عوض بن خميس
14/02/10, (10:20 PM)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله مساكم جميعا بكل خير
بداح العنقري رجل من الحاضرة يسكن في احدى القرى ولديه محل لبيع المواد الغذائية والكسائية وكان يتحلى بدماثة الخلق والطيب والكرم والرجولة، وكان أهل البادية في فصل الصيف يقطنون بالقرب من القرى وآبار المياه وكان الغالبية منهم أصدقاء للعنقري حيث يشترون منه ما يحتاجونه وهو يمهل عليهم في السداد إذا تعسرت أمورهم، وكان أهل البادية يكنون للعنقري كل الاحترام والتقدير، وذات مرة أتت بعض بنات البادية لمحل العنقري لشراء بعض المستلزمات فتعلق قلبه بواحدة منهن بدون أن تدري هي عن ما يختلج في قلبه، وحين جاء موسم الأمطار رحلت قبيلة الفتاة إلى مرابعها وبعد فترة لحق بهم بداح العنقري ليخطبها من والدها الذي رحب به ووافق بشرط أن يؤخذ رأي الفتاة، وحين سألها والدها رفضت هذه الخطبة لأن هذا رجل من الحاضرة لا يعرف عن القتال والفروسية شيئا وهي تريد فارسا يحمي قومها وحلالهم من الأعداء، فسمع العنقري هذا الجواب فقرر الرحيل والعودة لدياره، وشاءت الصدف أن شنت عليهم احدى القبائل غارة قبل أن يغادر بداح العنقري وكان الهجوم عنيفا من الأعداء ولم يستطع فرسان القبيلة أن يصدوه، فركب بداح العنقري فرسه وأخذ سيفه ورمحه وقاتل بشراسة واستبسال حتى استطاع أن يرد القوم الغازية وأسترد الحلال منهم فأنشد يقول:
ا
لله لحد يـا مـا غزينا وجينا=ويـامـا ركبنا حاميات المشاويح
وياما علـى أكوارهـن اعتلينا=ويـامـا ركبناها عصير ٍ مراويح
ويـامـا تعاطت بالهنادي ايدينا=ويـامـا تقاسمنا حـلال المصاليح
وراك تزهد يا اريش العين فـينا=تقـول خيّال الحضر زيـن تصفيح
الطيـب ما هـو بس للضاعنينا=مقسّـمٍ بين الوجيـه المفاليـح
البدو واللي بالقـرى ساكنيـنا=كـل ٍ عطـاه الله مـن هبة الريح
يـوم الفضـول بحلّتك شارعينا=بالشلـف ينحونك سـواة الزنانيح
يوم انجمر رمـحي خذيت السنينا=واودعـت عنك الخيل صـمٍّ مدابيح
هـيّـا عطينا الحق هـيـّا عطينا=وان مـا عطيتنـاه والله لصيـح
أصيح صيحة من غـداله جنينا=وألا خـلـوج ٍ ضيعوها السواريح
يا عود ريـحان ٍ بعـرض البطينا=منـين ماهب الهوى فاح له ريح
لا خـوخ لا رمـان لا هوب تينا=لا مشمش البصـرة ولا بالتفافـيح
وخـد ٍ كمـا قرطاسة ٍ فـي يمينا=وعيـون نـجـل ٍ للمشقّى ذوابيح
ويا أبو نهـود تقـل فنجـال صينا=لا بقـاتٍ للقلب المشقّى ذوابيـح
صخـف ٍ بلطـف ٍبانهزاع ٍ بلينا=يـا غصـن مـوز ٍ هـزّه ناعم الريح
وبعد أن رأت الفتاة فعل بداح بالقوم الغازية وشجاعته وفروسيته النادرة ندمت على رفضها الزواج منه ويقال بأنها أرسلت له تتأسف منه وتريده زوجا لها إلا أن بداح العنقري أبت عزة نفسه وكرامته أن يعود لها بعد أن رفضته وعاد لقريته
