــــمـــا اقــول دالـــــــــــــه = يـجــيـه مـن بــيـن الـضّــلـــوع وِهـــــــــــــــــــــــــــــام
يـحـس ضـيــم مـن الــرّفـــــاقـــة وغــدرهـــــــــم = ربــع ٍ عـلـــيـــهــم كــل يــوم ٍ مــــــــــــــــــــــــــــــــلام
تـشــاوروا بالـغــدر نـــاويــن حــــــــــربـــنــــــــا = نـــايــف وبــلاّص الــرجـــــــــال دهـــــــــــــــــــــــــام
يـبـــون غِــرّتــنــا وحــنـّــا عــــذابـــــهـــــــــــــم = ومـن قــال انـــــا أضـيــم الرجــال يــضـــــــــــــــــــــام
عـلــيــهــم مــشــاويـل الـسّــبــايـــا نــجـــرّهــــــا = بـربــع ٍ عـلى خـــوض الــحــروب هــــــــــــيـــــــــــام
يــامـــا وردنــا عِــقــلــةٍ جــــــــــاهــــلــــيّـــــــــه = وطـيـّـرت مـن جـــال الــقــلـــيـب حــــمــــــــــــــــــــام
حـرّيــبــنـــا يـشـكــي مــصــاطـــي سـيـــوفـــــنــا = إن ثـــــار مـــن تــحــت الــكــتـــــام كـــتـــــــــــــــــــام
وعـــــــدونــــا نـســــقــيــــه كـــــاس مـن الـطنـا = ونـجــــيـــــــه فـــــــــوق الـراهـــمــــــات شــــــمـــــام
كـم غــــــارة وجــــهــــتـــــهــــا يـمة الــــــعـــــــدا = واخــــــذت مـن عــــقـــب الــــجـــــــهـــــــام جـهــــــام
كـم خــــيــــرٍ شــــاف الـعـــنــــا عــقـــب فــعـلـنـا = تـذكـــــــــــــــر لـعـــــــــــــزه بالـمـــــــنــــــام حـــــلام
<FONT colordarkorchid>ما دام انا حي فهذي فعايلي=وان مت للجنة وبرد سلام</FONT>
بين ساجر بهذه القصيده بأن أعدائه ( ضنا عبيد ) يتآمرون عليه وخص في ذلك الشيخ نائف بن غبين و الشيخ دهام بن قعيشيش وقال إذا كانوا يهتمون بغدرنا فنحن على أهبة الاستعداد لهم ومن اعتقد أنه سيضيم الرجال فالرجال سيضيمونه وسوف نقابلهم على صهوات الجياد ثم أخذ يفخر بنفسه وقومه وأفعالهم ؛ وقال في آخر بيت أنه سيواصل أفعاله ما دام حيا ، وإن توفاه الله يرجوا رحمته وجناته .
وبهذه الفتره أحس ساجر الرفدي أن ابن هذال شيخ العمارات لا يطمئن له ، وأنه أخذ يعمل ضده ، ورفض مساعدته حربه على ضنا عبيد . . وقال ساجر هذه الأبيات .
<FONT colordarkorchid>ان بعتنا يا شيخ حنا ذكرناك=بالخير يا رامي عباته لغيره </FONT>
<FONT colordarkorchid>يا شيخ ما حنا هذولا وذولاك=حنا معادينا على كل ديره</FONT>
<FONT colordarkorchid>صابورنا ياطا على حوض الادراك=وخيلٍ مكامين وخيل مغيره</FONT>
<FONT colordarkorchid>كانك تبي فضخة عيونك بيمناك=اضرب عليها يا قليل البصيره</FONT>
ومن المواقف البطولية والرجولية التي حفلت بها حياة ساجر ؛ ما حدث بينه وبين قبائل الشويان الغزالات
؛ فبعدما عنم منهم أغناما كثيرة قد تعدى عددها الآلاف العشرة ؛ ووزعها على جماعته من السلقا أتاه أحد رجال الشويان يردد عليه بيتا قد قاله ساجر ذات يوم ويقول فيه .
