سليمان الجعفري
22/12/09, (09:44 PM)
يقطع قبيلة ضفها مايذري
من اروع ماقرأت
قصة حماية قبيلة زعب لجارهم الحربي وقتال الشريف
وايضا قصة الزعبية وقصيدتها
قبيلة زعب من القبائل الكبيرة التي تنتشر في شبه الجزيرة العربية ومنهم البادية ومنهم الحاضرة، وقد كان الشريف حاكم مكة في الزمن الماضي قد حمى حدوده فنزلت قبيلة زعب على الحدود وجاء رجال الشريف حسين لتبعدهم عن الحمى فرأوا مع زعب إبلاً غريبة في ضخامتها وأشكالها ورأوا حليبها يتساقط على العشب من غزارته فأخبروا الشريف بذلك فبعث لهم يطلبها فأخبروه أنها ملك لجارهم بن صبخي من حرب فأرسل الشريف إلى الأمير ناصر بن سحوب أمير زعب يقول له أنه يريد الإبل ويعطي بن صبخي عن الناقة ناقتين فرفض بن صبخي ثم أعطاه عن الناقة أربع فامتنع أيضاً وأحضر ابن سحوب جاره بن صبخي ليلحّ عليه بأن يبيعها على الشريف طالما أن الشريف له رغبة بها ويلحّ في طلبها فأجابه ابن صبخي قائلاً لا تجود بها نفسي لأحدٍ إلا رغماً عني فقالوا له زعب لا تُرغم وأنت جارنا وفينا رجلٌ حيّ ، ثم أرسلت زعب للشريف تقول أن صاحبها أبى عليها ولو أنها لزعب لأرسلوها له ولكنها لجارهم وجارهم دونه رجال زعب ، وبعد مفاوضات كثيرة رأى ناصر بن سحوب أن يذهب للشريف للتفاوض معه وإقناعه فأشار عليه قومه بأن الشريف سيحبسه فأصرّ على الذهاب ورغم ذلك لم يستطع ابن سحوب إقناع الشريف فحبسه وقال للقوم الذين جاءوا معه إذهبوا ولا ترجعوا إلاّ بعد عام وأن رجعتم قبله قتلت صاحبكم ، وكان ابن سحوب مكرما في حبسه عند الشريف وبعد مضي عام حضروا فقال لهم الشريف أريد الإبل وإلا قتلت ابن سحوب فقالوا له لو قتلته وزعب كلها لن تأتي الإبل، فقال إذن أريد تسعين فرساً صفراء (بيضاء ) بدلاً عن الإبل التسعين وبقى الأمير ناصر عند الشريف ثم حضرت الخيل وعليها رجالها مدججين بالسلاح ثم سلموها له ومعها تكملة العدد حصان مهوّس وإسمه شعيطان وصفوه لسرعته فهو يلحق ولا تلحقه الخيل وكان أغلى على مهوس من روحه وقد أكرم الشريف زعب وكساهم ثم رد الخيل وقال لابد من مجيء الإبل ، واغتاظ الأمير ابن سحوب عند ذلك وعندما رأى فشل الموضوع قال للشريف سترجع الخيل ولكن إسمح لها بأن لا يكون لها عميل ( أي يأخذون و يسبون كل من كان في طريقهم وهم راجعون ) قال الشريف لها ما أمامها إلا بني حسين "أسرة الشريف" ثم خرج ابن سحوب من عند الشريف وقد ارتفع لباسه إلى مجذ الساق بسبب غضبه الشديد وكان لباسه يصل قبله إلى الكعبين ولاحظت ابنة الشريف ذلك فسألت أباها عمّا جرى فأخبرها فقالت سوف يكون أول ما يأخذهم في طريقه بنو عمك قال لماذا قالت لأني رأيت ابن سحوب خرج ولباسه قد قصر بعدما كان تحت الكعبين، وما هي إلا فترة حتى أتاهم الخبر بأن زعب سلبوا بني حسين ، فأرسل الشريف عدة فرق رجعت مهزومة ولم يحارب في هذه الفرق ابن سحوب لأن جماعته منعوه من الاشتراك خوفاً عليه من مكيدة ثم رأى الشريف أن يقود جيشاً جراراً بنفسه على زعب وقد كان الشريف رجل حرب