الصقار
28/08/08, (08:44 PM)
الله يمسيكم بالخير .............من القصص الغريبه التي تمر على ابناء الباديه بالوقت الماضي هذه القصه التي حدثت مع الحربي حميد ابن لاافي العلوي وهي موجوده باكثر المنتديات .....وارجو من الاخ الكريم خلف الغريب التعليق وخاصه ....عن المعركه المذكوره بالقصه............................................ ....................................
رحلة حميد بن لافي العلوي الحربي و رفيقه الجني غيث ( من أغرب القصص في الباديه )
--------------------------------------------------------------------------------
هضبة نجد التي تسكنها الكثير من القبائل الأصيله و القويه تحمل في طياتها حكايات كثيره عن أهل الباديه
و عن معيشتهم و معاركهم و قصصهم التي تحمل الكثير من صفات أهل الباديه الأصيلين في تلك الحقبه القديمه من الزمن
ومن قبائل هضبة نجد قبيلة حرب الكبرى التي أشتهر نصفها الأول في نجد و نصفها الثاني في الحجاز بسبب إتساع ديارها
ومن أغرب قصص تلك القبيله قصة ( حميد بن لافي العلوي الحربي و الجني غيث الذي كان يرافقه في رحلته ) وهذه الحكايه
يتناقلونها الكبار و الصغار من كل القبائل في المجالس و قد نقلت في أحدى الكتب التي تحمل قصص أهل الباديه .
تدور أحداث هذه القصه حول رجل يدعى حميد بن لافي العلوي الحربي كان يقطن في القصيم
مع عائلته و زوجته العمريه الحربيه , كان ينوي حميد الذهاب إلى مدينة دخنه في نجد حيث يسكن
هناك أهل زوجته العمور و هو قاصداً لزيارتهم و كانت القصيم في ذلك الوقت مدينه تجاريه تكثر فيها البضائع و التجار يأتون إليها , أخذ حميد بعض البضائع و كان يريد إهداء هذه
البضائع لأهل زوجته كهدايا لهم و ودع حميد زوجته و أهله و إتكل على الله ذاهباً إلى دخنه
و كانت المسافه من القصيم إلى دخنه بعيده أي أن الذهاب من القصيم إلى دخنه سيراً على الأقدام
تبلغ أربعة أيام و قد أخذ معه إثنان من رحوله و واحده من نوقه , مرت يومان على حميد و هو يسير ذاهباً إلى أهل زوجته العمور في مدينة دخنه و عندما غابت الشمس و حل المغرب وقف حميد عند أحد الخباري لكي تشرب نوقه من الخباري و تروي ضمأها و تسير ذاهبه إلى المكان الذي هو قاصده , بينما كانت النوق تاخذ قسطاً من الراحه و حميد جالساً يطمئن عليها , رأى حميد رجل طويل القامه و نحيف الجسم آتياً من بعيد و كان يسير بشكل بطيئ و متجه نحو حميد مركزاً عليه و كان متلثم و عيناه ليست واضحه , أستغرب حميد من ذلك الرجل و من مشيته الغريبه كأنه ليس غريب على هذه المنطقه مع أن لا يوجد بها سكان و لا بيوت يسكنونها 0
أتى الرجل الطويل إلى حميد و سلم عليه وجلس يتحدث معه عن رحلته و حكى حميد لذلك الرجل أنه يريد الذهاب إلى مدينة دخنه لزيارة بعض الأقارب و قد كان يتحدث ذلك الرجل الطويل بلهجه مختلفه فقد كان يتحدث بلهجة أخرى و لكن متشابه جدا بلهجة أهل نجد و لفت أنتباه الرجل الطويل الناقه البكره الجميله التي تروي من الخبره و قال الرجل لحميد أن تلك الناقه تذّكره بشخصيه عزيزه عليه لأنها تشبهها في كل الصفات و كلما أقترب ذلك الرجل من بكرة حميد تهرب البكره و هي خائفه منه و لا تريده أن يلمسها أستغرب حميد من