وأسعد الله مساكم جميعا بكل خير
بداح العنقري رجل من الحاضرة يسكن في احدى القرى ولديه محل لبيع المواد الغذائية والكسائية وكان يتحلى بدماثة الخلق والطيب والكرم والرجولة، وكان أهل البادية في فصل الصيف يقطنون بالقرب من القرى وآبار المياه وكان الغالبية منهم أصدقاء للعنقري حيث يشترون منه ما يحتاجونه وهو يمهل عليهم في السداد إذا تعسرت أمورهم، وكان أهل البادية يكنون للعنقري كل الاحترام والتقدير، وذات مرة أتت بعض بنات البادية لمحل العنقري لشراء بعض المستلزمات فتعلق قلبه بواحدة منهن بدون أن تدري هي عن ما يختلج في قلبه، وحين جاء موسم الأمطار رحلت قبيلة الفتاة إلى مرابعها وبعد فترة لحق بهم بداح العنقري ليخطبها من والدها الذي رحب به ووافق بشرط أن يؤخذ رأي الفتاة، وحين سألها والدها رفضت هذه الخطبة لأن هذا رجل من الحاضرة لا يعرف عن القتال والفروسية شيئا وهي تريد فارسا يحمي قومها وحلالهم من الأعداء، فسمع العنقري هذا الجواب فقرر الرحيل والعودة لدياره، وشاءت الصدف أن شنت عليهم احدى القبائل غارة قبل أن يغادر بداح العنقري وكان الهجوم عنيفا من الأعداء ولم يستطع فرسان القبيلة أن يصدوه، فركب بداح العنقري فرسه وأخذ سيفه ورمحه وقاتل بشراسة واستبسال حتى استطاع أن يرد القوم الغازية وأسترد الحلال منهم فأنشد يقول:
ا
لله لحد يـا مـا غزينا وجينا=ويـامـا ركبنا حاميات المشاويح
وياما علـى أكوارهـن اعتلينا=ويـامـا ركبناها عصير ٍ مراويح
ويـامـا تعاطت بالهنادي ايدينا=ويـامـا تقاسمنا حـلال المصاليح
وراك تزهد يا اريش العين فـينا=تقـول خيّال الحضر زيـن تصفيح
الطيـب ما هـو بس للضاعنينا=مقسّـمٍ بين الوجيـه المفاليـح
البدو واللي بالقـرى ساكنيـنا=كـل ٍ عطـاه الله مـن هبة الريح
يـوم الفضـول بحلّتك شارعينا=بالشلـف ينحونك سـواة الزنانيح
يوم انجمر رمـحي خذيت السنينا=واودعـت عنك الخيل صـمٍّ مدابيح
هـيّـا عطينا الحق هـيـّا عطينا=وان مـا عطيتنـاه والله لصيـح
أصيح صيحة من غـداله جنينا=وألا خـلـوج ٍ ضيعوها السواريح
يا عود ريـحان ٍ بعـرض البطينا=منـين ماهب الهوى فاح له ريح
لا خـوخ لا رمـان لا هوب تينا=لا مشمش البصـرة ولا بالتفافـيح
وخـد ٍ كمـا قرطاسة ٍ فـي يمينا=وعيـون نـجـل ٍ للمشقّى ذوابيح
ويا أبو نهـود تقـل فنجـال صينا=لا بقـاتٍ للقلب المشقّى ذوابيـح
صخـف ٍ بلطـف ٍبانهزاع ٍ بلينا=يـا غصـن مـوز ٍ هـزّه ناعم الريح
وبعد أن رأت الفتاة فعل بداح بالقوم الغازية وشجاعته وفروسيته النادرة ندمت على رفضها الزواج منه ويقال بأنها أرسلت له تتأسف منه وتريده زوجا لها إلا أن بداح العنقري أبت عزة نفسه وكرامته أن يعود لها بعد أن رفضته وعاد لقريته