لا يستهان به والتقوا في "ركْبـَه" ونزل كل فريق أمام الآخر وظلت السرايا والفرق تتطاحن ثلاثة شهور وسئم الشريف من ذلك فأخذ بنفسه العلم واستعد الجيش واستعدوا زعب وأطلقوا أميرهم من منعه وأعطوه سلاحه وكان ابن سحوب من جبابرة الحروب وصاح الشيخ ابن غافل وقد بلغ من الكبر عتيا قائلاً أعطوني سلاحي وفرسي وارفعوا جفوني عن عيوني فكان ذلك وصاح فيهم ابن سحوب قائلاً يا زعب دون جاركم أرخصوا أرواحكم وودع ابن غافل بناته والتقى الجيشان قبل الظهر وما أنحت الشمس على الغروب حتى مالت كفة زعب وانهزم جيش الشريف وانتهت بذلك الحرب بموت ابن غافل بعدما مات ثمانين فارس من زعب وجُرح ابن سحوب بضربةٍ في موق عينه إلا أنه سلم منها وتفقدت زعب قتلاها فما فقدوا إلا بنت ابن غافل فقد هرب بها بعيرها مع كثرة الزحام ولم تشعر إلا وهي في مكان لا تعرفه فنزلت عن بعيرها وصعدت في مكان حصين ونزل الوادي أحد الغزاة من العرب للاستراحة فرآها أميرهم مسعر بن قويد ابن شيخ الدواسر ولم يرها الباقون فأمر بالرحيل ورجع هو وقال انزلي قالت لن أنزل حتى تعطيني عهوداً ومواثيق بألا تدنس شرفي فأعطاها ما طلبت ثم نزلت فأردفها على بعيره وذهب بها وسألها من أنتِ فقالت "هتيمية ضائعة" وبقيت عندهم مدة ، فرآها بعد ذلك فبهره جمالها فقال الأمير لوالده أريد أن أتزوجها فأنكر عليه والده ذلك وقال ليست من طبقتك ثم قالت أمه سأقطع الثدي الذي أرضعك إياه إن فعلت ، فأصر على الزواج بها فتزوجها، فقام قومه بوضع بيته خلف البيوت كناية عن إهانته لزواجه من هذه البنت ، وولد له سباّع وترعرع فاستغرب القوم تصرفاته مع أولاد عمه فكانوا إذا ذبحوا الجزور أعطوه الرئة يرميها ثم ينقضُّ على قلب الجزور ويأخذه غصباً من أيدي أولاد عمه وكبر سباع فذهب يومًا مع أولاد عمه فمرّوا بمكان حرب زعب وهو لا يعلم به فرأى أحذية الخيول مرميّة ورأى قدور كبيرة فوصف لأمه كل ذلك وهي بين النساء فَجَرَتْ دموعها من عينيها فرأتها النساء فأخبرن أبا زوجها وقد كان حكيماً وكان زوجها مسعر غازياً في ذلك الوقت فعمد الأب إلى حيلة وملأ كيسا من البر وقال لها اطحنيه لنا الليلة لإننا نريد أن نغزوا وكان قصده أن تهيج الرحىَ ما بها ثم اختبأ قريباً منها فظلت طول الليل تطحن وتُنشد قصيدة طويلة لم يتم العثور إلا على بعض أبياتها ، وللمعلومية فإنه قد انحدر من هذه المرأة قوم كثر , ويقال لهم آل بو سباع من الدواسر ،
وقصيدة فتاة زعب بنت الأمير ابن غافل هي :
تهيضت يا سـبّاع لدارٍ ذكرتها = ولاعاد منها إلا مواري حيودها
سبّاع تبكي أمّك بعينٍ ودمعَهَا = من عينها يحفي مذاري خدودها
ولكن وقود النار بأقصى ضميرها = هاضَ الغرام و بيّحَ الله سدُودها
ولكن حجر العين فيها مليلة = ولكن ينهش موقها مع برودها
دمعٍي يشبه قربةٍ شُوشليّة = بعيدٍ معشّاها زعُوجٍ قعودها
زِعبيـّةٍ يا عم ماني هَفيّة = ماني من الليّ هافياتٍ جدودها
أنا من زِعب وزعب إلى أوْجَهوا = على خيل عجْلاتٍ سريعٍ ردودها
