عساف دخنان
03/04/08, (03:07 PM)
رابعاً : محدى الهبداني
نسبه – حياته – فروسيته – شخصيته القوية – طموحه – شعره وهجائه لقومه – أبتعاده عن قومه ولد سليمان – غارته على الشوايا – حربه مع بن قعيشيش – لجوؤه لأبن سمير – شعره فيه – أنتقاله الى أبن مهيد وآل غبين – صلته بالسيد حجو وتأليبه اياه – ثورة السيد حجو – الشعرفي ذلك – رحيله الى الشيخ عبدالكريم الجربا واكرام الجربا له – قصته مع الشمري في مجلس الجربا – وفاء عبدالكريم معه وعدوله عن مهاجمة قوم محدى من اجله – عودته لجدعان بن مهيد بدعوه منه ورجاء للعودة – انابته – حجه ......الخ
هو محدى بن فيصل الهبداني عاش الى تاريخ 1300 هجرية تقريباً ، وهو من قبيلة الفضيل التي يرأسها الشيخ أبن رشدان وهي فخذ من أفخاذ قبيلة الجعافرة من ولد سليمان ( من ضنا عبيد )
من بشر ، وبشر هو أبن عناز بن وايل وهو شقبق مسلم بن عناز الذي تتفرع منه قبيلة
( ضنا مسلم ) ، نشأ هذا الشاعر وترعرع بين قبيلة ولد سليمان المشهورين بالشجاعة ، وكثرة العدد ، شيخها العواجي وعائلته ، والعواجية لا زالوا هم شيوخ هذه القبيلة ، نشأ في وقت التطاحن بين قبيلته والقبائل المحيطه بها ، وأمه ( ذكر ) بنت مشل العواجي الفارس المشهور ، ووالده فيصل الهبداني ليس مرموقاً بين أفراد هذه القبيلة ، ولكن أبنه ( محدى ) نشأ ثائراً وذكياً وطموحاً ، يطمع بالزعامه ، ولكنه لم يلق مجالاً لزعامته مع وجود أخواله الأبطال العواجيه ، وبعد أن لاحظ أخواله طموحه وتدخله بالقبيله وتحريضه لهم وترفعه عن مسلك أبيه ضغطوا عليه ، لهذا لم يستطع أن يبرز بينهم ، وضاقت به الأرض بما رحبت ، أخذ يتألم ويقول الشعر محرضاً أقاربه من آل فضيل وهاجياً لهم أحياناً ، وقال قصائد كثيرة بهذا المعنى ، لم أعرف منها سوى القليل ومنها :
هنيكم ياهل القلوب المريحة = يالدالهين على بركة الله
هنيكم بقلوبكم مستريحة = وياليت قلبي كل ماجاه ينساه
ينسى هواجيس الضمير المشيحة = ويرضى على غوال حلقه الى أرخاه
خطو الولد يرضى العلوم القبيحة = ويقفي ويقبل كالهنوف المرضاه
وانا دليلي ما يطيع النصيحة = يا ناس عياني دليلي وأنا أنهاه
ثم قال هاجياً قومه :
يا فضيل يا قلوب الغنم ما تحامون = يا ليتها والله تحسن لحاكم
يا طولكم يا عرضكم يوم تاتون = يا قل حمراكم على من بغاكم
اليا اجتمعتوا للمراجل تذيبون = والناس عرفوا طيبكم من رداكم
الكل منكم دائماً يتبع الهون = يا لعن أبوكم كيف توخذ نساكم
ترضون بالذله عساكم تهبون = واشوف بالرجلين كل ٍ وطاكم
يا فضيل بالورور بغيتوا تباعون = ويلقى المذله خائف وان نصاكم
ثم قال هذه القصيدة متبرئاً من قومه :
ليتني من الصلبان والأصل ما بيه = لا سايل عني ولاني بسايل
أقعد على مقرٍ خفيٍ مواريه = برهراهةٍ ما ياصله كود حايل
من الوسم رويان مع الصيف مطغيه = تلقى الخصاب مكومٍ للزمايل
ألوذ عن دحشٍ كبارٍ علابيه = يهوش كنه باشةٍ للقبايل
متباركين بالمولد بني خيه = على النزول يكثرون الضوايل
