هاوي
14/09/08, (08:07 PM)
بداح السبيعي:
شيء نشوفه لازم إنّا نقوله
كان الغلاء طاول هلكنا من الجوع.!
(ناصر بن محمد السياري)
أكثر ما يؤذي الشخص ويتلاعب بأعصابه هو شعوره الذي يصل إلى مستوى اليقين بأن هناك من يستغله ويتحكم به، وهذا الوضع هو ما نعيشه اليوم مع موجة أو (إعصار) الغلاء الذي عصف بالجميع، فالكل يشعر بأنه مستغل ولا يملك حولاً ولا قوة أمام جشع التجار، وأمام التزايد المستمر في أسعار السلع الاستهلاكية، وأسعار الغذاء ومواد البناء على وجه الخصوص، وبما أن الكثير من الشعراء ينتمون إلى الطبقة الأكثر تضرراً من الغلاء فقد اتفقوا على التعبير عن موقف واحد منه، ولكن بأساليب متفاوتة ومتباينة؛ ومن بين أولئك الشعراء خالد الذيابي، الذي اتسمت قصيدته بالنقد الحاد والجريء لمن سماهم (ذئاب الغلاء)، مع تركيز أكبر على غلاء مواد البناء:
هذا الغلا من فعوله من هو المستفيد = وألا من اللي يصالي جمرة كاويه
آخر علوم الزيادة زاد طن الحديد = وصار البناء يرمي الرجال بهاويه
وصندوق دعم المواطن له دهر ما يزيد = يمكن يكمّل قواعد بيت مع زاويه
تجارنا فعلها مص الدماء بالوريد = أصبح لدينا ذياب بالغلا عاويه
صار المواطن فريسه والغناوي يصيد = كم من رجال من أسباب الغلا ثاويه
يا أهل الملايين بعض الناس ماله رصيد = رصيده همومه اللي معه متخاويه
العيش ولّع ومضمون الكلام الأكيد = يا راويه إلى متى هالحال يا راويه؟
وينتقد الشاعر هاجد السبيعي الزيادات (الاستباقية) التي يقوم بها التجار قبل حلول شهر رمضان المبارك:
استغلوا فرصة الشهر الكريم = وكل يوم تشوف للسلعة ثمن
لا رقيب ولا حسيب ولا خصيم = والتجارة انفلت منها الرسن
كل شيء صار سعره بالجحيم = والوزير يقول للدعوى فطن
أما الشاعر سعيد بن مقبل الأكلبي فيبدأ قصيدته بأسلوبه الفكاهي الساخر معاتباً (الأرز) على زيادة ثمنه، لا سيما وأن له مكانة رفيعة في قلوب بطون جميع السعوديين، ويمضي الشاعر بعد ذلك في تصوير معاناته التي لا تنتهي مع الغلاء، ويبدو من سياق القصيدة بأنه قد أبدعها مع بداية ارتفاع أسعار الأرز:
ما غيرك يا رز البسمتي في قلوب الناس = ولكن تعدى سعرك اميه وثمانيني
بطون العرب في غيبتك ضمّر ويبّاس = ولا غيرك يليّن جفاف المصاريني
دخلت البقالة وامتلت كلبو الأكياس = وجيت المحاسب خابر إنه يراعيني
ضرب لوحة الصرّاف واظهر علي قرطاس = وإلى مبلغ يخلف جميع الموازيني
تقرّبت منه وقلت: يا صاحبي لا باس = أنا ما معي شيء يكفيك ذا لحيني
يا ليتك تسامحني وتكتب على الكرّاس = وتمهل علي وأنا بسددك بعديني
قال: العفو أنا ما نيب عنتر ولا جساس = ولاني كليب التغلبي كان توحيني
أنا موظف توّي قراري على الترباس = وأقرب غلطة صوب الشوارع توديني
قلت الرجاء في رحمة الله قوي الباس = وألا رحمة العربان ما هيب تغنيني
رجع كلبو الأغراض واترك لي (.....) = وإخذ قيمته لو كان بميه وتسعيني!
حقيقة هناك العديد من القصائد الجميلة التي قيلت في غلاء الأسعار، لا سيما وأن قضية غلاء الأسعار تمس حياة كل شخص؛ وحينما يتعلق الأمر بلقمة العيش أو السكن - وهما أكثر ما يؤرق الإنسان في هذه الحياة - فمن الطبيعي أن يتفاعل معها الجميع بما فيهم الشعراء، ولكن القصائد أو الأبيات التي أوردتها هنا هي ما وقع تحت يدي أثناء إعداد هذا المقال.