( .. مـــانـي مـعودهـــــا لــكســب الـشـــواوي ** ولا رددت فـــــــــــــــرق الــبــــقـــر بالــــزويـــه .. )
فما كان من ساجر إلا أن استرجع الغنائم من قومه وردها إلى الشويان ؛ وفيا بوعده وملتزما بكلمته التي ذكره بها هذا الرجل . ولم يكن ساجر صاحب الأخلاق النبيله والأفعال الحميدة لينظر إلى هذه الغنائم وما بذله في الحصول عليها ؛ ولم يطمع فيها وسما بنفسه فوق أهواء النفس وما تأمر به ؛ فاستحق أن يكون فعلا رجل المواقف العظيمه ورجلا يصنع التاريخ .. وإليكم القصيده التي منها البيت الذي ذكره الرجل ؛ والتي يقول بها ســاجر .
وامــــــهـــــــرتــــي وانــــا عـلـــيـــهـــــا شـــفـــاوي = ان قــيـل يــــاهـــل الـخــــيــــل تــــطـــــري عـلـــيـّــــه
مـــانــي مـعـــوّدهــــــا لــكــــســـب الــشــــــــــــواوي = ولا ردّدت فــــــــــــرق البـــــقــــــــر بالــــــــــزويـــّــه
أبــــــرّهــــا لـــمــكســّــريــــن الــــــــــعـــــــــــــــزاوي = والـحــق عـــلـــــيـــــهــــا كــل راعــــي رديــــّــــــــــه
يـــوم الــــــمـــــلاقـــى تـــعـــتــرض بالاهــــــــــــاوي = إلـى تـــنــــــــادوا بــيـــنـــــهــــم بالــــحــــمـــــيـــّـــــه
وانـــا عـلـى جــــدع الــمــدرّع رهـــــــــــــــــــــــــاوي = ويــا مــا جــــــــدعـــــــت الــــشـــــيــــخ والا حــلــيّــه
ويــا مــا تــحـــمّـــلـــنـــــا كــبــــار الـبــــــــــــــــلاوي = ونـنـطـــح وجــيــــــه اهــــــــل الـعـــــزوم الــقــويّـــه
وانــا لــعــصــمـــيـــن الــشــــوارب فــــــــــــــــــداوي = حـــــمــــّـايـــــــة الــســــــاقـــــــات فــي كـل هــيـّــــــه
<FONT colordarkorchid>وليا اجتمع حس الغنا والنعاوي=يا طراد هاك اليوم عيد ٍعليّه </FONT>
كـان ( قيعي الشليمي ) من السعيد من الظفير مع نجع من جماعته بالبل في حوايا النفود ولا يوجد بهذا المكان حمض للبل وكانوا يتشاورون هو وجماعته حول المرعى والمكان الذي يوجد فيه حمض فقال قيعي لجماعته حنا بلانا ماهوب المكان اللي ننزل به البلا من الشيخ ساجر يغزي علينا لانه شيخ مغازيه مشهوره وعلومه كبيره .. وقال قيعي هذه القصيده يعبر عن خوفه من ساجر ان يغزي عليه .
فهد السلقاوي
25/05/10, (02:13 PM)
FONT colordarkorchid>يا فاطري حني على مرتع لك=بين البراك وبين نقرة عثامير</FONT>
<FONT colordarkorchid>خشم الحقي اذا جذا مدهل لك=ليا كنهب النزال ود المظاهير</FONT>
<FONT colordarkorchid>اليوم ساجر بالحوايا يملك=مل الزريقي للبكار الخواوير</FONT>
<FONT colordarkorchid>عزي لمن بعض العرب فزعة لك=حدب الظهور وباردين المناقير</FONT>
ولما تناقلت العربان والركبان هذه الابيات وسمع بها ساجر الرفدي ارسل للشليمي يسمح له بالنزول في اي مكان وانه في جواره عن قبيلته .. وبالفعل أغاروا عليه القوم ويوم عرفوا انه الشليمي ردوها لاجوار ساجر الرفدي . وهذه من شيم البادية .