أنا أن بغيت الصبر قلت مشاحيه = ونفسي عيوف ولا رضيت الفشايل
نويت أهوم وكافل العبد واليه = والبعد طب للقلوب الغلايل
فاجابته أمه (ذكر) أخت مشل العواجي بالقصيده الآتيه :
أشوف سلم أبليس (محدى) يسويه = يلعب على ظهر اللعين القوايل
عزي لنزلٍ قام (محدى) يشظيه = لعب بكم يا ذاهبين الحمايل
مطاوعٍ لبليس وبليس مغويه = لا تتبعونه يا القلوب الهبايل
هذا جزا خالٍ يعزه ويغليه = لا واحسايف قولةٍ : يا بن وايل
لقد قرر محدى أن يبتعد عن أخواله ، وعن قبيلة ( ولد سليمان ) ورحل من نجد مع قسم من قبيلته آل فضيل الذين ألتفوا حوله ، أتجه الى قبيلة الفدعان من عنزة ، لأن الفدعان أقرب قبائل عنزة لولد سليمان ودخل الأراضي السورية وقد أنشأ هذه القصيدة :
يا راكب سربالةٍ تقطع البيد = حمرا ولا فوقه رديفٍ محنها
أول نهاره خل مشيه تفاديد = وفهق الى البردين عقبيك عنها
مثل النعامه يوم تقفي مع الحيد = أو تقل شيهانٍ دنا الليل منها
تلفي لمن جيشه سواة المعاويد = كم عزبةٍ ذوق ربوعه لبنها
يا خال ياللي ما بفعلك مناقيد = رفعت ناسٍ ما عرفنا لحنها
لا أكراد لا هم ترك لا سلم أجاويد = يبون يقزون العرب عن وطنها
يا خال لولا نصف ربعي لهاميد = أن كان جاكم صادق العلم منها
أخترت عن دار المهونات بالبيد = وخليت دار الذل للي سكنها
دارٍ بدار ولا علينا تحاديد = وأرزاقنا رب الخلايق ضمنها
نروح عن دار العنا للاجاويد = لا هل بيوتٍ من تجلوى زبنها
عيال الغبين المنتخين المواريد = على ظهور الخيل يذكر طعنها
ان جاء نهارٍ فيه فهق وتوريد = يسنى على كل الموارد شطنها
ولما دخل الأراضي السورية قاصداً آل غبين قال هذه القصيدة :
الله من قلبٍ بدا فيه عمسي = يميع لو باسه حجر قرطياني
يميع ميعة شمعٍ من حر شمسي = والا الشحم من فوق جمر أضهياني
نصبح مكاظيم وبالهم نمسي = وكن الطعام ملوثٍ ديدماني
يا راكبٍ من عندنا فوق عنسي = سحوان قطاع الفيافي عماني
عنسٍ سبرس بالسواد الوغطسي = قطاع دوٍ هوذلي سوسحاني
هزته بعود اللوز من غير لمس = وياما قطع من نازح السهمداني
قطعى قطا ومذيره حس ونسي = من اللال ورد ديرة الريهجاني
فوقه دلالٍ نسج من كل جنسي = القرمزان مخالطٍ بازرقاني
يمد من حفرة خنيصر ويمسي = لأهل بيوتٍ شيدت بالبياني
ياما عطوا من سابقٍ قود خمسي = غبينات يعطونه ولا به مثاني
وان صار بالفرسان طعنٍ وغمسي = ما مثلهم يركب بنات الحصاني
وفي أثناء طريقه هو ومن معه من قبيلة آل فضيل ، صادفوا قبائل من ( الشوايا ) الذين يربون الأغنام ، في حماية الشيخ أبن قعيشيش ، يأخذ عليهم الأتاوه ويتكفل بحمايتهم من نائبات الزمن ، وعندما رآهم محدى الهبداني وجماعته أرادوا نهب أموالهم لضعفهم ، فأغاروا عليهم وأخذوا أموالهم ومواشيهم ، وعندما علم الشيخ ابن قعيشيش شيخ الخرصة من الفدعان ثارت ثائرته وأغار على محدى الهبداني وجماعته بفرسانه ورجاله وقصدهم تخليص الغنائم التي أخذوها من الشويان ، ولكن محدى وجماعته