فواز الغسلان
11/10/08, (07:13 AM)
(( راشد الخلاوي لايزال من ألغاز التاريخ))
الحقيقه ان الذي دفعني لكتابة هذه السطور انني وجدت الكثير من الخلط في الكلام
عن شخصية الشاعر راشد الخلاوي في كثير من المنتديات التي سارت على طريقة النسخ
واللصق حتى تتابعت على الغلط واصبح ذلك هو الكلام المعتمد عن راشد الخلاوي حتى ظن
البعض ان هذا هو الصحيح الثابت000
بل بلغ بهم ذلك حتى كتب احد الاشخاص في نبذته عن الخلاوي مايلي:
((ولد بالملقى من ضواحي الدرعية عام 1339هـ تلقى علومه في مدرسة دار التوحيد
في الطائف ومن ثم ألتحق بكلية الشريعه واللغه في مكه المكرمه ونال شهادتها
ومن المعروف ان وطن الخلاوي (( نجد )) وانه عاش متنقلا فيها هنا وهناك
متتبعا مساقط الغيث ومراعي السائمه مع ظعون الرحل)) انتهى كلامه0
وكما ترون فقد نقل ترجمة الاديب عبدالله بن خميس مؤلف الكتاب ووضعها للخلاوي
نفسه جهلا منه والا فيكفي كون التاريخ حديث جدا ليكشف له الخلط000
اولا: الفترة التي عاش فيها الخلاوي:
كما تعلمون ان في التاريخ النجدي فترة تزيد عن اربعمائة سنه تعتبر مفقوده وشديدة الغموض بسبب
ندرة المصادر وشحها وهي الفتره من عام 700 هجريه وحتى عام 1150 للهجره تقريبا لدرجة
ان المؤرخين اطلقوا عليها اسم ( الحلقه المفقوده) او اسم ( الفترة الضائعه ) ومن عاش خلال هذه
الفتره فلن تجد عنه معلومات وافره اطلاقا وان وجد فهي مجرد رؤوس اقلام او عناوين عريضه مثل
محمد المهادي الشخص الذي اشتهر بالصبر على اذية الجار حينما قال:
ثمان سنين وجارنا مجرم بـنـا=وهو مثل واطي جـمرة مادرى بها
ونرفى خمال الجار لاداس زله=كـمـا تـرفـى بـيض العذارى ثيابها
فهذا العلم الشهير اختلف الناس في اسمه بين محمد ومهمل وكذلك اختلفوا
في قبيلته بين قحطان او الفضول وكذلك لايعرف له سوى هذه القصيده
التي تروى على ست روايات مختلفه ومتناقضه كليا00
ومن اراد اثبات شي فلن يسعفه الدليل القوي لعدم وجوده اصلا00
وكذلك الشيخ ابن بقار شيخ الاسلم والذي كان له نفوذ في وقته على معظم
اجزاء بلاد الجبلين لايعرف عنه سوى انه خاض معركه ( عصفر ) ضد الطيار من
شيوخ عنزه في عام 850 للهجره وقتل فيها 0 حتى الشيخ الطيار
لا احد يعلم ايهم بالضبط 0 فهذا قد ضاع تاريخه واصبح مجهولا بالرغم
من كونه سلطان زمانه حتى اصبح لايعرف عنه
سوى خط عريض باسم تلك المعركه 00
فهذه امثله على ضياع التاريخ خلال تلك الفتره وهي نفس الفتره التي عاش
فيها الخلاوي والذي يتضح لنا ان حياته كانت في الفتره مابين 800 للهجره
وحتى 950 للهجره تقريبا 0 فياترى مالذي جعل التاريخ يضيع بكامله لهذه
الفترة في نجد ويحفظ اشعار الخلاوي فقط بكاملها حتى ان
بعض القصائد تصل الى الالف بيت؟؟؟(اللغز الاول))
نعم لقد قام الاديب عبدالله بن خميس بجمع اشعاره في ديوان بلغ
مايقرب من 400 صفحه فماهو السر؟؟
ضاعت اشعار وتواريخ واحداث معاصريه في شتى القبائل ماعدى اشعاره
فكيف حدث ذلك ولماذا؟ وماهي الميزه التي تميزه؟ وهل هي كافيه لتحفظ