أهل سربةٍ لا دْبرَت كِنّها مهجّرة = وِإنْ أقبلت كنَّ الجوازي وُرودها
لا طاح طايحهم بشوفي ترايعوا = تقول فهودٍ مخطياتٍ صيودْها
لا صاح صياحٍ بالسّبيب تِفازَعوا = عزيِّ لغمرٍ ثبَّرت بهْ بلودها
لحقوا على مثل القطا يوم وردته = متغانمٍ عينٍ قراحٍ برودها
خيلٍ تغذّا للبلا والمعارك = ترهِق صناديد العِدا في طرودها
لا تلقّحونَ الخيل يا زعب يا هلي = ترى لقاحَ الخيل يردي جهودها
إن جَـتْ سماحَ الخدّ ما يلحقن = وإن جت مع السّنْداء لزومٍ يكودها
جانا الشّريف بدارنا وإلتقين ا= كل القبايل جامعٍ به جنودها
طَلَبْ علينا الخُور هجمت قصيرنا = متمَوّلٍ يبغي حنازيب سودها
ياما عطينا دونها من سبيـّه = تسعين صفرا إحسابها ومعدودها
تمـامها شعيطان خيالة مهوّس = أصايل صنع النصارى قيودها
يقطع قبيلةٍ ضفها ما يذرّي = تشبه جمالٍ عضها في بدودها
قصيرنا في رأس عيطاً طويلة = يحجى ذراها من عواصيف نودها
عيـّوا عليها لابِتي واحتمـُوها = بمصقّلات مِرهفاتٍ حدودها
حَرَبنا العدا والبنت نشوٍ بها أمها = واليـوم قده منوة العين عودها
تسعين ليلة والعرابا معقـّلة = شمـخ الذراء ومحجزاتٍ عضودها
شقح البكار الليّ زهن الدباديب = قامت تضالع من مثاني زنودها
خيلٍ تناحيهـا وتضرب بالقنا = مثل التهامي يوم أحلى جرودها
بنات عميّ كلّهن شقّن الخبا = بيضِ الترايب ناقضات جعودها
على الحنايا ناقضاتِ الجدايل = سمرِ الـذّوايب كاسيات نهودها
وجيهٍ تشادي مزنةٍ عقربيّة = أقبل مطرهـا يوم حنت رعودها
منهن نهارَ الهوش تنخَى رجالها = ستر العذارى ما حضر من فهودها
لباسةٍ بالهوش للدّرْع والطاّس = وعلى سروج الخيل كودٍ سنودها
مِن صنع داود عليهم مشالح = تجيبه رجالٍ مِن غنايم فهودها
ياما طعنوا من حربةٍ عولقيّة = شلفا تلظى يَشرَب الدّم عودها
الليّ أيتموا في يوم تسعين مُهرة = ما منهن الليّ ما تلاوي عمودها
تسعين مع تسعين وألفين فارس = تحت صليب الخدّ تطوي لحودها
تسعين منهن بين أبويه وعزوتي = وتسعين عنانٍ واللواحي شهودها
قبيلةٍ كم أذهبت مِن قبيلة = لاعدّت الجودات ينعدّ جودها
زِعب هُم أهلَ المدح والمجد والثنا = من الربع الخالي للحجاز حدودها
إن أجْنبوا فالصّيد منهم تحوّز = وضيحيها ومن الجوازي عنودها
وإن أشملوا تهجّ مِنهم قبايل = ودارٍ يجونه ضدهم ما يرودها
لامِن نووا في ديرةٍ ياهَلونها = تقافت الظّعان عجلٍ شدودها
اركابهم يمّ العِدى مِتعبينها = بيضَ المحاقب فاترات لهودها
يَامَا خذوا من ضدّهم مِن غنيمة = ولا صاوُغوه بلطمةٍ ما يعودها
بنمرٍ تشادي للجراد التهامي = ما تطاوع الحكام من عظم زودها
أشوف بالحرة ضعون تقللّت = وابوي حمّاي السرايا يذودها
شفي معه صقر تباريه عندل = مرٍّ يباريه و مرٍّ يقودها
أنا فتاة الحي بنت بن غافل = كم من فتاةٍ غرّ فيها قعودها
شرشوح ذودٍ ضاربٍ له خَريمة = ما ودّك يشوفه بعينه حسُودها
حوّلت من نظوى ورقيت سرحه = حطيّت رفٍ في مِثاني فنودها
وجوني ركيبٍ ونوّخوا في ذراها = وشافني عِقيدَ القوم زيزوم قودها