بكرته مع أن بكرته تقترب من أي غريب و هي وديعه لكن ما أثار إستغراب حميد أن بكرته خائفه جداً من هذا الرجل الأمر الذي جعل حميد حريص و غير مرتاح لذلك الرجل الطويل و بعد أن أخذت الإبل كفايتها من الإستراحه قرر حميد إكمال طريقه في الذهاب إلى دخنه و قال الرجل الطويل أنه أيضاً يريد مشاركة حميد في طريقه إلى دخنه و سأل حميد الرجل عن سبب ذهاب الرجل الطويل معه فقال الرجل أنه يشعر بسعاده تغمره عندما يتنقل بين أرجاء نجد و مناطقها فوافق حميد على طلبه و لكنه كان شديد الحرص من ذلك الرجل , و عندما هم يسيرون في منتصف الليل قال حميد أنه يريد أن يقف و يستريح و ينام و إذا أتى الصباح يكمل طريقه فوقف حميد قرب شجرة سدر و جلس تحتها و جعل نوقه تستريح و تنام و لكن الذي أثار دهشة و إستغراب حميد أن ذلك الرجل يجلس بعيداً عن الشجره التي يجلس تحتها , سأل حميد ذلك الرجل عن سبب جلوسه بعيداً عن شجرة السدر الذي هو يجلس فيها فقال الرجل أنه لا يحب أن يستريح تحت أي شجره الأمر الذي زاد من إستغراب حميد , نعست عينا حميد و غلبه النعاس و لكن كلما أغمضت عيناه فتحها و نهض بسرعه خوفاً و حرصاً من الرجل الطويل و كان يجلس الرجل الطويل بشكل عادي و هو يتدفئ بالنار و كأنه لا ينام أبداً , بقي حميد يقضاً و هو ينظر إلى ذلك الرجل بحرص شديد و كان الرجل ثابت في مكانه لا يتحرك و عند بزوغ الفجر غلب النعاس حميد و نام , و في الصباح أستيقظ حميد فوجد نوقه في مكانها و هي مرتاحه لكن الرجل الطويل غير موجود , و بينما حميد يكمل طريقه أخذ يفكر في ذلك الرجل و سبب مشاركته في رحلته و سبب إختفائه في النهار 0
و بعد الظهر رأى حميد مجموعه من عرب يسكنون في وادي صغير و أتى حميد إليهم فرحبوا به و أكرمواه و جلس معهم بوقت ليس طويل فسألهم عن ذلك الرجل الطويل فصابتهم الدهشه و وصفوا لحميد صفات تلك الرجل فقال لهم نعم هو فقالوا له إن ذلك الرجل يظهر عليهم مرات عديده و يختفي بسرعه و لا يعلمون سبب إختفائه بعض الأحيان مع أنه لا يبدل ملابسه فهم دائماً يرونه بنفس الملابس الذي يرتديها و قالوا لحميد أن هناك كثير من الرحاله قد تعرضوا لسرقة إبلهم و بعض حاجياتهم إذا رافقهم الطريق ذلك الرجل 0
و قبل المغرب قرر حميد إكمال طريقه إلى دخنه حيث بقي يوم واحد على وصوله لها فقالوا أهل الوادي لحميد أنهم يريدون إرسال بعض من رجالهم معه يوصلونه إلى دخنه و حمايته من ذلك الرجل و لكن حميد لم يوافق على هذا الأمر و قال أنه لا يريد أن يتعبهم معه , فأكمل حميد طريقه و في غياب الشمس و ظهورالمغرب ظهر ذلك الرجل مره أخرى لحميد و هو قادم أمامه من بعيد و يمشي بشكل بطيئ و غريب و عندما أتى إلى حميد قال له أنه كان عطش جداً و لم يجد ماء عنده فذهب للبحث عن ماء للشرب و لكن حميد عاتب الرجل و قال أنه كان قلقاً عليه عندما لم يجده في النهار و قال الرجل الطويل لحميد لا تقلق علي إذا غبت فجأه أكمل طريقك و أنا آتي إليك فأندهش حميد من ذلك الرجل و أستغرب من معرفته لمكانه دون أن يخبره , و بينما هما يسيران سأل حميد ذلك الرجل و قال له من أي عرب أنت و أين تسكن و أين عائلتك و جماعتك و لماذا لم تكن معهم فقال ذلك الرجل أنه كان