مايقرب من مائة قصيده بعضها تصل ابياتها للمئات؟؟ ويكون ذلك
خاص به فقط دون غيره000
ثانيا: نسب الخلاوي:
عندما نعود الى اشعاره نجد انه يعترف بكونه صلبي في اكثر من موضع دون
حاجته للكذب لكونه لم يكن في مأزق ولا في موقف حرج يدفعه للكذب او التعتيم
على شخصيته فمن بين اشعاره:
صبرنا وعدنا في صليب وحالهم=وما عـابهم واهـفـى هـفــاهــم جــلايبة
الصلب اجواد نمى الجود جدهم=نزار الذي صلب العرب من صلايبة
ثم نجده يشرح عن قومه ان معتقدهم فاسد وان ذلك هو سبب رحيله عنهم والابتعاد عن منازلهم
لكونهم لن يفلحوا في هذا المعتقد فيقول:
فلو سألـت عـنـا يامنيع فلا تسل=احـجـار وشـجـار يعبدون خايبة
عصات قسات من حديد قلوبهم=فلو انهم من صم الاحـجار ذايبة
فلا عندهم الا أبليس عـقـيـدهم=فالبعض ابن(ن) له والبعض شايبة
تخليت عن قومي محا الله دارهم= واهـمـى عـلـيهم من نوامـي نوايبة
تخليت عنهم عقب ما غار دينهم=ومن غار عنه الدين غارت مشاربة
تخلويت مديونن للاشبال خامد= والدين شين(ن)والمدايـيـن طالبة
ويروي لنا قول صديقه منيع بن سالم في وصاته له وكذلك يصف نفسه بعدها بقوله في الحالتين( ياصليبي )
فيقول:
وذكرت وصـاة من منيع ابن سالم=وغيري ليا من جاع ينسى الودايع
شـبـيـهـة مـيـثـا (يالـصـليبي)خـلها=ولو كنت بأيام الـصـفـاري وجـايع
وخـلـيـتـهـا لـعـيـون مـيـثــا عـتـيـقة=عـتـيـقـة صـلـبي(ن)طويل المذارع
وسترون بعد ذلك مالذي نستفيد من هذا الكلام من الخلاوي وكيف انه يوقع بعض المزاعم ويسقطها
وذلك على النحو التالي:
1-من قال انه ليس صلبي وانما قال ذلك ليخفي نفسه خوفا من القتل لكونه مطالب بالثأر فنقول له ان
اشعاره تدل على انه تركهم برغبته واختياره لفساد معتقدهم وليس مجبرا خائفا
على نفسه فمالذي يدفعه للاختفاء والتعتيم على شخصيته؟
2- ان المطلع على اشعار الخلاوي يجد انه لم يختفي اطلاقا بل هو معروف
المكان ومشتهر الاشعار وذائع الصيت في الجيل الذي عاش فيه ولو كان مختفيا
لما تداول الناس هذا الكم الهائل من شعره00
بل انه عندما جاور قوما ولم يدعوه للوليمه قام هو بعمل وليمه كبيره ودعاهم عليها
بكل فخر وهذا لايفعله من يخاف من الناس وذلك في قوله:
يـقـــول الـخـــــلاوي والـخـــلاوي راشـــد=للـنـاس مـيـلان وانا لي لسانيه
وشـبـيـت نــار يـجــذب الـضـيف نورها=علـيـهـا من لـحم الجـوازي ثمانيه
ودعــيــت جـيــرانـي على طـيــب الـقـرى=يوم ان داعيهم دعى ما دعانيه
لـــيـــا نـزلـــوا الـطـــــمــان انـــزل بـالــعـــلا=فـي مـنزل كل الـخــلايـق ترانيه
والله ما خلي الطيب وانكس على الردا=والاموال عاريه والاعـمـار فانيه
فهو هنا يقول( دعيت جيراني ) وهذا يعني انه ليس وحيدا في البراري كما يزعم البعض00
ويقول( كل الخلايق ترانيه)فهو ظاهر المنزل للعيان ومشتهر بين مجاوريه فهل هذا اختفاء؟
المختفي لو يدعى للوليمه فلن يحضر خوفا ان يكن بينهم من يتعرف عليه ويفضحه 00(اللغز الثاني)
ثم ان البيت الذي يردده البعض وهو يقول:
(خلاوي خلا ماني خلاوي قبيله) فهذا يناقض اشعاره التي ذكرنا بكاملها مما يدل