ومن طرائف القصص التي حصلت مع الشيخ ساجر الرفدي مع رجل جاور الشيخ ساجر وكان هذا الجار مشؤوم وماهوب موفق وكرهوه جماعته وشد عنهم هو وامه وجاور الشيخ ساجر الرفدي وكان بشهر رمضان هاك الوقت ؛ الوكاد وطلعوا للمقناص والشيخ ساجر عنده طير اسمه ( حطاب ) و سلوقي اسمه ( خطاف ) ويوم انه يراعي الشيخ ساجر لها الارنب وهو يهد الطير عليه ويحده يمين شمال وياكود الجار يقمز ويزهب بندقه وهو يرمي الارنب لا والله هو مصوب الطير وغدى ميت ؛ ويسكت الشيخ ساجر شوي ويكتم زعله ؛ الوكاد ويراعي له ارنب ثاني ويهد السلوقي عليه وهو بعد يحده والا الجار يرمي الارنب والا هو مصوب السلوقي واذبحه وزعل هاك اليوم الشيخ ساجر وقم واترك المقناص وعوّد ؛ ويوم رجع هالجار لامه وسولف عليها باللي صار له مع ساجر وتشور أمه عليه وقالت له رح ياوليدي وحب راس الشيخ ساجر وتعذر منه ؛ الوكاد وينصى الشيخ ساجر ويوم جاه لقاه شاب ناره ومقلطن دلاله ومزهبن السبيل العظم اللي يمزون به التتن ، وكان الشيخ ساجر متحري الفطور لانه بشهر رمضان ؛ وقاله هالجار انه ما كان بنيته يصير هالشي وانه يبي يعتذر وسامحه الشيخ ساجر ويوم جا يبي يحب راس الشيخ ساجر والا هو ياطا على العظم ويكسره وعفره بالتراب وزود عليها ينشب البشت بالدلال ويقلبهن على النار ؛ وعقبها اغتاض حيل الشيخ ساجر، والشيخ ساجر شيخ قبيلة وحموله وما تطلع منه الكلمه الشينه ؛ الوكاد قال لجاره المقرود خذ ما تبي من البل وشد عني تراه اطيب لي وازين لك ؛ وضاع على الشيخ ساجر حطاب ( الطير ) وخطاف ( السلوقي ) وتتنه ودلاله وعقب ما شد جاره المقرود قال الشيخ ساجر هذه القصيدة ويسندها على خليف الشمري اللي يصنع له حداوي الخيل ويقول .