يسكن مع قبيله من القبائل الكبيره المعروفه و كان يجلس في مجالسهم يومياً و يسمع أحاديثهم و أشعارهم كان يحبهم جداً و لكن حدثت معركه كبيره جداً بين القبيله التي كان فيها و بين قبيله أخرى آتيه من الحجاز و بعضها من نجد و لما أشتدت المعركه خسرت القبيله التي كان يحبها فذهبوا أهلها إلى الشمال و تركوا نجد بسبب إنتصار القبيله الأخرى و إستيطانها فيها فقال حميد للرجل و لما لا تذهب مع تلك القبيله التي تحبها فقال الرجل الطويل لحميد أنه يحب نجد ولا يريد أن يرحل عنها وأن تلك القبيله التي كانت تقع في نجد قد ذهبت إلى الشمال و هو لا يحب الشمال , وبعد عدة ساعات شعر حميد بالنعاس و لكنه رفض أن يتوقف حرصاً من ذلك الرجل و من ما سمعه من أهل الوادي عن الرجل الطويل و بينما حميد كان راكباً على رحوله كان بجانبه رحوله الأخرى و راكباً عليها الرجل الطويل و خلفهم البكره الجميله , قال الرجل الطويل لحميد إذا كنت تريد أن تنام فنم و لا تحمل هماً على أغراضك و قال حميد لماذا فقال الرجل الطويل أنني لست كما قال عني أهل الوادي ففزع حميد من الرجل و قال بصوت عالٍ كيف علمت بذلك و أنت لم تجلس معنا فقال الرجل أنه يعلم ما يسمعه من أهل الوادي عنه و قال أنه لا يسرق إلا الحاجيات المسروقه لأنه يميز بين الأغراض المسروقه و غير المسروقه من أهلها فقال حميد للرجل و لماذا تريدني أن أطمئن على أغراضي و أنت معي فقال الرجل الطويل لأن أهل الوادي هم لصوص و قطاعين طرق يمتازون بالكذب و إنني كنت أرى في عيونهم الشر و الطمع عندما كنتَ ضيفاً عليهم و بعد رحيلك من ديارهم تخططوا و قرروا أن يسرقون حاجياتك في المساء و من ثم يقتلوك قبل مجيئك إلى دخنه لأن إذا سُرقت أغراضك منهم فسوف تخبر أهل دخنه و أهل دخنه سوف يساعدونك في الثأر منهم و طردهم من الوادي فلهذا الأمر هم يريدون قتلك و أخذ نوقك و أغراضك قبل وصولك إلى دخنه , لم يصدق حميد كلام هذا الرجل لعدم وجود دليل منه و كان حميد يضع يده على سلاحه لعدم وثوقه بالرجل الطويل و في حال تهجم عليه الرجل الطويل سوف يقتله , و بعد منتصف الليل شعر حميد بالإرهاق الشديد و قال أنه يريد أن يقف و يستريح قليلاً و يكمل طريقه و لكن الرجل الطويل ألح على حميد بإكمال الطريق لم يكترث حميد لكلام الرجل الطويل لعدم ثقته به و توقف حميد عن السير و جلس يستريح و يشرب القهوه و طلب من الرجل الطويل مشاركته لشرب القهوه لكن الرجل رفض لأنه لا يريد أن يكشف عن وجهه و كانت عينا الرجل الطويل تميل للون الأحمر و حاجباه كبيرتان و كثيفتان جداً لدرجة أنها أحياناً تغطي عيناه أما باقي وجهه فهو مغطى وبعد أنتهاء شرب القهوه سمع حميد صوت خيول قادمه من بعيد دون أن يراها و قال الرجل الطويل ها هم قادموان إليك فهرع حميد و أشهر سلاحه و ذهب مسرعاً لملاقاتهم و قتالهم و هرع أيضاً الرجل الطويل و صرخ في وجه حميد و قاله له إبقى في مكانك أنا سوف أواجههم و لكن حميد لم يكترث له و هو ذاهب لقتال رجال الوادي و هم قادموان من بعيد و فجأه ركض الرجل الطويل نحو رجال الوادي و خيولهم و هو مسرع بشكل لا يصدق فكانت سرعته تسبق الخيل و كأنه يسابق الريح مما أثار دهشة حميد و عندما إلتقى الرجل الطويل