قال انزلي يا بنت وانتِ بوجهي = ولا جيته ألاّ بالوثْق من عهُودها
أمرٍ كِتبه الله وصار وتكوّن = تسبّب علينا من الأَعادي قرودها
بكونٍ شِديدٍ ما تمنّاه عارف = تعدّه عيالٍ عادها في مهودها
ذكرت وقتٍ فايتٍ قِد مضى لهم = ويومٍ علينا من ليالي سعودها
ضوٍّ زمت للمال من غب سرية = وضوٍّ زمّت عيدان الأرطىَ وقودها
لكن قرون الصّيد بأطراف بيتنا = هشيم الغضا يدني لحامي وقودها
تسعين عينا صيدنا في عشيّة = وضيحيّة نجعل دلانا جلودها
قنّاصنا يذهب شريقٍ وينثني = ويجيب الجوازي دامـياتٍ خدودها
وروّاينا يروح يومٍ وينثني = ويجيب القلاصي لاحقاتٍ حدودها
ومدّادنا يأخذ حديد وينثني = ويجيب الجلادي ضايماتٍ هبودها
وغزّاينا يغزي حديد وينثني = ويجيب العرابا حافلاتٍ ديودها
لنا بين حَبْر وغْرابا منزلٍ = لِهن في زين العرابا قعودها
حنّا نزلنا الحزم تسعين ليلة = وغلّ الأعادي لاجيٍ في كبودها
لامن حجى معنا عليمٍ ولا ذرى = إلاّ شخوص العين قب نقودها
ِقليبنا غزيرةَ الجمّ عيلم = ما ينشدون صدورها من ورودها
طوله ثمانٍ مع ثمانٍ مع أربع = وسطٍ من الصفرا وقبلت نفودها
أهل عقلةٍ بحدّ الحاذ من الغضى= ما دارها الزرّاع يبذر مدودها
ألفين بيتٍ نازلين جباها = وألفين بيتٍ بالمظامي ترودها
تخالفوا في يوم تسعين لحيه = عشان وقفت أجنبي بنفودها
دارٍ لِـنا مـاهيب دارٍ لغيرنا = ما حدّها الرّمله وما ورد عدودها
وهنا صوتية بصوت الشاعر محمد بن مشيط
http://www.alsh3r.com//downloads/dl_bts/1250117002.amr
منقوووووول
من اروع ماقرأت
قصة حماية قبيلة زعب لجارهم الحربي وقتال الشريف
وايضا قصة الزعبية وقصيدتها
قبيلة زعب من القبائل الكبيرة التي تنتشر في شبه الجزيرة العربية ومنهم البادية ومنهم الحاضرة، وقد كان الشريف حاكم مكة في الزمن الماضي قد حمى حدوده فنزلت قبيلة زعب على الحدود وجاء رجال الشريف حسين لتبعدهم عن الحمى فرأوا مع زعب إبلاً غريبة في ضخامتها وأشكالها ورأوا حليبها يتساقط على العشب من غزارته فأخبروا الشريف بذلك فبعث لهم يطلبها فأخبروه أنها ملك لجارهم بن صبخي من حرب فأرسل الشريف إلى الأمير ناصر بن سحوب أمير زعب يقول له أنه يريد الإبل ويعطي بن صبخي عن الناقة ناقتين فرفض بن صبخي ثم أعطاه عن الناقة أربع فامتنع أيضاً وأحضر ابن سحوب جاره بن صبخي ليلحّ عليه بأن يبيعها على الشريف طالما أن الشريف له رغبة بها ويلحّ في طلبها فأجابه ابن صبخي قائلاً لا تجود بها نفسي لأحدٍ إلا رغماً عني فقالوا له زعب لا تُرغم وأنت جارنا وفينا رجلٌ حيّ ، ثم أرسلت زعب للشريف تقول أن صاحبها أبى عليها ولو أنها لزعب لأرسلوها له ولكنها لجارهم وجارهم دونه رجال زعب ، وبعد مفاوضات كثيرة رأى ناصر بن سحوب أن يذهب للشريف للتفاوض معه وإقناعه فأشار عليه قومه بأن الشريف سيحبسه فأصرّ على الذهاب ورغم ذلك لم يستطع ابن سحوب إقناع الشريف فحبسه وقال للقوم الذين جاءوا معه إذهبوا ولا ترجعوا إلاّ بعد عام وأن رجعتم قبله قتلت صاحبكم ، وكان ابن