الــبــــارحــــة يـــا خــلــيــف عــــــزّي لــــــــحــــالـي = مـــضـــيـــت انــــا لــيـــلـي حــزيــــــــن ٍومــحـتـــــار
أمــــر ٍ جــــرى مـــــــا صـــــار طـــــول الــلـــيــــالـــي = يــاتـقــل تـــوقــــد بالـــضّــمــــايــر لــهــب نــــــــــار
تــعـــوكــســـت يـــاخـــلـــيــف بـاول وتــــــــــــــــالـي = مـن خــلــقــت الــبــدوان مــــا مــثــلـــــهــــا صـــــار
مـن خــلــقــتـــي مــــا شــفــتــهــــا بالــلـّـــيـــــــــالـي = أربــــع مـــصـــايـب لـــوّعــــنــّـي مـــن الــــجــــــــار
الاولــه حــطـّـــاب يــســوى الـــــــــــعـــــيــــــــــــالـي = أشــقـــر عــديـــــم ٍلابـــرق الـــرّيـــش نــثــّــــــــــــار
والــثــانــيــة خــطــّــاف مــالــه مــثــــــــــــــــــــــالـي = شــرّه عــلى تـيـس الـجـمــيــلــة الــيا غــــــــــــــــــار
والــثــالــثــة ســوّيـــت بــــصـــــفـــــر الــــــــــــدّلالـي = وقــصّـرتــهــا وفــاحــت عـلى بـــن وبـــهـــــــــــــار
والــرابـــعــــة بالــعــظــم تـتــــن الـــشـّــمـــــــــــــالـي = وافــلــســت مــنــهــن عــنــــد حــــزّات الافــــطـــار
لــو كــان جــتــنــي قــوم وافــنــــت حــــــــــــــــــلالـي = اصــبــر عــلى مــر اللـــيــــالــي والامــــــــــــــــرار
مــقــرود ومـــــالــــــه يــــافـــــتــــــى الـــجـــود والـي = وزودٍ عــلــهـــن كـــــــذوبٍ ونــــــــــــــــــكـّـــــــــار
مـن صــرت انــــا مــهـــزابــــةٍ للــــــــرّجــــــــــــــالـي = ويـــامــــا كــســبــت مــن الــــعـــــدا جــل وابــكـــار
<FONT colordarkorchid>والعمر يفنى وآخره للزّوالي=والحظ يلقى عند حصّات الاوبار</FONT>
ومن قصص ساجر أنه قد أمضى عدد من السنين عند الشيخ عبد الكريم الجربا ثم رحل من ديار الشيخ عبد الكريم الجربا وتوجه إلى ديار عنزة فبلغ ساجر خبر انه بعد رحيله من الجربا نزل عليه الشيخ دهام القعيشيش وجماعته ضنا ماجد من الفدعان حيث تصاحبوا وقال ساجر من يذهب وينذر دهام بان لا يصاحب الجربا فذهب سليمان اليمني وعندما وصل وجد الشيخ عبد الكريم الجربا والشيخ دهام بن قعيشيش مراكين على الشداد والخيل مربطة وضنا ماجد كل خيال وخيالين عند بيت من بيوت شمر ، ضيوف وذبائح ، فسلم سليمان اليمني وهو راكب على شداد قعوده لم ينزل ، فطلب منه الجربا النزول ورحب به ولكنه رفض ، وقال عندي ابيات ارغب ان يسمعها الشيخ دهام فألقا القصيدة على مسامع دهام والجربا والحضور ، وقد بدأ لهم أن الابيات هجاء بالشيخ دهام ، فركب الشيخ دهام وانحرف سليمان وولى مدبرا كأنه خائف من دهام وبدأ دهام كأنه يريد اللحاق به ليطعنه ، وعندما ابتعدا قليلا عن الرجال توقفا وأخبره سليمان بالخبر وأبلغه بوصاة ساجر بعدم مصاحبة الجربا ، فذهب سليمان ولحق ( بالسلقا ) ورجع دهام فرد النقا على الجربا وركبوا الفدعان خيلهم وخرجوا من نزل شمر وهم يرددون الحداء كناية عن نقض الصحب وهذه قصيدة سليمان اليمني التي ألقاها أمام دهام والجربا .