برجال الوادي كشف وجهه و ألقى بالغطاء الذي يلف رأسه بالأرض و إذا بقليل من رجال الوادي يصرخوان من شدة الفزع و الهلع الذي أصابهم عندما رأوا وجه الرجل الطويل و كان له شعر طويل جداً يميل إلى لون التراب و كان شعره منتصباً من كل الإتجاهات فهرب بعض رجال الوادي و بعضهم الآخر أخذ يقاتل الرجل الطويل و لكنهم لم يستطيعوا التغلب عليه و قد أنزلهم الرجل الطويل من خيولهم و إبلهم و جعلهم يهربوان وهم هلكين من الخوف و الإرهاق كما أنه هددهم و هو يصرخ بالمجيئ إلى واديهم و طردهم منه وعند وصول حميد لبس الرجل الطويل غطائه و غطى وجهه و قال حميد لقد علمت بأمرك لا داعي أن تغطي وجهك فلقد رأيت من بعيد شعرك المنتصب الطويل فقال الرجل الطويل لا أريد أن أكشف وجهي لك فإذا كشفته لك فلن ترتاح لي و أنا منذ بداية هذه الرحله كنت أريد حمايتك من أهل الوادي كما أنني أحب أن أتجول في أرجاء نجد فأكمل طريقك إلى دخنه و أنا سأرافقك حتى وصولك إليها , و سار حميد و الرجل الطويل طريقهما و كان حميد راكباً رحوله و بجانبه الرجل الطويل راكباً الرحول الآخر و معهم إبل و خيول أهل الوادي فشعر حميد بالنعاس و هو ينظر إلى الرجل الطويل فغلبه النعاس و نام و هو راكباً الرحول , و في الصباح وجد حميد نفسه فوق الرحول و هو قريب جداً من مدينة دخنه و معه نوقه و نوق أهل الوادي و خيولهم و وجد أغراضه كامله لم ينقص منها شيئاً و لكنه لم يجد ذلك الرجل الطويل الذي كان يرافقه طيلة الليل , و عند وصوله إلى أهل زوجته العمور نكث عندهم عدة أيام و حكى لهم حكايته في رحلته إليهم و قال لهم عن ذلك الرجل الطويل و قالوا أهل زوجته إن ذلك الرجل كانوا يرونه و يختفي عنهم بسرعه شديده دون أن يشعروا به و يظهر للرحاله و يرافقهم فأحياناً يسرق منهم و أحياناً يحميهم , و بعد إنتهاء زيارة حميد لأهل زوجته العمور قال لهم أنه يريد العوده إلى القصيم فرافقوه طريقه أهل زوجته و أقربائه خوفاً عليه من أهل الوادي و في رحلة العوده لم يجد حميد و من معه أهل الوادي فلقد هربوا جميع أهل الوادي إلى مكان آخر و قبل وصولهم إلى القصيم بيومين في المساء سمعوا صوت ذلك الرجل يغني بصوت عالٍ دون أن يروه و كان يقول
شدّو من ديار نجد و بكيت بالحيل 00000000 دمهم بالمجلّله يسيل سيله
شدّو و معهم الوليفه بعد سهيل 00000000 ياليتها تسمع قصيد غيث و شيله
شّدو عرب كانوا حكام ن و صيل 00000000 من عقبهم ضاع دلي دليله
هذه الأبيات تحكي قصة معركة المجلّله بين حرب و عنزه و أنتصرت فيها حرب على عنزه و اخذت ديار نجد الشماليه كلها
التي كانت تسكنها قبيلة عنزه في زمن قديم والآن هي لحرب , و من هذه الأبيات يعبر الشاعر الجني عن شوقه لقبيلة عنزه
و لأبناء قبيلتها و مجالسهم و شيوخهم و عن حبه لشخص كان يحبه أو كان يحبها من تلك القبيله الكبيره .
هذا ما سمعه حميد و من معه من أهل زوجته , كان للقصيده التي يغنيها تكمله و لكن لم يستطيعوا حفظ إلا هذا الجزء و كثرت الروايات و القصص عن هذا الرجل الغريب و لكن من أشهرها قصته مع حميد بن لافي العلوي الحربي وكانوا أهل الباديه يتحدثون عنه وعن حكاياتهم المخيفه معه إلى أن أختفى عن الوجود ولم يره أحد إطلاقاً .