أبوا أن يسلموا ما غنموا فحصلت معركة بينهم وبين ابن قعيشيش هزم فيها ابن قعيشيش هو وقومه ، ثم أنحرف محدى الهبداني عن قبيلة الغبين ، لأن الغبين أقارب قبيلة ابن قعيشيش والجميع من قبيلة الفدعان من بشر الكبيرة ، واتجه محدى وقومه الى الشيخ محمد بن سمير الذي هو من قبيلة ( ضنا مسلم ) بن عناز ، وقبل أن يصل الى الشيخ أبن سمير أرسل اليه هذه القصيدة موضحاً فيها المعركة التي حصلت :
يا راكبين مقولمات الخفافي = ما دنقوا عن الحفا يرقعونه
يلفن أخو خزنه زبون المقافي = اللي بوقت العسر تندى صحونه
الروم جتنا جردةٍ يا السنافي = يبون ستر بيوتنا ينهبونه
صاح الصياح وقال : ما من عوافي = وحتى جواب المنع ما يذكرونه
صكوا علينا ناهضين الشلافي = فزعة وكلً مجرب يزهمونه
وصحنا عليهم صيحةٍ مع كشافي = ولعيون (صيته) جيشهم يسهجونه
الشيخ (ثامر) مرتكٍ تقل غافي = يا حيف سلبت جوخته مع زبونه
( جعافره ) ما يشتهون العوافي = والشر لو هو غايبٍ يحضرونه
وردوا علينا مار صرنا عيافي = مانا هماج وربعنا يملحونه
لا عاد ما ناخذ من الحق وافي = اللي تحلوى الناس ما يرحمونهوأتبع ذلك بقصيدة أخرى طالباً فيها من محمد بن سمير لجوءه اليه وحمايته وهي كالآتي :
دنوا بعيدات المماشي ركابي = عرندساتٍ يقطعن المحاويل
عروات لين أسهيل بين وغابي = حتى غدا فوق الأباهر زهاميل
يرعن من الربلة ورجل الغرابي = با طرافهن تلقى الخزامى تقل نيل
حثوا مناكب جيشكم بالعقابي = قلايصٍ ما لاغمن المخاليل
أن روحن مع سهلةٍ له سرابي = عوصٍ يشادن روس ربد الهراقيل
لمحمد بن سمير ريف التعابي = بدر الدجا نوار عشب الهماليل
لصديقه أحلى من هتوف السحابي = ولعداه مفتول الحديد الزناجيل
يا شيخ لو شال الجمل مثل مابي = أزرا بليهي الرحايل عن الشيل
ويا شيخ من دبت عليه الدوابي = يعاف لذات الونس والتعاليل
أن حط بالغليون مثل الخضابي = وصينيةٍ تلعب بوضح الفناجيل
عده من الأوناس خلو الجنابي = أن لافه الداكوك بالعدل والميل
ويا شيخ يا مدمي لروس الحرابي = جينا لكم يا كاسبين التنافيل
نبي جنابك يا نزيه الجنابي = يوم الرفاقه صار منهم غرابيل
فأجاره محمد بن سمير هو وقبيلته الفضيل ، وحماه من ابن قعيشيش ، ومكث فتره طويلة في جوارأبن سمير ، الى أن عفت عنه قبيلة الفدعان بما فيهم آل قعيشيش والغبين ، بعد أن أرسل هذه القصيدة لجدعان بن مهيد شيخ قبيلة ( الولد ) من الفدعان :
يا راكب حمرا كتومٍ رغاها = ممشى ثمان أيام تطويه مشوار
جدعيةٍ قطع الفيافي مناها =تشدي لشاحوفٍ مع الشط عبار
يا رسل ياللي لايذٍ في قراها = خلك مع أول فجة الصبح نشار
والعصر أبو تركي محاري مساها = لغضى البخيل لغالي الزاد دمار
عيني قزت من نومها وش بلاها = كن النويفج لا يفه عقب ذرار
قزت وقزاها عظايم بلاها = عوجٍ نمضيهن وهن كارهن كار
وكبدي من الرهوند يخلط عشاها = أو تقل يقرض من معاليقها فار
على نجوعٍ فرق الله شظاها = ناخذ بها حق ونذري بها جار