<FONT colordarkorchid>قلت آه لو قول آه يجمع عمامه=اللي ورا سنجار يسمع اعياطي</FONT>
<FONT colordarkorchid>اللي مثقادمهم رجال الندامه=اهل شمات وبرع وريح الشواطي</FONT>
<FONT colordarkorchid>يرعى كما يرعى الجمل من رمامه=ويبرك على النمله وسيع الاباطي</FONT>
<FONT colordarkorchid>يادهام يا صيّاد فرخ النعامه=توكر على دسم العلف بالرباطي</FONT>
<FONT colordarkorchid>الى ضربت الراس تنثر عظامه=يا مودع ريش الحباري شطاطي</FONT>
<FONT colordarkorchid>يا دهام دونك مرقدي ذق منامه=جنة نعيم بين شط وشاطي</FONT>
<FONT colordarkorchid>عند الشيوخ مزودين الكرامه=لا هبت النكبا بليالي شباطي</FONT>
<FONT colordarkorchid>كم حايلٍ جاه البلا من سنامه=تذبح لدسمين الشوارب تلاطي</FONT>
<FONT colordarkorchid>وكم منسف يركز وحطوا ايدامه=ان صكوا البيبان حمر الحناطي</FONT>
<FONT colordarkorchid>فرحان هو فرحان ساس الشهامه=وعبد الكريم أطيب أسامية غاطي</FONT>
<FONT colordarkorchid>يا ما عطوا ياما معطوا جهامه=صوارم فتخان الايدي سواطي</FONT>
<FONT colordarkorchid>نافوا على بيت الشعر والعمامه=بعطي الركايب والمهار المعاطي</FONT>
<FONT colordarkorchid>وان ثار من عج السبايا كتامه=والجو به غبرا سواة الغطاطي</FONT>
<FONT colordarkorchid>نعمين لا جت خيلهم بالتمامه=حمرٍ وصفرٍ لونهن بغتلاطي</FONT>
<FONT colordarkorchid>وحنا وياهم من قديم ٍرحامه=سلقا وسنجاره بنات العلاطي</FONT>
وقد يكون تحذير الشيخ ساجر للشيخ دهام بن قعيشيش لما حصل له من الجربا لانه عندما نزل على الجربا في احدى المرات ارسلوا اليه ( جح) مع احد العبيد ولما اراد ان يأكلها أوقفته زوجته وقالت له انها مسمومه وأنت عندما تموت يفقدونك خمس فخوذ ، فأعطاها ( للكلب ) فأكل منها ومات . ويقال أن زوجته هي التي اكلت منها وماتت .
وايضا هذه قصيدة لشاعر ساجر ؛ سليمان اليمني قالها بإيعاز من الشيخ دغيم بن هذال لعله يحرض ساجر للرحيل من ديرة الجربان إلى ديار عنزة وفعلا حصل ذلك .
<FONT colordarkorchid>يا بو رجا يالقرم عندي لكم شور=والشور مبطي بين مخطي وصايب</FONT>
<FONT colordarkorchid>يبعدك عن زور تقل لون جرجور=قبل الغزو ياتي نذير الركايب</FONT>
<FONT colordarkorchid>لما حلا المعبار من عند منجور=مطولٍ شوشات الزعل والحرايب</FONT>
<FONT colordarkorchid>نسكن من الشما الى الخر ابو زور=مرتع لشرهات البكار العرايب</FONT>
<FONT colordarkorchid>يبرولك السلقا رجالٍ تقل سور=وخيلٍ تجيب الخيل معها جنايب</FONT>
<FONT colordarkorchid>ولا إنص ابن شعلان والعز مديور=ولا يقطع النوهات كود الصلايب</FONT>
<FONT colordarkorchid>تلقا هل العليا على الخيل صابور=عدوهم ينهج على غير طايب</FONT>
<FONT colordarkorchid>أولاد عبد الله مع اولاد مشهور=مروين حد مصفحات القضايب</FONT>
ومما ذكر عن الشيخ ساجر الرفدي ومغازيه في كتاب العراق بين احتلالين :
في سنة 1286هـ 1869 م الشيخ ساجر الرفدي من رؤساء عنزة عزا على قبيلة شمر في 12 ربيع الاول في 300 فارس وأراد أن يعبر الفرات من قرب الرمادي في محل يقال له طوى فسمعت به الحكومة فمنعته بسوق جيش إليه وبقي يتجول بين حديثة وعانة ومن هناك عبر وهاجم شمر ولم يعرف ذلك إلا بعد وقوع الحادث وبمهاجمته هذه قد صادف قبيلة عبده من شمر وأخذ منها 150 بعيرا وعاد إلى ما بين هيت وجبه مجتازا المعابر ومضى إلى قبيلته ثم إنه لم يكتفي بهذي الواقعه بل تلتها غيرها في 24 جماد الاول 1286هـ غزا 500 خيال ومثلها من المراديف فعبروا الفرات بين هيت والدليم وهاجم شمر فلما علمت الحكومة حاولت منعه إلا انها لم تظفر به والبرية واسعة وليس لها طريق معين .