على انه مدسوس وغير ثابت والعاقل من الناس يستطيع معرفة البيت المدسوس دون
حاجه للبحث وانما لمجرد كونه يناقض المنهج الذي سار
عليه الشاعر في جميع اشعاره00
ثالثا: رفقته مع منيع بن سالم:
لايوجد دليل واحد يثبت ان منيع بن سالم هو احد شيوخ ال عريعر الكرام
فجميع اشعار الخلاوي التي ورد فيها ذكره يذكره بمسمى ( منيع بن سالم ) فقط وهذا
يفتح المجال للقول انه قد يكن تشابه اسماء0
وهذا يجعلنا ندع المجال مفتوحا امام تحديد الفتره التي عاش فيها الخلاوي 0 ولاشك ان
منيع بن سالم من شيوخ بني خالد ولكن هل هو من العريعر او من غيرهم 00
في حين اننا لو سرنا على قول من قال انه منيع بن سالم ال حميد احد شيوخ العريعر
فكيف غاب تاريخ هذا الشيخ بكامله بالرغم من قيمته ومكانته الكبيره ولم يتم فقدان
اشعار الخلاوي الذي عاصره ورافقه؟؟
والسؤال الذي نعيده ونكرره كيف بقي هذا التراث ولم يضيع مثلما ضاع غيره؟
فكيف تضيع اشعار الاعلام في جيله وهم ظاهرون للناس ومختلطين بهم مما يجعل
رواية اشعارهم اوسع نطاق واكثر في حين ينتشر شعر هذا الشخص الذي قضى حياته
مختفيا عن الانظار خوفا على نفسه؟؟(اللغز الثالث)
وهنا يقع من نسبه لغير الصلبه في امرين لاثالث لهما وهما:
1-التشكيك في بعض اشعاره التي ذكر فيها انه ترك جماعته لفساد اعتقادهم ويصر
على كونه تركهم بسبب الثأر مجبرا وعند ذلك سيتطرق الشك الى نسبة الكثير من
هذه الاشعار اليه والتي نرى في غزارتها مخالفة لواقع عصره بالكامل وان يقول ان بعضها
من الشوارد الشعريه لغيره من الشعراء الذين ضاعت اشعارهم وتم تلفيقها للخلاوي وهنا يتضح
تبرير غزارتها الواضحه جدا والمستغربه ممن هم في عصره وذلك لكي نسير على خط
من يرى انتساب الخلاوي لغير الصلبه00
2- القول بصدقها جميعا وهنا لابد من اتباع قوله وشهادته في كونه صلبي لعدم وجود
مايدفعه للكذب في نسبه ومن اعتمد ذلك سيبطل زعم انتسابه لغيرهم وهذا سيكون
مهما ولن يقبله البعض بسهوله0
واما القول بكونه كان مختفيا وخائفا مما دفعه للعيش وحيدا فهذه مزاعم لادليل عليها
بل ان الاشعار المنقوله له تبطل هذا الزعم وتظهر عكسه تماما 00
واما القول بوجود وثائق تثبت ذلك للخلاوي فأعتقد انها البيت والبيتين
من الشعر على نحو ( خلاوي خلا ماني خلاوي قبيله )واما وثائق مكتوبه
كما يتبادر للذهن فهي مستبعده جدا والا فمالذي يخفيها من القرن التاسع
وحتى الخامس عشر الهجري00
اي اننا بين خيارين اثنين لاثالث لهما :
1-تصديق الاشعار المنسوبه له وهذا يتطلب ان نقول انه صلبي انكر على جماعته فساد المعتقد
ورحل عنهم00
2-ان نقول انه قبيلي وليس صلبي وهنا يتوجب علينا التشكيك في الكثير من اشعاره لكونها تخالف ذلك00
وهنا وفي نهاية هذا الحديث اقول انني لااتحدث عن الانساب ولا اشكك بها
وانما اوضح بعض التناقض في الاشعار المتداوله بين الناس وبين مزاعم البعض
لكي يثبت الناس على احد الامرين الذين ذكرتهما لانه لامحاله لنا من احدهما
لمناقضته للآخر وذلك لمحاولة التعرف على المزيد من تاريخ هذا العلم الادبي الكبير راشد الخلاوي00