شيء نشوفه لازم إنّا نقوله
كان الغلاء طاول هلكنا من الجوع.!
(ناصر بن محمد السياري)
أكثر ما يؤذي الشخص ويتلاعب بأعصابه هو شعوره الذي يصل إلى مستوى اليقين بأن هناك من يستغله ويتحكم به، وهذا الوضع هو ما نعيشه اليوم مع موجة أو (إعصار) الغلاء الذي عصف بالجميع، فالكل يشعر بأنه مستغل ولا يملك حولاً ولا قوة أمام جشع التجار، وأمام التزايد المستمر في أسعار السلع الاستهلاكية، وأسعار الغذاء ومواد البناء على وجه الخصوص، وبما أن الكثير من الشعراء ينتمون إلى الطبقة الأكثر تضرراً من الغلاء فقد اتفقوا على التعبير عن موقف واحد منه، ولكن بأساليب متفاوتة ومتباينة؛ ومن بين أولئك الشعراء خالد الذيابي، الذي اتسمت قصيدته بالنقد الحاد والجريء لمن سماهم (ذئاب الغلاء)، مع تركيز أكبر على غلاء مواد البناء:
هذا الغلا من فعوله من هو المستفيد = وألا من اللي يصالي جمرة كاويه
آخر علوم الزيادة زاد طن الحديد = وصار البناء يرمي الرجال بهاويه
وصندوق دعم المواطن له دهر ما يزيد = يمكن يكمّل قواعد بيت مع زاويه
تجارنا فعلها مص الدماء بالوريد = أصبح لدينا ذياب بالغلا عاويه
صار المواطن فريسه والغناوي يصيد = كم من رجال من أسباب الغلا ثاويه
يا أهل الملايين بعض الناس ماله رصيد = رصيده همومه اللي معه متخاويه
العيش ولّع ومضمون الكلام الأكيد = يا راويه إلى متى هالحال يا راويه؟
وينتقد الشاعر هاجد السبيعي الزيادات (الاستباقية) التي يقوم بها التجار قبل حلول شهر رمضان المبارك:
استغلوا فرصة الشهر الكريم = وكل يوم تشوف للسلعة ثمن
لا رقيب ولا حسيب ولا خصيم = والتجارة انفلت منها الرسن
كل شيء صار سعره بالجحيم = والوزير يقول للدعوى فطن
أما الشاعر سعيد بن مقبل الأكلبي فيبدأ قصيدته بأسلوبه الفكاهي الساخر معاتباً (الأرز) على زيادة ثمنه، لا سيما وأن له مكانة رفيعة في قلوب بطون جميع السعوديين، ويمضي الشاعر بعد ذلك في تصوير معاناته التي لا تنتهي مع الغلاء، ويبدو من سياق القصيدة بأنه قد أبدعها مع بداية ارتفاع أسعار الأرز:
ما غيرك يا رز البسمتي في قلوب الناس = ولكن تعدى سعرك اميه وثمانيني
بطون العرب في غيبتك ضمّر ويبّاس = ولا غيرك يليّن جفاف المصاريني
دخلت البقالة وامتلت كلبو الأكياس = وجيت المحاسب خابر إنه يراعيني
ضرب لوحة الصرّاف واظهر علي قرطاس = وإلى مبلغ يخلف جميع الموازيني
تقرّبت منه وقلت: يا صاحبي لا باس = أنا ما معي شيء يكفيك ذا لحيني
يا ليتك تسامحني وتكتب على الكرّاس = وتمهل علي وأنا بسددك بعديني
قال: العفو أنا ما نيب عنتر ولا جساس = ولاني كليب التغلبي كان توحيني
أنا موظف توّي قراري على الترباس = وأقرب غلطة صوب الشوارع توديني
قلت الرجاء في رحمة الله قوي الباس = وألا رحمة العربان ما هيب تغنيني
رجع كلبو الأغراض واترك لي (.....) = وإخذ قيمته لو كان بميه وتسعيني!
حقيقة هناك العديد من القصائد الجميلة التي قيلت في غلاء الأسعار، لا سيما وأن قضية غلاء الأسعار تمس حياة كل شخص؛ وحينما يتعلق الأمر بلقمة العيش أو السكن - وهما أكثر ما يؤرق الإنسان في هذه الحياة - فمن الطبيعي أن يتفاعل معها الجميع بما فيهم الشعراء، ولكن القصائد أو الأبيات التي أوردتها هنا هي ما وقع تحت يدي أثناء إعداد هذا المقال.