سحوب مكرما في حبسه عند الشريف وبعد مضي عام حضروا فقال لهم الشريف أريد الإبل وإلا قتلت ابن سحوب فقالوا له لو قتلته وزعب كلها لن تأتي الإبل، فقال إذن أريد تسعين فرساً صفراء (بيضاء ) بدلاً عن الإبل التسعين وبقى الأمير ناصر عند الشريف ثم حضرت الخيل وعليها رجالها مدججين بالسلاح ثم سلموها له ومعها تكملة العدد حصان مهوّس وإسمه شعيطان وصفوه لسرعته فهو يلحق ولا تلحقه الخيل وكان أغلى على مهوس من روحه وقد أكرم الشريف زعب وكساهم ثم رد الخيل وقال لابد من مجيء الإبل ، واغتاظ الأمير ابن سحوب عند ذلك وعندما رأى فشل الموضوع قال للشريف سترجع الخيل ولكن إسمح لها بأن لا يكون لها عميل ( أي يأخذون و يسبون كل من كان في طريقهم وهم راجعون ) قال الشريف لها ما أمامها إلا بني حسين "أسرة الشريف" ثم خرج ابن سحوب من عند الشريف وقد ارتفع لباسه إلى مجذ الساق بسبب غضبه الشديد وكان لباسه يصل قبله إلى الكعبين ولاحظت ابنة الشريف ذلك فسألت أباها عمّا جرى فأخبرها فقالت سوف يكون أول ما يأخذهم في طريقه بنو عمك قال لماذا قالت لأني رأيت ابن سحوب خرج ولباسه قد قصر بعدما كان تحت الكعبين، وما هي إلا فترة حتى أتاهم الخبر بأن زعب سلبوا بني حسين ، فأرسل الشريف عدة فرق رجعت مهزومة ولم يحارب في هذه الفرق ابن سحوب لأن جماعته منعوه من الاشتراك خوفاً عليه من مكيدة ثم رأى الشريف أن يقود جيشاً جراراً بنفسه على زعب وقد كان الشريف رجل حرب لا يستهان به والتقوا في "ركْبـَه" ونزل كل فريق أمام الآخر وظلت السرايا والفرق تتطاحن ثلاثة شهور وسئم الشريف من ذلك فأخذ بنفسه العلم واستعد الجيش واستعدوا زعب وأطلقوا أميرهم من منعه وأعطوه سلاحه وكان ابن سحوب من جبابرة الحروب وصاح الشيخ ابن غافل وقد بلغ من الكبر عتيا قائلاً أعطوني سلاحي وفرسي وارفعوا جفوني عن عيوني فكان ذلك وصاح فيهم ابن سحوب قائلاً يا زعب دون جاركم أرخصوا أرواحكم وودع ابن غافل بناته والتقى الجيشان قبل الظهر وما أنحت الشمس على الغروب حتى مالت كفة زعب وانهزم جيش الشريف وانتهت بذلك الحرب بموت ابن غافل بعدما مات ثمانين فارس من زعب وجُرح ابن سحوب بضربةٍ في موق عينه إلا أنه سلم منها وتفقدت زعب قتلاها فما فقدوا إلا بنت ابن غافل فقد هرب بها بعيرها مع كثرة الزحام ولم تشعر إلا وهي في مكان لا تعرفه فنزلت عن بعيرها وصعدت في مكان حصين ونزل الوادي أحد الغزاة من العرب للاستراحة فرآها أميرهم مسعر بن قويد ابن شيخ الدواسر ولم يرها الباقون فأمر بالرحيل ورجع هو وقال انزلي قالت لن أنزل حتى تعطيني عهوداً ومواثيق بألا تدنس شرفي فأعطاها ما طلبت ثم نزلت فأردفها على بعيره وذهب بها وسألها من أنتِ فقالت "هتيمية ضائعة" وبقيت عندهم مدة ، فرآها بعد ذلك فبهره جمالها فقال الأمير لوالده أريد أن أتزوجها فأنكر عليه والده ذلك وقال ليست من طبقتك ثم قالت أمه سأقطع الثدي الذي أرضعك إياه إن فعلت ، فأصر على الزواج بها فتزوجها، فقام قومه بوضع بيته خلف البيوت كناية