الحقيقه ان الذي دفعني لكتابة هذه السطور انني وجدت الكثير من الخلط في الكلام
عن شخصية الشاعر راشد الخلاوي في كثير من المنتديات التي سارت على طريقة النسخ
واللصق حتى تتابعت على الغلط واصبح ذلك هو الكلام المعتمد عن راشد الخلاوي حتى ظن
البعض ان هذا هو الصحيح الثابت000
بل بلغ بهم ذلك حتى كتب احد الاشخاص في نبذته عن الخلاوي مايلي:
((ولد بالملقى من ضواحي الدرعية عام 1339هـ تلقى علومه في مدرسة دار التوحيد
في الطائف ومن ثم ألتحق بكلية الشريعه واللغه في مكه المكرمه ونال شهادتها
ومن المعروف ان وطن الخلاوي (( نجد )) وانه عاش متنقلا فيها هنا وهناك
متتبعا مساقط الغيث ومراعي السائمه مع ظعون الرحل)) انتهى كلامه0
وكما ترون فقد نقل ترجمة الاديب عبدالله بن خميس مؤلف الكتاب ووضعها للخلاوي
نفسه جهلا منه والا فيكفي كون التاريخ حديث جدا ليكشف له الخلط000
اولا: الفترة التي عاش فيها الخلاوي:
كما تعلمون ان في التاريخ النجدي فترة تزيد عن اربعمائة سنه تعتبر مفقوده وشديدة الغموض بسبب
ندرة المصادر وشحها وهي الفتره من عام 700 هجريه وحتى عام 1150 للهجره تقريبا لدرجة
ان المؤرخين اطلقوا عليها اسم ( الحلقه المفقوده) او اسم ( الفترة الضائعه ) ومن عاش خلال هذه
الفتره فلن تجد عنه معلومات وافره اطلاقا وان وجد فهي مجرد رؤوس اقلام او عناوين عريضه مثل
محمد المهادي الشخص الذي اشتهر بالصبر على اذية الجار حينما قال:
ثمان سنين وجارنا مجرم بـنـا=وهو مثل واطي جـمرة مادرى بها
ونرفى خمال الجار لاداس زله=كـمـا تـرفـى بـيض العذارى ثيابها
فهذا العلم الشهير اختلف الناس في اسمه بين محمد ومهمل وكذلك اختلفوا
في قبيلته بين قحطان او الفضول وكذلك لايعرف له سوى هذه القصيده
التي تروى على ست روايات مختلفه ومتناقضه كليا00
ومن اراد اثبات شي فلن يسعفه الدليل القوي لعدم وجوده اصلا00
وكذلك الشيخ ابن بقار شيخ الاسلم والذي كان له نفوذ في وقته على معظم
اجزاء بلاد الجبلين لايعرف عنه سوى انه خاض معركه ( عصفر ) ضد الطيار من
شيوخ عنزه في عام 850 للهجره وقتل فيها 0 حتى الشيخ الطيار
لا احد يعلم ايهم بالضبط 0 فهذا قد ضاع تاريخه واصبح مجهولا بالرغم
من كونه سلطان زمانه حتى اصبح لايعرف عنه
سوى خط عريض باسم تلك المعركه 00
فهذه امثله على ضياع التاريخ خلال تلك الفتره وهي نفس الفتره التي عاش
فيها الخلاوي والذي يتضح لنا ان حياته كانت في الفتره مابين 800 للهجره
وحتى 950 للهجره تقريبا 0 فياترى مالذي جعل التاريخ يضيع بكامله لهذه
الفترة في نجد ويحفظ اشعار الخلاوي فقط بكاملها حتى ان
بعض القصائد تصل الى الالف بيت؟؟؟(اللغز الاول))
نعم لقد قام الاديب عبدالله بن خميس بجمع اشعاره في ديوان بلغ
مايقرب من 400 صفحه فماهو السر؟؟
ضاعت اشعار وتواريخ واحداث معاصريه في شتى القبائل ماعدى اشعاره
فكيف حدث ذلك ولماذا؟ وماهي الميزه التي تميزه؟ وهل هي كافيه لتحفظ
مايقرب من مائة قصيده بعضها تصل ابياتها للمئات؟؟ ويكون ذلك