رحلة حميد بن لافي العلوي الحربي و رفيقه الجني غيث ( من أغرب القصص في الباديه )
--------------------------------------------------------------------------------
هضبة نجد التي تسكنها الكثير من القبائل الأصيله و القويه تحمل في طياتها حكايات كثيره عن أهل الباديه
و عن معيشتهم و معاركهم و قصصهم التي تحمل الكثير من صفات أهل الباديه الأصيلين في تلك الحقبه القديمه من الزمن
ومن قبائل هضبة نجد قبيلة حرب الكبرى التي أشتهر نصفها الأول في نجد و نصفها الثاني في الحجاز بسبب إتساع ديارها
ومن أغرب قصص تلك القبيله قصة ( حميد بن لافي العلوي الحربي و الجني غيث الذي كان يرافقه في رحلته ) وهذه الحكايه
يتناقلونها الكبار و الصغار من كل القبائل في المجالس و قد نقلت في أحدى الكتب التي تحمل قصص أهل الباديه .
تدور أحداث هذه القصه حول رجل يدعى حميد بن لافي العلوي الحربي كان يقطن في القصيم
مع عائلته و زوجته العمريه الحربيه , كان ينوي حميد الذهاب إلى مدينة دخنه في نجد حيث يسكن
هناك أهل زوجته العمور و هو قاصداً لزيارتهم و كانت القصيم في ذلك الوقت مدينه تجاريه تكثر فيها البضائع و التجار يأتون إليها , أخذ حميد بعض البضائع و كان يريد إهداء هذه
البضائع لأهل زوجته كهدايا لهم و ودع حميد زوجته و أهله و إتكل على الله ذاهباً إلى دخنه
و كانت المسافه من القصيم إلى دخنه بعيده أي أن الذهاب من القصيم إلى دخنه سيراً على الأقدام
تبلغ أربعة أيام و قد أخذ معه إثنان من رحوله و واحده من نوقه , مرت يومان على حميد و هو يسير ذاهباً إلى أهل زوجته العمور في مدينة دخنه و عندما غابت الشمس و حل المغرب وقف حميد عند أحد الخباري لكي تشرب نوقه من الخباري و تروي ضمأها و تسير ذاهبه إلى المكان الذي هو قاصده , بينما كانت النوق تاخذ قسطاً من الراحه و حميد جالساً يطمئن عليها , رأى حميد رجل طويل القامه و نحيف الجسم آتياً من بعيد و كان يسير بشكل بطيئ و متجه نحو حميد مركزاً عليه و كان متلثم و عيناه ليست واضحه , أستغرب حميد من ذلك الرجل و من مشيته الغريبه كأنه ليس غريب على هذه المنطقه مع أن لا يوجد بها سكان و لا بيوت يسكنونها 0
أتى الرجل الطويل إلى حميد و سلم عليه وجلس يتحدث معه عن رحلته و حكى حميد لذلك الرجل أنه يريد الذهاب إلى مدينة دخنه لزيارة بعض الأقارب و قد كان يتحدث ذلك الرجل الطويل بلهجه مختلفه فقد كان يتحدث بلهجة أخرى و لكن متشابه جدا بلهجة أهل نجد و لفت أنتباه الرجل الطويل الناقه البكره الجميله التي تروي من الخبره و قال الرجل لحميد أن تلك الناقه تذّكره بشخصيه عزيزه عليه لأنها تشبهها في كل الصفات و كلما أقترب ذلك الرجل من بكرة حميد تهرب البكره و هي خائفه منه و لا تريده أن يلمسها أستغرب حميد من بكرته مع أن بكرته تقترب من أي غريب و هي وديعه لكن ما أثار إستغراب حميد أن بكرته خائفه جداً من هذا الرجل الأمر الذي جعل حميد حريص و غير مرتاح لذلك الرجل الطويل و بعد أن أخذت الإبل كفايتها من الإستراحه قرر حميد إكمال طريقه في الذهاب إلى دخنه و قال الرجل الطويل أنه أيضاً