عن إهانته لزواجه من هذه البنت ، وولد له سباّع وترعرع فاستغرب القوم تصرفاته مع أولاد عمه فكانوا إذا ذبحوا الجزور أعطوه الرئة يرميها ثم ينقضُّ على قلب الجزور ويأخذه غصباً من أيدي أولاد عمه وكبر سباع فذهب يومًا مع أولاد عمه فمرّوا بمكان حرب زعب وهو لا يعلم به فرأى أحذية الخيول مرميّة ورأى قدور كبيرة فوصف لأمه كل ذلك وهي بين النساء فَجَرَتْ دموعها من عينيها فرأتها النساء فأخبرن أبا زوجها وقد كان حكيماً وكان زوجها مسعر غازياً في ذلك الوقت فعمد الأب إلى حيلة وملأ كيسا من البر وقال لها اطحنيه لنا الليلة لإننا نريد أن نغزوا وكان قصده أن تهيج الرحىَ ما بها ثم اختبأ قريباً منها فظلت طول الليل تطحن وتُنشد قصيدة طويلة لم يتم العثور إلا على بعض أبياتها ، وللمعلومية فإنه قد انحدر من هذه المرأة قوم كثر , ويقال لهم آل بو سباع من الدواسر ،
وقصيدة فتاة زعب بنت الأمير ابن غافل هي :
تهيضت يا سـبّاع لدارٍ ذكرتها = ولاعاد منها إلا مواري حيودها
سبّاع تبكي أمّك بعينٍ ودمعَهَا = من عينها يحفي مذاري خدودها
ولكن وقود النار بأقصى ضميرها = هاضَ الغرام و بيّحَ الله سدُودها
ولكن حجر العين فيها مليلة = ولكن ينهش موقها مع برودها
دمعٍي يشبه قربةٍ شُوشليّة = بعيدٍ معشّاها زعُوجٍ قعودها
زِعبيـّةٍ يا عم ماني هَفيّة = ماني من الليّ هافياتٍ جدودها
أنا من زِعب وزعب إلى أوْجَهوا = على خيل عجْلاتٍ سريعٍ ردودها
أهل سربةٍ لا دْبرَت كِنّها مهجّرة = وِإنْ أقبلت كنَّ الجوازي وُرودها
لا طاح طايحهم بشوفي ترايعوا = تقول فهودٍ مخطياتٍ صيودْها
لا صاح صياحٍ بالسّبيب تِفازَعوا = عزيِّ لغمرٍ ثبَّرت بهْ بلودها
لحقوا على مثل القطا يوم وردته = متغانمٍ عينٍ قراحٍ برودها
خيلٍ تغذّا للبلا والمعارك = ترهِق صناديد العِدا في طرودها
لا تلقّحونَ الخيل يا زعب يا هلي = ترى لقاحَ الخيل يردي جهودها
إن جَـتْ سماحَ الخدّ ما يلحقن = وإن جت مع السّنْداء لزومٍ يكودها
جانا الشّريف بدارنا وإلتقين ا= كل القبايل جامعٍ به جنودها
طَلَبْ علينا الخُور هجمت قصيرنا = متمَوّلٍ يبغي حنازيب سودها
ياما عطينا دونها من سبيـّه = تسعين صفرا إحسابها ومعدودها
تمـامها شعيطان خيالة مهوّس = أصايل صنع النصارى قيودها
يقطع قبيلةٍ ضفها ما يذرّي = تشبه جمالٍ عضها في بدودها
قصيرنا في رأس عيطاً طويلة = يحجى ذراها من عواصيف نودها
عيـّوا عليها لابِتي واحتمـُوها = بمصقّلات مِرهفاتٍ حدودها
حَرَبنا العدا والبنت نشوٍ بها أمها = واليـوم قده منوة العين عودها
تسعين ليلة والعرابا معقـّلة = شمـخ الذراء ومحجزاتٍ عضودها
شقح البكار الليّ زهن الدباديب = قامت تضالع من مثاني زنودها
خيلٍ تناحيهـا وتضرب بالقنا = مثل التهامي يوم أحلى جرودها
بنات عميّ كلّهن شقّن الخبا = بيضِ الترايب ناقضات جعودها
على الحنايا ناقضاتِ الجدايل = سمرِ الـذّوايب كاسيات نهودها
وجيهٍ تشادي مزنةٍ عقربيّة = أقبل مطرهـا يوم حنت رعودها