خاص به فقط دون غيره000
ثانيا: نسب الخلاوي:
عندما نعود الى اشعاره نجد انه يعترف بكونه صلبي في اكثر من موضع دون
حاجته للكذب لكونه لم يكن في مأزق ولا في موقف حرج يدفعه للكذب او التعتيم
على شخصيته فمن بين اشعاره:
صبرنا وعدنا في صليب وحالهم=وما عـابهم واهـفـى هـفــاهــم جــلايبة
الصلب اجواد نمى الجود جدهم=نزار الذي صلب العرب من صلايبة
ثم نجده يشرح عن قومه ان معتقدهم فاسد وان ذلك هو سبب رحيله عنهم والابتعاد عن منازلهم
لكونهم لن يفلحوا في هذا المعتقد فيقول:
فلو سألـت عـنـا يامنيع فلا تسل=احـجـار وشـجـار يعبدون خايبة
عصات قسات من حديد قلوبهم=فلو انهم من صم الاحـجار ذايبة
فلا عندهم الا أبليس عـقـيـدهم=فالبعض ابن(ن) له والبعض شايبة
تخليت عن قومي محا الله دارهم= واهـمـى عـلـيهم من نوامـي نوايبة
تخليت عنهم عقب ما غار دينهم=ومن غار عنه الدين غارت مشاربة
تخلويت مديونن للاشبال خامد= والدين شين(ن)والمدايـيـن طالبة
ويروي لنا قول صديقه منيع بن سالم في وصاته له وكذلك يصف نفسه بعدها بقوله في الحالتين( ياصليبي )
فيقول:
وذكرت وصـاة من منيع ابن سالم=وغيري ليا من جاع ينسى الودايع
شـبـيـهـة مـيـثـا (يالـصـليبي)خـلها=ولو كنت بأيام الـصـفـاري وجـايع
وخـلـيـتـهـا لـعـيـون مـيـثــا عـتـيـقة=عـتـيـقـة صـلـبي(ن)طويل المذارع
وسترون بعد ذلك مالذي نستفيد من هذا الكلام من الخلاوي وكيف انه يوقع بعض المزاعم ويسقطها
وذلك على النحو التالي:
1-من قال انه ليس صلبي وانما قال ذلك ليخفي نفسه خوفا من القتل لكونه مطالب بالثأر فنقول له ان
اشعاره تدل على انه تركهم برغبته واختياره لفساد معتقدهم وليس مجبرا خائفا
على نفسه فمالذي يدفعه للاختفاء والتعتيم على شخصيته؟
2- ان المطلع على اشعار الخلاوي يجد انه لم يختفي اطلاقا بل هو معروف
المكان ومشتهر الاشعار وذائع الصيت في الجيل الذي عاش فيه ولو كان مختفيا
لما تداول الناس هذا الكم الهائل من شعره00
بل انه عندما جاور قوما ولم يدعوه للوليمه قام هو بعمل وليمه كبيره ودعاهم عليها
بكل فخر وهذا لايفعله من يخاف من الناس وذلك في قوله:
يـقـــول الـخـــــلاوي والـخـــلاوي راشـــد=للـنـاس مـيـلان وانا لي لسانيه
وشـبـيـت نــار يـجــذب الـضـيف نورها=علـيـهـا من لـحم الجـوازي ثمانيه
ودعــيــت جـيــرانـي على طـيــب الـقـرى=يوم ان داعيهم دعى ما دعانيه
لـــيـــا نـزلـــوا الـطـــــمــان انـــزل بـالــعـــلا=فـي مـنزل كل الـخــلايـق ترانيه
والله ما خلي الطيب وانكس على الردا=والاموال عاريه والاعـمـار فانيه
فهو هنا يقول( دعيت جيراني ) وهذا يعني انه ليس وحيدا في البراري كما يزعم البعض00
ويقول( كل الخلايق ترانيه)فهو ظاهر المنزل للعيان ومشتهر بين مجاوريه فهل هذا اختفاء؟
المختفي لو يدعى للوليمه فلن يحضر خوفا ان يكن بينهم من يتعرف عليه ويفضحه 00(اللغز الثاني)
ثم ان البيت الذي يردده البعض وهو يقول:
(خلاوي خلا ماني خلاوي قبيله) فهذا يناقض اشعاره التي ذكرنا بكاملها مما يدل