يا مدبر السلقا عليك التقاها = تفرج لعبدٍ تايه الفكر محتار
يوم أخرجوه وقربته قد ملاها = عندك لها ياوالي العرش تدبار
أطلبك نفسي لا تخيب رجاها = ياعالم باحوالها وانت جبار
والروح مني مسعلاتٍ حذاها = حذوه رجل ما قاضبه كود مسمار
نجدٍ يعزي عن غثاها عذاها = لوهي مقر ابليس في ماضي الأذكار
نركض ومن صاد الجرادة شواها = وللنار من عقب من المال دينار
بعد ذلك دعاه شيوخ الفدعان آل غبين وآل مهيد ، فرحل من عند أبن سمير شاكراً له ما لاقاه من حماية واعزاز واكرام ، وتوجه لقبيلة الفدعان لأنه أقرب الناس اليه ، وبقي بين ابن غبين وابن مهيد معززاً مكرماً الى أن حصل بينه وبين أبن غبين بعض الخلاف ، يعود ذلك الى نفسه الطموح ، التي لا تقف عند حد ، فقال القصيدة الآتيه في آل غبين هاجياً لهم :
عساك يا دارٍ بك الحيف تلوين = عسى الولي يسعى لساسك بالاخراب
يسقي جنابك مثل دارٍ بدارين = سهساه رملٍ من سمهلات وتراب
لا عاد ما ناخذ وفا حقنا زين = الا بسل مصقل الهند وحراب
عساك يادار المذلة تخيبين = وعسى الولي يسعى لنزلك بالأذهاب
ناسٍ تشيل البغض ما هم خفيين = القلب فيه الريب لو يضحك الناب
يا حليسس وان ما شفت انا شافٍ شين = أشوف ناسٍ قوم بهدوم الأصحاب
يا حليس صاب القلب ما تنظر العين = شوف البغيض بنونها تقل مشهاب
ان كان ربعك ما لحقك وفيين = مسمارهم يبخص بلا قاز وكلاب
عنهم تنحوا يا قلوب البعارين = في دبرة الخلاق فتاح الأبواب
عن المهونة نجعل النار نارين = نبعد عن الأصحاب لديار الأجناب
نسبه – حياته – فروسيته – شخصيته القوية – طموحه – شعره وهجائه لقومه – أبتعاده عن قومه ولد سليمان – غارته على الشوايا – حربه مع بن قعيشيش – لجوؤه لأبن سمير – شعره فيه – أنتقاله الى أبن مهيد وآل غبين – صلته بالسيد حجو وتأليبه اياه – ثورة السيد حجو – الشعرفي ذلك – رحيله الى الشيخ عبدالكريم الجربا واكرام الجربا له – قصته مع الشمري في مجلس الجربا – وفاء عبدالكريم معه وعدوله عن مهاجمة قوم محدى من اجله – عودته لجدعان بن مهيد بدعوه منه ورجاء للعودة – انابته – حجه ......الخ
هو محدى بن فيصل الهبداني عاش الى تاريخ 1300 هجرية تقريباً ، وهو من قبيلة الفضيل التي يرأسها الشيخ أبن رشدان وهي فخذ من أفخاذ قبيلة الجعافرة من ولد سليمان ( من ضنا عبيد )
من بشر ، وبشر هو أبن عناز بن وايل وهو شقبق مسلم بن عناز الذي تتفرع منه قبيلة
( ضنا مسلم ) ، نشأ هذا الشاعر وترعرع بين قبيلة ولد سليمان المشهورين بالشجاعة ، وكثرة العدد ، شيخها العواجي وعائلته ، والعواجية لا زالوا هم شيوخ هذه القبيلة ، نشأ في وقت التطاحن بين قبيلته والقبائل المحيطه بها ، وأمه ( ذكر ) بنت مشل العواجي الفارس المشهور ، ووالده فيصل الهبداني ليس مرموقاً بين أفراد هذه القبيلة ، ولكن أبنه ( محدى ) نشأ ثائراً وذكياً وطموحاً ، يطمع بالزعامه ، ولكنه لم يلق مجالاً لزعامته مع وجود أخواله الأبطال العواجيه ، وبعد أن لاحظ أخواله طموحه وتدخله بالقبيله وتحريضه لهم وترفعه عن مسلك أبيه ضغطوا عليه ، لهذا لم يستطع أن يبرز بينهم ، وضاقت به الأرض بما رحبت ، أخذ يتألم ويقول الشعر محرضاً أقاربه من آل فضيل وهاجياً لهم أحياناً ، وقال قصائد كثيرة بهذا المعنى ، لم أعرف منها سوى القليل ومنها :