يريد مشاركة حميد في طريقه إلى دخنه و سأل حميد الرجل عن سبب ذهاب الرجل الطويل معه فقال الرجل أنه يشعر بسعاده تغمره عندما يتنقل بين أرجاء نجد و مناطقها فوافق حميد على طلبه و لكنه كان شديد الحرص من ذلك الرجل , و عندما هم يسيرون في منتصف الليل قال حميد أنه يريد أن يقف و يستريح و ينام و إذا أتى الصباح يكمل طريقه فوقف حميد قرب شجرة سدر و جلس تحتها و جعل نوقه تستريح و تنام و لكن الذي أثار دهشة و إستغراب حميد أن ذلك الرجل يجلس بعيداً عن الشجره التي يجلس تحتها , سأل حميد ذلك الرجل عن سبب جلوسه بعيداً عن شجرة السدر الذي هو يجلس فيها فقال الرجل أنه لا يحب أن يستريح تحت أي شجره الأمر الذي زاد من إستغراب حميد , نعست عينا حميد و غلبه النعاس و لكن كلما أغمضت عيناه فتحها و نهض بسرعه خوفاً و حرصاً من الرجل الطويل و كان يجلس الرجل الطويل بشكل عادي و هو يتدفئ بالنار و كأنه لا ينام أبداً , بقي حميد يقضاً و هو ينظر إلى ذلك الرجل بحرص شديد و كان الرجل ثابت في مكانه لا يتحرك و عند بزوغ الفجر غلب النعاس حميد و نام , و في الصباح أستيقظ حميد فوجد نوقه في مكانها و هي مرتاحه لكن الرجل الطويل غير موجود , و بينما حميد يكمل طريقه أخذ يفكر في ذلك الرجل و سبب مشاركته في رحلته و سبب إختفائه في النهار 0
و بعد الظهر رأى حميد مجموعه من عرب يسكنون في وادي صغير و أتى حميد إليهم فرحبوا به و أكرمواه و جلس معهم بوقت ليس طويل فسألهم عن ذلك الرجل الطويل فصابتهم الدهشه و وصفوا لحميد صفات تلك الرجل فقال لهم نعم هو فقالوا له إن ذلك الرجل يظهر عليهم مرات عديده و يختفي بسرعه و لا يعلمون سبب إختفائه بعض الأحيان مع أنه لا يبدل ملابسه فهم دائماً يرونه بنفس الملابس الذي يرتديها و قالوا لحميد أن هناك كثير من الرحاله قد تعرضوا لسرقة إبلهم و بعض حاجياتهم إذا رافقهم الطريق ذلك الرجل 0
و قبل المغرب قرر حميد إكمال طريقه إلى دخنه حيث بقي يوم واحد على وصوله لها فقالوا أهل الوادي لحميد أنهم يريدون إرسال بعض من رجالهم معه يوصلونه إلى دخنه و حمايته من ذلك الرجل و لكن حميد لم يوافق على هذا الأمر و قال أنه لا يريد أن يتعبهم معه , فأكمل حميد طريقه و في غياب الشمس و ظهورالمغرب ظهر ذلك الرجل مره أخرى لحميد و هو قادم أمامه من بعيد و يمشي بشكل بطيئ و غريب و عندما أتى إلى حميد قال له أنه كان عطش جداً و لم يجد ماء عنده فذهب للبحث عن ماء للشرب و لكن حميد عاتب الرجل و قال أنه كان قلقاً عليه عندما لم يجده في النهار و قال الرجل الطويل لحميد لا تقلق علي إذا غبت فجأه أكمل طريقك و أنا آتي إليك فأندهش حميد من ذلك الرجل و أستغرب من معرفته لمكانه دون أن يخبره , و بينما هما يسيران سأل حميد ذلك الرجل و قال له من أي عرب أنت و أين تسكن و أين عائلتك و جماعتك و لماذا لم تكن معهم فقال ذلك الرجل أنه كان يسكن مع قبيله من القبائل الكبيره المعروفه و كان يجلس في مجالسهم يومياً و يسمع أحاديثهم و أشعارهم كان يحبهم جداً و لكن حدثت معركه كبيره جداً بين القبيله التي كان فيها و بين قبيله أخرى