على انه مدسوس وغير ثابت والعاقل من الناس يستطيع معرفة البيت المدسوس دون
حاجه للبحث وانما لمجرد كونه يناقض المنهج الذي سار
عليه الشاعر في جميع اشعاره00
ثالثا: رفقته مع منيع بن سالم:
لايوجد دليل واحد يثبت ان منيع بن سالم هو احد شيوخ ال عريعر الكرام
فجميع اشعار الخلاوي التي ورد فيها ذكره يذكره بمسمى ( منيع بن سالم ) فقط وهذا
يفتح المجال للقول انه قد يكن تشابه اسماء0
وهذا يجعلنا ندع المجال مفتوحا امام تحديد الفتره التي عاش فيها الخلاوي 0 ولاشك ان
منيع بن سالم من شيوخ بني خالد ولكن هل هو من العريعر او من غيرهم 00
في حين اننا لو سرنا على قول من قال انه منيع بن سالم ال حميد احد شيوخ العريعر
فكيف غاب تاريخ هذا الشيخ بكامله بالرغم من قيمته ومكانته الكبيره ولم يتم فقدان
اشعار الخلاوي الذي عاصره ورافقه؟؟
والسؤال الذي نعيده ونكرره كيف بقي هذا التراث ولم يضيع مثلما ضاع غيره؟
فكيف تضيع اشعار الاعلام في جيله وهم ظاهرون للناس ومختلطين بهم مما يجعل
رواية اشعارهم اوسع نطاق واكثر في حين ينتشر شعر هذا الشخص الذي قضى حياته
مختفيا عن الانظار خوفا على نفسه؟؟(اللغز الثالث)
وهنا يقع من نسبه لغير الصلبه في امرين لاثالث لهما وهما:
1-التشكيك في بعض اشعاره التي ذكر فيها انه ترك جماعته لفساد اعتقادهم ويصر
على كونه تركهم بسبب الثأر مجبرا وعند ذلك سيتطرق الشك الى نسبة الكثير من
هذه الاشعار اليه والتي نرى في غزارتها مخالفة لواقع عصره بالكامل وان يقول ان بعضها
من الشوارد الشعريه لغيره من الشعراء الذين ضاعت اشعارهم وتم تلفيقها للخلاوي وهنا يتضح
تبرير غزارتها الواضحه جدا والمستغربه ممن هم في عصره وذلك لكي نسير على خط
من يرى انتساب الخلاوي لغير الصلبه00
2- القول بصدقها جميعا وهنا لابد من اتباع قوله وشهادته في كونه صلبي لعدم وجود
مايدفعه للكذب في نسبه ومن اعتمد ذلك سيبطل زعم انتسابه لغيرهم وهذا سيكون
مهما ولن يقبله البعض بسهوله0
واما القول بكونه كان مختفيا وخائفا مما دفعه للعيش وحيدا فهذه مزاعم لادليل عليها
بل ان الاشعار المنقوله له تبطل هذا الزعم وتظهر عكسه تماما 00
واما القول بوجود وثائق تثبت ذلك للخلاوي فأعتقد انها البيت والبيتين
من الشعر على نحو ( خلاوي خلا ماني خلاوي قبيله )واما وثائق مكتوبه
كما يتبادر للذهن فهي مستبعده جدا والا فمالذي يخفيها من القرن التاسع
وحتى الخامس عشر الهجري00
اي اننا بين خيارين اثنين لاثالث لهما :
1-تصديق الاشعار المنسوبه له وهذا يتطلب ان نقول انه صلبي انكر على جماعته فساد المعتقد
ورحل عنهم00
2-ان نقول انه قبيلي وليس صلبي وهنا يتوجب علينا التشكيك في الكثير من اشعاره لكونها تخالف ذلك00
وهنا وفي نهاية هذا الحديث اقول انني لااتحدث عن الانساب ولا اشكك بها
وانما اوضح بعض التناقض في الاشعار المتداوله بين الناس وبين مزاعم البعض
لكي يثبت الناس على احد الامرين الذين ذكرتهما لانه لامحاله لنا من احدهما
لمناقضته للآخر وذلك لمحاولة التعرف على المزيد من تاريخ هذا العلم الادبي الكبير راشد الخلاوي00