هنيكم ياهل القلوب المريحة = يالدالهين على بركة الله
هنيكم بقلوبكم مستريحة = وياليت قلبي كل ماجاه ينساه
ينسى هواجيس الضمير المشيحة = ويرضى على غوال حلقه الى أرخاه
خطو الولد يرضى العلوم القبيحة = ويقفي ويقبل كالهنوف المرضاه
وانا دليلي ما يطيع النصيحة = يا ناس عياني دليلي وأنا أنهاه
ثم قال هاجياً قومه :
يا فضيل يا قلوب الغنم ما تحامون = يا ليتها والله تحسن لحاكم
يا طولكم يا عرضكم يوم تاتون = يا قل حمراكم على من بغاكم
اليا اجتمعتوا للمراجل تذيبون = والناس عرفوا طيبكم من رداكم
الكل منكم دائماً يتبع الهون = يا لعن أبوكم كيف توخذ نساكم
ترضون بالذله عساكم تهبون = واشوف بالرجلين كل ٍ وطاكم
يا فضيل بالورور بغيتوا تباعون = ويلقى المذله خائف وان نصاكم
ثم قال هذه القصيدة متبرئاً من قومه :
ليتني من الصلبان والأصل ما بيه = لا سايل عني ولاني بسايل
أقعد على مقرٍ خفيٍ مواريه = برهراهةٍ ما ياصله كود حايل
من الوسم رويان مع الصيف مطغيه = تلقى الخصاب مكومٍ للزمايل
ألوذ عن دحشٍ كبارٍ علابيه = يهوش كنه باشةٍ للقبايل
متباركين بالمولد بني خيه = على النزول يكثرون الضوايل
أنا أن بغيت الصبر قلت مشاحيه = ونفسي عيوف ولا رضيت الفشايل
نويت أهوم وكافل العبد واليه = والبعد طب للقلوب الغلايل
فاجابته أمه (ذكر) أخت مشل العواجي بالقصيده الآتيه :
أشوف سلم أبليس (محدى) يسويه = يلعب على ظهر اللعين القوايل
عزي لنزلٍ قام (محدى) يشظيه = لعب بكم يا ذاهبين الحمايل
مطاوعٍ لبليس وبليس مغويه = لا تتبعونه يا القلوب الهبايل
هذا جزا خالٍ يعزه ويغليه = لا واحسايف قولةٍ : يا بن وايل
لقد قرر محدى أن يبتعد عن أخواله ، وعن قبيلة ( ولد سليمان ) ورحل من نجد مع قسم من قبيلته آل فضيل الذين ألتفوا حوله ، أتجه الى قبيلة الفدعان من عنزة ، لأن الفدعان أقرب قبائل عنزة لولد سليمان ودخل الأراضي السورية وقد أنشأ هذه القصيدة :
يا راكب سربالةٍ تقطع البيد = حمرا ولا فوقه رديفٍ محنها
أول نهاره خل مشيه تفاديد = وفهق الى البردين عقبيك عنها
مثل النعامه يوم تقفي مع الحيد = أو تقل شيهانٍ دنا الليل منها
تلفي لمن جيشه سواة المعاويد = كم عزبةٍ ذوق ربوعه لبنها
يا خال ياللي ما بفعلك مناقيد = رفعت ناسٍ ما عرفنا لحنها
لا أكراد لا هم ترك لا سلم أجاويد = يبون يقزون العرب عن وطنها
يا خال لولا نصف ربعي لهاميد = أن كان جاكم صادق العلم منها
أخترت عن دار المهونات بالبيد = وخليت دار الذل للي سكنها
دارٍ بدار ولا علينا تحاديد = وأرزاقنا رب الخلايق ضمنها
نروح عن دار العنا للاجاويد = لا هل بيوتٍ من تجلوى زبنها
عيال الغبين المنتخين المواريد = على ظهور الخيل يذكر طعنها