آتيه من الحجاز و بعضها من نجد و لما أشتدت المعركه خسرت القبيله التي كان يحبها فذهبوا أهلها إلى الشمال و تركوا نجد بسبب إنتصار القبيله الأخرى و إستيطانها فيها فقال حميد للرجل و لما لا تذهب مع تلك القبيله التي تحبها فقال الرجل الطويل لحميد أنه يحب نجد ولا يريد أن يرحل عنها وأن تلك القبيله التي كانت تقع في نجد قد ذهبت إلى الشمال و هو لا يحب الشمال , وبعد عدة ساعات شعر حميد بالنعاس و لكنه رفض أن يتوقف حرصاً من ذلك الرجل و من ما سمعه من أهل الوادي عن الرجل الطويل و بينما حميد كان راكباً على رحوله كان بجانبه رحوله الأخرى و راكباً عليها الرجل الطويل و خلفهم البكره الجميله , قال الرجل الطويل لحميد إذا كنت تريد أن تنام فنم و لا تحمل هماً على أغراضك و قال حميد لماذا فقال الرجل الطويل أنني لست كما قال عني أهل الوادي ففزع حميد من الرجل و قال بصوت عالٍ كيف علمت بذلك و أنت لم تجلس معنا فقال الرجل أنه يعلم ما يسمعه من أهل الوادي عنه و قال أنه لا يسرق إلا الحاجيات المسروقه لأنه يميز بين الأغراض المسروقه و غير المسروقه من أهلها فقال حميد للرجل و لماذا تريدني أن أطمئن على أغراضي و أنت معي فقال الرجل الطويل لأن أهل الوادي هم لصوص و قطاعين طرق يمتازون بالكذب و إنني كنت أرى في عيونهم الشر و الطمع عندما كنتَ ضيفاً عليهم و بعد رحيلك من ديارهم تخططوا و قرروا أن يسرقون حاجياتك في المساء و من ثم يقتلوك قبل مجيئك إلى دخنه لأن إذا سُرقت أغراضك منهم فسوف تخبر أهل دخنه و أهل دخنه سوف يساعدونك في الثأر منهم و طردهم من الوادي فلهذا الأمر هم يريدون قتلك و أخذ نوقك و أغراضك قبل وصولك إلى دخنه , لم يصدق حميد كلام هذا الرجل لعدم وجود دليل منه و كان حميد يضع يده على سلاحه لعدم وثوقه بالرجل الطويل و في حال تهجم عليه الرجل الطويل سوف يقتله , و بعد منتصف الليل شعر حميد بالإرهاق الشديد و قال أنه يريد أن يقف و يستريح قليلاً و يكمل طريقه و لكن الرجل الطويل ألح على حميد بإكمال الطريق لم يكترث حميد لكلام الرجل الطويل لعدم ثقته به و توقف حميد عن السير و جلس يستريح و يشرب القهوه و طلب من الرجل الطويل مشاركته لشرب القهوه لكن الرجل رفض لأنه لا يريد أن يكشف عن وجهه و كانت عينا الرجل الطويل تميل للون الأحمر و حاجباه كبيرتان و كثيفتان جداً لدرجة أنها أحياناً تغطي عيناه أما باقي وجهه فهو مغطى وبعد أنتهاء شرب القهوه سمع حميد صوت خيول قادمه من بعيد دون أن يراها و قال الرجل الطويل ها هم قادموان إليك فهرع حميد و أشهر سلاحه و ذهب مسرعاً لملاقاتهم و قتالهم و هرع أيضاً الرجل الطويل و صرخ في وجه حميد و قاله له إبقى في مكانك أنا سوف أواجههم و لكن حميد لم يكترث له و هو ذاهب لقتال رجال الوادي و هم قادموان من بعيد و فجأه ركض الرجل الطويل نحو رجال الوادي و خيولهم و هو مسرع بشكل لا يصدق فكانت سرعته تسبق الخيل و كأنه يسابق الريح مما أثار دهشة حميد و عندما إلتقى الرجل الطويل برجال الوادي كشف وجهه و ألقى بالغطاء الذي يلف رأسه بالأرض و إذا بقليل من رجال الوادي