وهذه قصة أيضا من سيرة الشيخ ساجر الرفدي عندما اختلف مع الشيخ فهد بن عبد المحسن بن هذال
وتركه ونزل عند عبد الكريم الجربا ( ابو خوذه ) شيخ قبيلة شمر الوكاد ويجاوره ويوم درى الشيخ فهد بن عبد المحسن ابن هذال زعل وهو يفكر شلون يرجع ساجر لصفه وبهاك الوقت عنده الشاعر هاني الدوامي من العبدة من السبعة وقال لابن هذال أنا أرد ساجر بصفك مير أبي حاجة منك ؛ قال ابن هذال ابشر بسعدك وبحاجتك وهو يلبيه ابن هذال وقم ياهاني وانحر لديار عبد الكريم الجربا ياما وصله بالمجلس والا عنده هجر ابن وتيد شيخ قبيلة الفداغة من شمر ويصير نقاش حاد بين ساجر الرفدي وهجر ابن وتيد المهم وينهي المشكلة الشيخ عبد الكريم الجربا لانه يبي يكسب الشيخ ساجر الرفدي وهو يدري انه موفق بغزواته وانه كسب كبير به الوكاد وهاني الدوامي السبيعي يدري بالمشكله اللي بين ساجر وبين هجر ابن وتيد ؛ وطلب الشيخ عبد الكريم الجربا من هاني السبيعي ان يسمعه ما عنده من قصيد وكان ناوي يشتت الموضوع اللي بين ساجر وبين هجر وقم ياهاني اقصد القصيد اللي جاك على طبق من ذهب يقول .
<FONT colordarkorchid>هجر ٍ تحدر يوم ساجر عثابه=والى طلب له حاجة ٍ ما تهيّا</FONT>
<FONT colordarkorchid>راعي البويضا ما توني ركابه=أبو رجا عّيا على الطيب عّيا</FONT>
<FONT colordarkorchid>ساجر تخبرونه نهار الحرابه=وأولاد وايل ضدكم من هنيّا</FONT>
<FONT colordarkorchid>خلوا جبل حمرين لجة ذيابه=والصيف ما يشبه لوبل الثريّا</FONT>
ولما سمع هجر بن وتيد لا والله ويقمز من مكانه وقال للشيخ الجربا الديرة هذي ما يقعد بها اثنين يانها لي والا لساجر قال الجربا لا والله لك يابن وتيد وساجر عنزي وعنده ربعه ؛ وزعل ساجر وتركهم وعوّد هو واللي معه من ربعه وتصالح مع ابن هذال بعد الله سبحانه وتعالى ثم الابيات اللي قالها هاني الدوامي .
وهذه بعض الابيات من قصيدة لـ ساجر الرفدي يقول فيها .
فهد السلقاوي
25/05/10, (02:15 PM)
<FONT colordarkorchid>الخيل ساجت مادري وش بلاها=ساجت ولاجت واعذرت بالاجله</FONT>
<FONT colordarkorchid>تليتها لما تساعل حذاها=لما غدت قفوي سوات الاهله</FONT>
<FONT colordarkorchid>أورده والله وراي ووراها=والامر عند الله لعقده وحله</FONT>
<FONT colordarkorchid>كم طامح قطعت حبل وراها=واستبدلت ياخليف خل بخله</FONT>
ورد عليه الشاعر مقحم النجدي العنزي .