ان جاء نهارٍ فيه فهق وتوريد = يسنى على كل الموارد شطنها
ولما دخل الأراضي السورية قاصداً آل غبين قال هذه القصيدة :
الله من قلبٍ بدا فيه عمسي = يميع لو باسه حجر قرطياني
يميع ميعة شمعٍ من حر شمسي = والا الشحم من فوق جمر أضهياني
نصبح مكاظيم وبالهم نمسي = وكن الطعام ملوثٍ ديدماني
يا راكبٍ من عندنا فوق عنسي = سحوان قطاع الفيافي عماني
عنسٍ سبرس بالسواد الوغطسي = قطاع دوٍ هوذلي سوسحاني
هزته بعود اللوز من غير لمس = وياما قطع من نازح السهمداني
قطعى قطا ومذيره حس ونسي = من اللال ورد ديرة الريهجاني
فوقه دلالٍ نسج من كل جنسي = القرمزان مخالطٍ بازرقاني
يمد من حفرة خنيصر ويمسي = لأهل بيوتٍ شيدت بالبياني
ياما عطوا من سابقٍ قود خمسي = غبينات يعطونه ولا به مثاني
وان صار بالفرسان طعنٍ وغمسي = ما مثلهم يركب بنات الحصاني
وفي أثناء طريقه هو ومن معه من قبيلة آل فضيل ، صادفوا قبائل من ( الشوايا ) الذين يربون الأغنام ، في حماية الشيخ أبن قعيشيش ، يأخذ عليهم الأتاوه ويتكفل بحمايتهم من نائبات الزمن ، وعندما رآهم محدى الهبداني وجماعته أرادوا نهب أموالهم لضعفهم ، فأغاروا عليهم وأخذوا أموالهم ومواشيهم ، وعندما علم الشيخ ابن قعيشيش شيخ الخرصة من الفدعان ثارت ثائرته وأغار على محدى الهبداني وجماعته بفرسانه ورجاله وقصدهم تخليص الغنائم التي أخذوها من الشويان ، ولكن محدى وجماعته أبوا أن يسلموا ما غنموا فحصلت معركة بينهم وبين ابن قعيشيش هزم فيها ابن قعيشيش هو وقومه ، ثم أنحرف محدى الهبداني عن قبيلة الغبين ، لأن الغبين أقارب قبيلة ابن قعيشيش والجميع من قبيلة الفدعان من بشر الكبيرة ، واتجه محدى وقومه الى الشيخ محمد بن سمير الذي هو من قبيلة ( ضنا مسلم ) بن عناز ، وقبل أن يصل الى الشيخ أبن سمير أرسل اليه هذه القصيدة موضحاً فيها المعركة التي حصلت :
يا راكبين مقولمات الخفافي = ما دنقوا عن الحفا يرقعونه
يلفن أخو خزنه زبون المقافي = اللي بوقت العسر تندى صحونه
الروم جتنا جردةٍ يا السنافي = يبون ستر بيوتنا ينهبونه
صاح الصياح وقال : ما من عوافي = وحتى جواب المنع ما يذكرونه
صكوا علينا ناهضين الشلافي = فزعة وكلً مجرب يزهمونه
وصحنا عليهم صيحةٍ مع كشافي = ولعيون (صيته) جيشهم يسهجونه
الشيخ (ثامر) مرتكٍ تقل غافي = يا حيف سلبت جوخته مع زبونه
( جعافره ) ما يشتهون العوافي = والشر لو هو غايبٍ يحضرونه
وردوا علينا مار صرنا عيافي = مانا هماج وربعنا يملحونه
لا عاد ما ناخذ من الحق وافي = اللي تحلوى الناس ما يرحمونهوأتبع ذلك بقصيدة أخرى طالباً فيها من محمد بن سمير لجوءه اليه وحمايته وهي كالآتي :
دنوا بعيدات المماشي ركابي = عرندساتٍ يقطعن المحاويل
عروات لين أسهيل بين وغابي = حتى غدا فوق الأباهر زهاميل
يرعن من الربلة ورجل الغرابي = با طرافهن تلقى الخزامى تقل نيل
حثوا مناكب جيشكم بالعقابي = قلايصٍ ما لاغمن المخاليل