يصرخوان من شدة الفزع و الهلع الذي أصابهم عندما رأوا وجه الرجل الطويل و كان له شعر طويل جداً يميل إلى لون التراب و كان شعره منتصباً من كل الإتجاهات فهرب بعض رجال الوادي و بعضهم الآخر أخذ يقاتل الرجل الطويل و لكنهم لم يستطيعوا التغلب عليه و قد أنزلهم الرجل الطويل من خيولهم و إبلهم و جعلهم يهربوان وهم هلكين من الخوف و الإرهاق كما أنه هددهم و هو يصرخ بالمجيئ إلى واديهم و طردهم منه وعند وصول حميد لبس الرجل الطويل غطائه و غطى وجهه و قال حميد لقد علمت بأمرك لا داعي أن تغطي وجهك فلقد رأيت من بعيد شعرك المنتصب الطويل فقال الرجل الطويل لا أريد أن أكشف وجهي لك فإذا كشفته لك فلن ترتاح لي و أنا منذ بداية هذه الرحله كنت أريد حمايتك من أهل الوادي كما أنني أحب أن أتجول في أرجاء نجد فأكمل طريقك إلى دخنه و أنا سأرافقك حتى وصولك إليها , و سار حميد و الرجل الطويل طريقهما و كان حميد راكباً رحوله و بجانبه الرجل الطويل راكباً الرحول الآخر و معهم إبل و خيول أهل الوادي فشعر حميد بالنعاس و هو ينظر إلى الرجل الطويل فغلبه النعاس و نام و هو راكباً الرحول , و في الصباح وجد حميد نفسه فوق الرحول و هو قريب جداً من مدينة دخنه و معه نوقه و نوق أهل الوادي و خيولهم و وجد أغراضه كامله لم ينقص منها شيئاً و لكنه لم يجد ذلك الرجل الطويل الذي كان يرافقه طيلة الليل , و عند وصوله إلى أهل زوجته العمور نكث عندهم عدة أيام و حكى لهم حكايته في رحلته إليهم و قال لهم عن ذلك الرجل الطويل و قالوا أهل زوجته إن ذلك الرجل كانوا يرونه و يختفي عنهم بسرعه شديده دون أن يشعروا به و يظهر للرحاله و يرافقهم فأحياناً يسرق منهم و أحياناً يحميهم , و بعد إنتهاء زيارة حميد لأهل زوجته العمور قال لهم أنه يريد العوده إلى القصيم فرافقوه طريقه أهل زوجته و أقربائه خوفاً عليه من أهل الوادي و في رحلة العوده لم يجد حميد و من معه أهل الوادي فلقد هربوا جميع أهل الوادي إلى مكان آخر و قبل وصولهم إلى القصيم بيومين في المساء سمعوا صوت ذلك الرجل يغني بصوت عالٍ دون أن يروه و كان يقول
شدّو من ديار نجد و بكيت بالحيل 00000000 دمهم بالمجلّله يسيل سيله
شدّو و معهم الوليفه بعد سهيل 00000000 ياليتها تسمع قصيد غيث و شيله
شّدو عرب كانوا حكام ن و صيل 00000000 من عقبهم ضاع دلي دليله
هذه الأبيات تحكي قصة معركة المجلّله بين حرب و عنزه و أنتصرت فيها حرب على عنزه و اخذت ديار نجد الشماليه كلها
التي كانت تسكنها قبيلة عنزه في زمن قديم والآن هي لحرب , و من هذه الأبيات يعبر الشاعر الجني عن شوقه لقبيلة عنزه
و لأبناء قبيلتها و مجالسهم و شيوخهم و عن حبه لشخص كان يحبه أو كان يحبها من تلك القبيله الكبيره .
هذا ما سمعه حميد و من معه من أهل زوجته , كان للقصيده التي يغنيها تكمله و لكن لم يستطيعوا حفظ إلا هذا الجزء و كثرت الروايات و القصص عن هذا الرجل الغريب و لكن من أشهرها قصته مع حميد بن لافي العلوي الحربي وكانوا أهل الباديه يتحدثون عنه وعن حكاياتهم المخيفه معه إلى أن أختفى عن الوجود ولم يره أحد إطلاقاً .