<FONT colordarkorchid>يابو رجا ترى عشقتك ما وراها=ما رافقت من به خنابه وذله</FONT>
<FONT colordarkorchid>رشوشها عج السبايا وراها=وعطورها الدم الحمر في محله</FONT>
وهذا شاعر ايضا من قبيلة السلقا من العمارات يقال له ابن حيزان ذكر ساجر في احدى قصائده ويقول .
<FONT colordarkorchid>راعي البويضا دارها واستداره=مانشد عن اللي سكن له بعنّه</FONT>
<FONT colordarkorchid>عزي وعزي يامربي جفاره=سلقاوي ٍغبر الدواكيك جنّه</FONT>
ويقال ان الشيخ ساجر رد على هذا الشاعر بقصيده منها .
<FONT colordarkorchid>اقسم برب البيت ماهي قماره=ودي ابن حيزان ما غربلنه</FONT>
ولما بلغ الشيخ ساجر الرفدي من العمر عتيا وشاب رأسه وشعر بضعف قواه وأفول نجمه وأصابه الارق في ذلك الوقت ودار في مخيلته كيف مرت به الايام وكيف أن الدنيا تعطي من يعطيها وتبخل عنه وقت حاجته إليها وتذكر أيام شبابه وصولاته وجولاته التي أورثت السلقا مكانة عالية ما زالت تتفيأ ظلالها حتى اليوم بين ربوع بلاد طي في قرية الشملي يقول ساجر عما آل إليه .
عــيــنــي جــزت عــن نــومــهـــا واســهــرتـْـنــــي = مــا هـي مــريــضـــة مــار بالــقــلــب ولــــــوال
واحــســرتـي مـن عـشـــقــتـي عــايـفـتـْـــنــــــــــي = وشـــامـت ونـســيـت مـا مـضــى لـي بالافـعــــال
تـعــطـّرت يـوم انـهـــــــــا بـــــاغـيـتــْــــــنـــــــــي = والـيــــوم مـا حـطـّت عـلــومــي عـلـى الـبــــــال
وقــرونــهـــا جـــرد الـــســـبــايــا تـلــتـْــنـــــــــــي = وعـطـورهــــا دم الــنــشــــــــامـــا لـيــا ســــــال
عــــاهــدتـــهــــا بالـلـه وهـي عـــــــاهـــدتـْـنــــــي = والـــيـــوم أشـــــوف فـعــولـهـــا اقـفـاي واقـبـال
دنـــيـــاي بـحــمـــول الــعــنــــا ضـــاهـــــدتْـنــــــي = والـكُبـر يـــرّث بالـــــرجـــــل كــل غـــــــربــــــال
مـن مــدّهــا بالـجــــود يـــامــــا عـــــطـتــْــــنــــــي = ويـــــامــا ركـــبــنـــا فــوق عـــــجــــلات الازوال
ويــامــا عـلـى طـيــب الـفــعـــايـل هــــــدتْــــنــــــي = وخــلـّيـت عــــيــــــرات الـنّـــضـــــا تـهـذل اهـذال
نـمـشــــي عـلـى مــا كـــاد لـــو ســـــــــاعـفـتْـنـــي = وان عــــاضــبــت نــذكـــر بـهـــا زيــن الامــثـــال
وكــم ســربــةٍ نـجــرّهــــا تـــــــابــعــتـــــْــــــــنــي = وخـلـّيــت غـــــــارتـهــا عـلـى الـقــوم تـــنــهـــال
والـلـه لـخــــوض بـحــورهـــا لـــو عـــصــتْـنــــي = مــــا دام جــســــمـي بــــاقـــي ٍٍ بــعــــد مــــا زال
<FONT colordarkorchid>مالي حسايف كانها خالفتْني=للي يخلط الخير والشر عمّال</FONT>
وقد توفي الشيخ ساجر الرفدي لكبر سنه في الحزرة في العراق سنة 1289 هـ .
م....ن.....ق....و.....ل
تحياااااتي