أن روحن مع سهلةٍ له سرابي = عوصٍ يشادن روس ربد الهراقيل
لمحمد بن سمير ريف التعابي = بدر الدجا نوار عشب الهماليل
لصديقه أحلى من هتوف السحابي = ولعداه مفتول الحديد الزناجيل
يا شيخ لو شال الجمل مثل مابي = أزرا بليهي الرحايل عن الشيل
ويا شيخ من دبت عليه الدوابي = يعاف لذات الونس والتعاليل
أن حط بالغليون مثل الخضابي = وصينيةٍ تلعب بوضح الفناجيل
عده من الأوناس خلو الجنابي = أن لافه الداكوك بالعدل والميل
ويا شيخ يا مدمي لروس الحرابي = جينا لكم يا كاسبين التنافيل
نبي جنابك يا نزيه الجنابي = يوم الرفاقه صار منهم غرابيل
فأجاره محمد بن سمير هو وقبيلته الفضيل ، وحماه من ابن قعيشيش ، ومكث فتره طويلة في جوارأبن سمير ، الى أن عفت عنه قبيلة الفدعان بما فيهم آل قعيشيش والغبين ، بعد أن أرسل هذه القصيدة لجدعان بن مهيد شيخ قبيلة ( الولد ) من الفدعان :
يا راكب حمرا كتومٍ رغاها = ممشى ثمان أيام تطويه مشوار
جدعيةٍ قطع الفيافي مناها =تشدي لشاحوفٍ مع الشط عبار
يا رسل ياللي لايذٍ في قراها = خلك مع أول فجة الصبح نشار
والعصر أبو تركي محاري مساها = لغضى البخيل لغالي الزاد دمار
عيني قزت من نومها وش بلاها = كن النويفج لا يفه عقب ذرار
قزت وقزاها عظايم بلاها = عوجٍ نمضيهن وهن كارهن كار
وكبدي من الرهوند يخلط عشاها = أو تقل يقرض من معاليقها فار
على نجوعٍ فرق الله شظاها = ناخذ بها حق ونذري بها جار
يا مدبر السلقا عليك التقاها = تفرج لعبدٍ تايه الفكر محتار
يوم أخرجوه وقربته قد ملاها = عندك لها ياوالي العرش تدبار
أطلبك نفسي لا تخيب رجاها = ياعالم باحوالها وانت جبار
والروح مني مسعلاتٍ حذاها = حذوه رجل ما قاضبه كود مسمار
نجدٍ يعزي عن غثاها عذاها = لوهي مقر ابليس في ماضي الأذكار
نركض ومن صاد الجرادة شواها = وللنار من عقب من المال دينار
بعد ذلك دعاه شيوخ الفدعان آل غبين وآل مهيد ، فرحل من عند أبن سمير شاكراً له ما لاقاه من حماية واعزاز واكرام ، وتوجه لقبيلة الفدعان لأنه أقرب الناس اليه ، وبقي بين ابن غبين وابن مهيد معززاً مكرماً الى أن حصل بينه وبين أبن غبين بعض الخلاف ، يعود ذلك الى نفسه الطموح ، التي لا تقف عند حد ، فقال القصيدة الآتيه في آل غبين هاجياً لهم :
عساك يا دارٍ بك الحيف تلوين = عسى الولي يسعى لساسك بالاخراب
يسقي جنابك مثل دارٍ بدارين = سهساه رملٍ من سمهلات وتراب
لا عاد ما ناخذ وفا حقنا زين = الا بسل مصقل الهند وحراب
عساك يادار المذلة تخيبين = وعسى الولي يسعى لنزلك بالأذهاب
ناسٍ تشيل البغض ما هم خفيين = القلب فيه الريب لو يضحك الناب
يا حليسس وان ما شفت انا شافٍ شين = أشوف ناسٍ قوم بهدوم الأصحاب
يا حليس صاب القلب ما تنظر العين = شوف البغيض بنونها تقل مشهاب
ان كان ربعك ما لحقك وفيين = مسمارهم يبخص بلا قاز وكلاب
عنهم تنحوا يا قلوب البعارين = في دبرة الخلاق فتاح الأبواب
عن المهونة نجعل النار نارين = نبعد عن الأصحاب لديار الأجناب