منهن نهارَ الهوش تنخَى رجالها = ستر العذارى ما حضر من فهودها
لباسةٍ بالهوش للدّرْع والطاّس = وعلى سروج الخيل كودٍ سنودها
مِن صنع داود عليهم مشالح = تجيبه رجالٍ مِن غنايم فهودها
ياما طعنوا من حربةٍ عولقيّة = شلفا تلظى يَشرَب الدّم عودها
الليّ أيتموا في يوم تسعين مُهرة = ما منهن الليّ ما تلاوي عمودها
تسعين مع تسعين وألفين فارس = تحت صليب الخدّ تطوي لحودها
تسعين منهن بين أبويه وعزوتي = وتسعين عنانٍ واللواحي شهودها
قبيلةٍ كم أذهبت مِن قبيلة = لاعدّت الجودات ينعدّ جودها
زِعب هُم أهلَ المدح والمجد والثنا = من الربع الخالي للحجاز حدودها
إن أجْنبوا فالصّيد منهم تحوّز = وضيحيها ومن الجوازي عنودها
وإن أشملوا تهجّ مِنهم قبايل = ودارٍ يجونه ضدهم ما يرودها
لامِن نووا في ديرةٍ ياهَلونها = تقافت الظّعان عجلٍ شدودها
اركابهم يمّ العِدى مِتعبينها = بيضَ المحاقب فاترات لهودها
يَامَا خذوا من ضدّهم مِن غنيمة = ولا صاوُغوه بلطمةٍ ما يعودها
بنمرٍ تشادي للجراد التهامي = ما تطاوع الحكام من عظم زودها
أشوف بالحرة ضعون تقللّت = وابوي حمّاي السرايا يذودها
شفي معه صقر تباريه عندل = مرٍّ يباريه و مرٍّ يقودها
أنا فتاة الحي بنت بن غافل = كم من فتاةٍ غرّ فيها قعودها
شرشوح ذودٍ ضاربٍ له خَريمة = ما ودّك يشوفه بعينه حسُودها
حوّلت من نظوى ورقيت سرحه = حطيّت رفٍ في مِثاني فنودها
وجوني ركيبٍ ونوّخوا في ذراها = وشافني عِقيدَ القوم زيزوم قودها
قال انزلي يا بنت وانتِ بوجهي = ولا جيته ألاّ بالوثْق من عهُودها
أمرٍ كِتبه الله وصار وتكوّن = تسبّب علينا من الأَعادي قرودها
بكونٍ شِديدٍ ما تمنّاه عارف = تعدّه عيالٍ عادها في مهودها
ذكرت وقتٍ فايتٍ قِد مضى لهم = ويومٍ علينا من ليالي سعودها
ضوٍّ زمت للمال من غب سرية = وضوٍّ زمّت عيدان الأرطىَ وقودها
لكن قرون الصّيد بأطراف بيتنا = هشيم الغضا يدني لحامي وقودها
تسعين عينا صيدنا في عشيّة = وضيحيّة نجعل دلانا جلودها
قنّاصنا يذهب شريقٍ وينثني = ويجيب الجوازي دامـياتٍ خدودها
وروّاينا يروح يومٍ وينثني = ويجيب القلاصي لاحقاتٍ حدودها
ومدّادنا يأخذ حديد وينثني = ويجيب الجلادي ضايماتٍ هبودها
وغزّاينا يغزي حديد وينثني = ويجيب العرابا حافلاتٍ ديودها
لنا بين حَبْر وغْرابا منزلٍ = لِهن في زين العرابا قعودها
حنّا نزلنا الحزم تسعين ليلة = وغلّ الأعادي لاجيٍ في كبودها
لامن حجى معنا عليمٍ ولا ذرى = إلاّ شخوص العين قب نقودها
ِقليبنا غزيرةَ الجمّ عيلم = ما ينشدون صدورها من ورودها
طوله ثمانٍ مع ثمانٍ مع أربع = وسطٍ من الصفرا وقبلت نفودها
أهل عقلةٍ بحدّ الحاذ من الغضى= ما دارها الزرّاع يبذر مدودها
ألفين بيتٍ نازلين جباها = وألفين بيتٍ بالمظامي ترودها
تخالفوا في يوم تسعين لحيه = عشان وقفت أجنبي بنفودها
دارٍ لِـنا مـاهيب دارٍ لغيرنا = ما حدّها الرّمله وما ورد عدودها
وهنا صوتية بصوت الشاعر محمد بن مشيط
http://www.alsh3r.com//downloads/dl_bts/1250117002.amr
منقوووووول